أعشى الدليلَ دُجا الدَلالِ فسائلِوا ... فلكَ الأزرة عن طالع بدره .
وقال .
عَرَضت لمفترض الصباح الأبلج ... حوراءُ في طَرَفِ الظلام الأدعج .
فتمزقت شِيةُ الدُجا عن غُرتّي ... شمسين في أفقٍ وكله هودج .
ووراء أستار الحمول لواحِظٌ ... غازلنَ معتدل الوشيحِ الأعوَجِ .
من كل مبتسم السّنان إذا جرى ... دَمعُ النجيع من الكَميِّ الأهوج .
ولقد صحِبتُ الليل قَلَّصَ بُردَه ... لعُباب بحر صَباحِه المتموجِ .
وكأنّ منتثر النجوم لآلىءٌ ... نُظمت على صَرحٍ من الفيروزج .
وسَهِرتُ أرقبُ من سُهيلٍ خافقاً ... متفرداً فكأنه قلبُ الشجي .
واستعبرت مُقلُ السَحاب فأضحكت ... منها ثغور مُفوَّفٍ ومُدبَّحِ .
وقال : .
سَدَّدوها مِنَ القدود رماحا ... وانتضوها من الجفون صِفاحا .
يا لها حالةً من السِلم حالت ... فاستحالت ولا كِفاحَ كِفاحا .
صحّ إذ أذرَتِ العيونُ دماءً ... أنهم أثخَنوا القلوبَ جِراحا .
يا فؤادي وقد أُخذتَ أسيرا ... أتقطرتَ أم وضعتَ السِلاحا .
قل لأعشارِك التي اقتسموها ... ضربوا فيك بالعيونِ قداحا .
عجباً للجفون وهي مِراضٌ ... كيف تستأسر القلوبَ الصِحاحا .
أهٍ من موقفٍ يودّ به المُغ ... رم لو مات قبله فاستراحا .
حيث يخشى أن يَنظم اللثم عِقداً ... فيه أو يعقد العناقُ وِشاحا .
وقال : .
عَقَدوا الشعورَ معاقدَ التيجان ... وتقلدوا بِصوارم الأجفانِ .
ومَشَوا وقد هَزَّ الشبابُ قُدودهم ... هَزَّ الكُماة عَواليَ المُرّان .
جَروا الذوائبَ والذوابل وانثنوا ... فثَنوا عِناني محصنٍ وحَصان .
وتوشحوا ورداً فقلتُ أراقمٌ ... خلعت ملابسها على غِزلان .
ولربما عطفوا الكعوبَ فواصلوا ... ما بين ليث الغاب والثعبان .
في حيث أذكى السمهري شرارهُ ... رفع الغبار لها مُثار دُخان .
وعلا خطيب السيف منبَرَ راحةٍ ... يتلو عليه مَقاتلَ الفُرسان .
يا مرسلَ الرمح الصقيل سِنانُه ... أمسِك فليس اليوم يوم طِعان .
هاتيك شمسُ الراح يسطع ضوءُها ... مِن خلف سُحب مارقٍ وقَناني .
وهلال شوالٍ يقول مصدقاً ... بيدي غَصَبتُ النونَ من رمضان .
لا تَسقنيها من مَحاجرِ نَرجَسٍ ... حَسبي التي بأناملِ السَوسان .
فأرادها ممزوجةً قد خالطت ... بالياسمين شقائقَ النعمان .
والوُرق في الأوراق قد هتفتْ على ... عَذَب الغصون بأعذبِ الألحان .
فكأن أوراق الغصون ستائرٌ ... وكأن أصواتَ الطيورِ أغاني .
وقال : .
كَم نابلِ في طَرفِك البابلي ... وذابلٍ في عِطفك الذابل .
وكم حوى رِدفك من موجةٍ ... تضرِبُ من حصرك في ساحل .
يا كوكباً ناظِره طالعاً ... كناظرٍ في كوكبٍ آفل .
يوقعُني منك على مانع ... مَخابلٌ عندك من باذل .
طلاقةٌ أنشأ لي بَرقها ... سحائباً من دمعي الهاطل .
وسقمُ أجفانٍ توهمتُها ... ترثي لسقُم الجسَد الناحل .
ومَعطَفٌ معتدلٌ مائلٌ ... ما لي وللمعتدلِ المائل .
حُبك لا حبك هذا الذي ... أوقع في أنشوطة الحابل .
وليتني أشكو إلى غادرٍ ... وليتني أُشكى من العاذل .
وليلةٍ أسلمتُ أصداءَها ... من أكؤس الراح إلى صاقل .
فالتهبتْ فَحمتُها جَمرةً ... من خمرةٍ قاتلةٍ القاتِل .
وانتَسَقت نحوي مَسَراتها ... نَسَق الأنابيب إلى العامل .
وقال :