فلا شُفِيَ الهَجْرُ المبيرِّحُ بالفَتى ... ولا اخضرّ يوما للقطيعة عود .
ومنه : .
كيف يُرجى معروف قومٍ من اللؤ ... مِ غَدَوا يدخلون في كلّ فنِّ .
لا يَرونَ العُلى ولا المجدَ إلاّ ... بِرَّعِلقٍ وقَحبةٍ ومُغَنِّي .
يتَمَنَّون أنْ تَحُلَّ المسامي ... رُ بأسماعِهم ولا الصوتُ منّي .
لئن أمسكَت عَنّي سحائب كفّهِ ... فما أنا للبِرّ القديم جَحودُ .
ألم تَر أنّ المُزنَ يهطِل تارةً ... ويُمسِك بعد الهَطل ثم يجود .
ومنه : .
خَلِّ الصَّريمَ لِواصفي آرامِهِ ... وغَزَالَهُ لِمُتَيَّمٍ بثَغامِه .
ودَعِ الأراكَ وما سما مِن دَوحِه ... تدعُو على الأغصان وُرق حمامِه .
ابن زُرَيق المُسند البغدادي .
نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد أبو السعاداتِ بن أبي منصور بن زُريقٍ الشيباني القزّاز الحريمي . مُسند بغداد في وقته توفي سنةَ ثلاثٍ وثمانين وخمسمائة .
الصاحب صفي الدين .
نصر الله بن محمد بن نصر الله صفّي الدين أخو الوزير علاء الدين ابن نصر الله وتقدّم ذكر أخيه علي بن محمد بن نصر الله في مكانه وولي الصاحبُ صفّي الدين هذا بعد أخيه وِزارةَ حماة للمنصور سنةَ أربع وسبعين وستمائة وسار على سيرة أخيه ومنواله ولم يزَل إلى أن توفي رحمهُ الله سنة ثلاثٍ وثمانين وستمائة بحماة في شهر رجب .
ابن القابض وزير صلاح الدين .
الصفيّ نصر الله بن القابض كان قد خدمَ السلطان صلاح الدين لمّا كان في شِحنكيَّة بغداد وأمدّه بالمال فرأى له ذلك . فلمّا ملك استوزره وكان شجاعاً ثقةً أميناً ولمّا نزل الفرنج داريَّا والسلطان في الشرق جمع من أهل دمشق سواداً عظيماً وخرج إلى ظاهر البلد فرآهم الفرنج فظَنوهم عسكراً فرحلوا وكان كثير المعروف وكتب أملاكَه لمماليكه لأنه لم يكن له وَلَدٌ وبنى بالعُقَيبة مسجداً ودفن به ويُعرف الآن بمسجد الصفّي وتوفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة .
مُعين الدين الهِيتي الشافعي .
نصر الله بن نصر الله بن نصر الله بن سلامة بن سالم أبو الفتح الهيتي مُعين الدين بن أبي المعالي الشافعي الشاعر مدح الملوك والوزراء وتوفي ستة سبع وثلاثين وستمائة . قدِم الإسكندرية ومدح رؤساءها وأكابرها ومدح ابن البوري الآتي ذِكره بقصيدة أولها : .
أترى الحبيبَ لطول مُدة بُعده ... يدري بما لاقيتُه من بَعدِهِ .
فلقد كسا جِسمي الضَنى لفراقه ... وأذاقَني فيه مَرارةَ صَدِّهِ .
قد خَدَّدتْ خّدِّي الدموعُ وطالما ... ألصقتُهُ عند الوَداع لخده .
وجَنَيتُ والواشي بذلك شاهدٌ ... من ريقه المعسول رائقَ شَهده .
ما كان أطيبَ عَصر أيّام الصِّبى ... في سَبَط رَيعان الشباب وجَعده .
منٌ خلعتُ به العذار ورحُتُ في ... حُبّ العذار أجرّ فاضل بُرده .
وشربتُ من كأسَي غناه وفقرِه ... وشربت في هَزل الغرام وجدِّه .
والآن مالي رَغبةٌ في حُبّ زي ... نبَ ولا لي مَطمعٌ في هَندَهَ .
لا أنَّ طَبعي مسَّه طبعٌ ولا ... أنّى صَفا يَنبو الهَوى عن صَلده .
لكن كّدى في المساعي صَدَّني ... عن عَسف قلبي في الحسان وكدّه .
ورِضايَ من هذا الأنام بوحدتي ... لمّا اقتنعتُ من السَّراب بثَمده .
كم قد وَرَدتُ بغُلة الصادي ولم ... يوني أخو بُخلٍ أحُومُ بِوردِه .
قلت : شعر متوسط .
أبو الفتح المصِيصي الشافعي الأشعري .
نصر الله بن محمد بن عبد القوي أبو الفتح المِصّيصي ثم اللاذِقي الدمشقي الشافعي الأُصولي الأَشعري نَسَباً ومذهباً . كان متصلباً في السُنة متجنباً أبوابَ السلاطين يدرِّس بالزاوية الغربية من الجامع الأُموي وهو آخِر من حّدث بدمشق عن الخطيب روى عنه ابن الجوزي وابن عساكر ومكي بن علي العراقي والحموي وعسكُر بنُ خليفةَ وغيرهم وآخر من حدث عنه أبو المحاسن بن أبي لُقمةَ توفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة .
ابن قلاقس الشاعر