صادته أَيدي الحبّ إذ نصبت له ... شَركاً بألحاظ الظِباء العين .
خفِّض عليّ فما أراك تصدني ... باللوم عن شَغَفي ولا تَثنيني .
كيف السبيل إلى السُلو وقد خَلَتْ ... من آل حمدةَ جانبا يَبرين .
وعلى الحُمول غريرةٌ أجفانها ال ... مرضى الصِحاح بقتلتي تُفتيني .
هيفاءُ تحت نِقابها وثيابها ... ما شئتَ مِن وردٍ ومن نِسرين .
سفرتْ فأبدَت بدر تمٍّ طالعاً ... لك في ليالٍ للغدائر جون .
وبكت فأبقَت في عقيقِ خدودها ... آثارَ لؤلؤِ دمعها المكنون .
وقال : .
سَرت وجبينُ الجو بالطل يرشَح ... وثوب الغوادي بالبروق موشّحُ .
فقابلتُ من أسماطها الزَهرَ تُجتلى ... وقبلتُ من أمراطها الزهر ينفح .
بحيث الرُبى تخضل والدّوح ينثني ... ودمعُ الحَيا يَنهل والطير تصدَح .
وفي طيّ أبراد النسيم خميلةٌ ... بأعطافها نَورُ المُنى يتفتح .
تُضاحكُ في مَسرى العواطفِ عارضاً ... مدامعَه في وجنةِالرَّوض تسفح .
وتورى به كفُّ الضيا زندَ بارقٍ ... شرارتُه في فحمة الليل تقدح .
تَفَرَّسَ منه البدر في متنِ أشقرٍ ... يُلاعب عِطفَيه النسيم فيرمح .
على حين أوراق الصَبا الغض نَضرةٌ ... ووُرق التصابي بالصبابة تُفصِح .
وقال : .
سافر إذا حاولت قَدرَا ... سار الهِلالُ فصار بدرا .
والماء يكسب ما جرى ... طِيباً ويخبُث ما استقرا .
وبِنقلة الدرر النفي ... سة بُدلت بالبحر نَحرا .
وَصلا إذا امتدت يدا ... ك فإن هما حَلَتا فهَجرا .
فالبدرُ أنفق نوره ... لما بدا ثم استسرا .
زِد رِفعةً إن قيل أت ... رَبَ وانخفِض إن قيل أثرى .
فالغضنُ يدنو ما اكتسى ... ثمرا ويسمو ما تعرى .
حركاتِ عيسِكَ إن أرد ... ت مِهادَ َعيشِك أن تقرا .
فالمهدُ أسكنُ للصغي ... ر بحيث جاء به ومرّا .
وقال : .
بعينَه سُكري لا بكأسِ عُقارِه ... رَشاً صاد آسادَ الشَرَى بنفارِه .
فيا حبذا خمرُ الفتور يُديرها ... على وَرد خدِّيه وآس عذاره .
سقاني فلما أن تملكني الهوى ... ثنى معطفيه عن صريعِ خِماره .
فللبدر ما يُبديه فوق لثامه ... وللغصن ما يُخفيه تحتَ إزاره .
تضيءُ بروقُ البيض دون اجتلائه ... وتهوي نجوم السمر دون اهتصاره .
لئن كان قلبي مُقفِرا من جماله ... فإن فؤادي عامر بادّكاره .
ووالله لولا أنه جنَّةُ المُنى ... لما كان محفوفا لنا بالمكاره .
وفي فَلَك الأصداح بدرُ محاسنٍ ... كَسته أيادي البين ثوبَ سَراره .
كأنّ الثريا والهِلالَ تقاسما ... جمالهما من قُرطه وسِواره .
وكم جُردَت دون الظباء من الظبَى ... لِقتلِ شجٍ لا يُرتَجى أخذُ ثاره .
وما أطلقت بالسحر غِزلانُ بابلٍ ... لواحظَها إلا انثنى في إساره .
إذا غرسَت أيدي الصبابة في الحشا ... أصولَ الهوى فالوجد بعضُ ثماره .
إذا هبّ نجديُّ النسيم أحاله ... سَموماً بما يمليه من وهج ناره .
غَراماً ببانات اللِوى وأراكِهِ ... وشوقاً إلى قُلامِه وعَراره .
وقال : .
أرابَه البانُ إن لم يَقضِ آرابا ... فارتد ناظره المرتادُ مُرتابا .
كأن أوطان أوطارِ محاسنُها ... تستنفدِ اللفظَ إطراءً وإطرابا .
حيث المغاني غوانٍ ما اشتكت يدُها ... يوما من الخُرَّد الأتربِ أتراباً .
ولا ألمَّ بها مثلي فأدمعَه ... فاستعجز الغيثُ إرباءً و إربابا .
يا حَبذا البان إذ أجنى فواكهه ... على ذُرى البان أعناباً وعُنابا