ولم يزل ذلك الذهب عند الحكيم النصراني إلى أن مات فأخَذ من ترِكته وحُمل إلى القاضي ومولده سنة أربع وستين وخمسمائة ووفاته سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وكانت جنازته عظيمةً ودفن إلى جانب قبر أحمد بن حنبل وقيل بل دُفن معه وتولى ذلك الرَّعاعُ والعوامُ وقُبض على من فَعَل ذلك وعوقب وحُبِس ونُبِش ليلاً ونقل من موضعه بعد أيّام وعُفيَ قبره ولم يُعلَم أين دُفِن .
قَنبر الكاتب .
نصر بن علي بن أحمد بن محمد بن الناقد أبو طالب الكاتب المعروف بقنبر البغدادي كان من الأعيان الأماثل تولى أعمال الحالص مدةً فظهرت كفايته فوُلى حاجباً بالباب النوبي والنظر في المظالم وإقامة الحدود ثم إنه عُزل ووَليَ الصدرية والنظر في المخزن ثُم وليهما بديوان الزمام ثم عزل ثم إنه أُعيد إلى الصدرية والنظر بالمخزن وخُلع عليه ولم يزل على ذلك إلى أن توفي سنة اثنين وتسعين وخمسمائة ولم يكن محمودالسيرة وكان سفاكاً للدماء وأخذ الأموال وانتهاكِ الحُرَم وكان رافضياً وهو أول من سنّ الظلم ببغداد ولم تظهر جنازته .
أبو الفتح الحرّاني .
نصر بن علي بن محمد بن هبة الله أبو الفتح الحراني قال ابن النجار : كتب عنه أبو نصر هبة الله بن علي المجلي شيئاً من شعره وغير ذلك ومن شعره : .
كنت في غفلة فلما افترقنا ... طرحَ البينُ غفلتي في جفوني .
فهي تجري دمعاً وتَمزَحُ حيناً ... ثم تجري دماً فتَدمَى شؤوني .
وأرى فرقة الأحبة لا ... شكّ ستَسقي المحبَّ كاسَ المنون .
أبو الفتوح الحلي النحوي .
نصر بن علي بن منصور بن الخازن أبو الفتوح النحوي من الحلة السيفية وهو أخو علي بن علي قدِم بغداد في صباه وقرأ الأدب على أبي محمد بن عبيدة الكرخي وغيره حتى بَرَع فيه وسمع الحديث وقرأ الكتب الأدبية على المشايخ بجَد واجتهاد وهمة عالية وانتخب كثيراً من الأحاديث والأخبار والحكايات والأشعار بخطه وكان حسَن الأخلاق طيّبَ المعاشرة مليحَ المُجاورة حُفَظَةً للحكايات والأشعار وكان عارفاً بالنحو متصدياً للأشغال فيه يتردَّد إليه الأكابر ويقصِدونه في بيته قال ابن النجار : علقتُ عنه شيئاً في المذاكرة ولم يكن مَرضياً ولا يُحتج بخطه ولا بقوله ولا بقرائته لأنه ادعى سماع أشياء ولم يسمعها ولقاء شيوخ ولم يلقهم وإذا قرأ الحديث يعبُر سطوراً لا يقرأها ويترك حديثاً ويقرأ حديثاً شاهدتُ ذلك منه وشاهده جماعة لما قرأ مسند أحمد على أبي محمد بن أبي المجد بدار قاضي القضاة ابن الشهرَزوري وأنكروا ذلك عليه وشاع واجتنب الناس السماع بقراءته ولما رأى ذلك ترك القراءة على المشايخ وصاريسمع بقراءة غيره وكان مع كذبه خبيث العقيدة رافضياً غالياً توفي سنة ستمائة بالحلة .
ابن مريم خطيب شيراز .
نصر بن علي بن محمد أبو عبد الله الشيرازيُّ الفرسي الفَسَوي يُعرَف بابن مَريَم خطيب شيراز وأديبها وعالمها ومَن يُرجَعُ إلى رأيه في الأمور الشرعية وله " تفسير القرآن " في أربع مجلدات وقد جوّده و " شرح الإيضاح " وكان حياً في سنة خمس وستين وخمسمائة .
الجهضمي .
نصر بن علي صُهبان الجهضمي كان صدوقاً وتوفي في حدود الستين والمائة وروى له الأربعة .
الحافظ الجهضمي