لما خرج من دمشق خامر الفخري إلى قوصون وحضر إلى دمشق وملكها على ما تقدم في ترجمة قطلوبغا الفخري ودعا لأحمد وأغرى العساكر والأمراء والرعايا بقوصون وقال : هذا الغريب يدخل بيننا ويخلع ابن أستاذنا ويقتله ؟ ! .
ما نصبر على هذا .
وظهر الشناع على قوصون لما قتل أبو بكر في قوص وكان قد قتل جماعة من الحرافيش وقطع أيديهم ووسط جماعة وسمرهم وسمر جماعة من الخدام وسمر ولي الدولة الكاتب وغيره وفنفرت القلوب منه .
وأخذ الفخري يكاتب أمراء مصر عليه فتنكر له ايدغمش أمير آخور وعامل الخاصكية عليه فاجتمعوا عنده وأقاموا ليلتهم عنده صورة في الظاهر معه وهم عليه في الباطن عيون .
ونادى أيدغمش في الناس بنهب إسطبل قوصون فثار العوام والحرافيش وخربوا الإسطبل والخاقناه ونهبوهما ونهبوا بيوت جماعته ومن يقول بقوله وهو يرى من الشباك فيقول : يا مسلمين ما تحفظوني هذا المال إما أن يكون لي أو أن يكون للسلطان . فقال ايدغمش : هذا شكران للناس والذي عندك فوق من الجوهر يكفي للسلطان .
فكان قوصون كلما هم بالركوب في مماليكه الملبسين كسروا عليه وقالوا له الخاصكية : يا خوند غداً نركب ونرمي في هؤلاء النشاب وقد تفرقوا .
ولم يزالوا به إلى أن أمسكوه وقيدوه وجهزوه إلى إسكندرية هو وألطنبغا وغيرهما على ما تقدم في ترجمة ألطنبغا .
ولم يزل بها معتقلاً إلى أن حضر الناصر أحمد من الكرك وجلس على كرسي الملك بقلعة الجبل .
ثم إنه تفق آراؤهم على أن جهزوا الأمير شهاب الدين أحمد بن صبح إلى الإسكندرية فدخل إلى السجن وخنق الطنبغا وقوصون وغيرهما في شوال سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة أو في ذي القعدة .
ومات C تعالى وخلف عدة أولاد من بنت السلطان .
وكان خيراً كريماً يعطي العشرة آلاف والألف إردب قمحاً .
وكان إذا راح إلى الصيد بنفسه في جند السلطان يروح معه وفي خدمته ثلث العساكر والناس يهرعون إلى بابه ويركب وقدامه في القاهرة كمائة نقيب أو دون ذلك .
وكان أخوه صوصون أميراً وابن أخته بلجك أميراً وكان قد وقع بينه وبين تنكز آخراً وأمسك تنكز حمل إلى باب السلطان فما عالمه إلا بالجميل وخلصه من اقتل واشر بحبسه .
وعلى الجملة فكان أمره من أوله وفي آخره من أعاجيب الزمان أبيع المثقال بعشرة آلاف درهم وبأقل لكثرة الكسب .
وعمل النيابة جيداً وأنعم على الأمراء وفرق في الخاصكية ذهياً كثيراً ولكن خانته المقادير آخراً كما أعنته أولاً .
ولم يتم أمره شهرين مستقيماً في النيابة حتى خرج الفخري وطشتمر عليه .
وقلت أنا في واقعته مع أيدغمش : .
قوصون قد كانت له رتبةً ... تسمو على بدر السما الزاهر .
فحطه في القيد ايدغمش ... من شاهق عال على الطائر .
ولم يجد من ذله حاجباً ... فأين عين الملك الناصر .
صار عجيباً أمره كله ... في أول الأمر وفي الآخر .
الألقاب .
القوصي : شهاب الدين إسماعيل بن حامد .
ابن قولويه الشعيع : جعفر بن محمد .
ابن أبي قوة الدتاني : علي بن أحمد .
القونوي : علاء الدين علي بن إسماعيل .
ابن قنداس الحطاب : محمد بن أحمد .
ابن أبي قيراط الشاعر : الحسن بن علي وعلي بن هشام .
قيس .
قيس الصحابي .
قيس بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة وهو عم البراء بن عازب : كان الواقدي يقول : هو قيس بن محرث وذكر لأنه من أول من قتل بعدما ولوا يوم أحد من المسلمين مع طائفة من الأنصار وأحاط بهم المشركون فلم يفلت منهم أحد .
وضاربهم قيس حتى قتل منهم جماعة ثم لم يقتلوه إلا بالرماح نموه بها نظماً وهو يقاتلهم بالسيف فوجد به أربع عشرة طعنة قد جافته وعشر حربات في بدنه .
وقال ابن سعد قال عبد الله بن محمد بن عمارة : لا أعرف هذه الصفة في قيس بن الحارث بن عدي وإنما حكاها محمد بن عمر عن قيس بن محرث ولعله غير قيس بن الحارث فأما قيس بن الحارث ف إنه قتل يوم اليمامة شهيداً .
قيس التميمي الصحابي .
قيس بن الحارث : وفد على النبي A في وفد بني تميم . قال ذلك ابن إسحاق .
قيس الأنصاري .
قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن الحارث بن مازن بن النجار الأنصاري : شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً سنة ثلاث للهجرة