وقال غيره : وجأه بسكين له طرفان وطعن معه اثني عشر رجلاً فثقال عمر : دونكم الكلب فإنه قد قتلني . وماج الناس بعضهم في بعض فرمى عليه رجل من أهل العراق برنياً ثم برك فلما رأى أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ نفسه فقتلها وكان أبو لؤلؤة مجوسياً وقيل نصرانياً أزرق .
جلال الدولة ابن بويه .
فيروز جرد : هو السلطان جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه صاحب بغداد ملكها سبع عشرة سنة وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور وخطب له ثم ضعف عن الأمر وكاتب ابن عمه أبا كاليجار وهو بالعراق الأعلى بأنه ملتج إليه ومعتمد عليه وممتثل أمره فشكره أبو كاليجار ووعده بكل خير .
وكان جلال الدولة شيعياً جباناً وعسكره قليلاً وحده كليلاً وأيامه منكدة .
توفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وكان مولده في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد .
وكان حين وفاة والده بالبصرة فلقبه القادر بالله ركن الدين جلال الدولة وحملت إليه الخلع السلطانية واللواء والكتاب في ثالث عشر ذي الحجة سنة خمس وأربعمائة وخرج القادر بالله يتلقاه في الطيار بدجلة .
وكان موصوفاً بالرقة والرأفة والحنو على الكافة والعفو عند المقدرة والأخذ بالفضل على ذوي الإساءة .
وكان محافظاً على الصلوات في أوقاتها يخرج الزكاة والصدقات مواصل الصلاة في المساجد الجامعة المشهودة والمشاهد المقصودة محباً للصالحين كثير الزيارة لهم .
بهاء الدولة .
فيروز بن فناخسرو أبو نصر بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه : تقدم ذكر والده عضد الدولة في أول هذا الحرف وقيل : اسمه خاشاذ .
وهو الذي قبض على الطائع وقطع أذنه وفعل به ما فعل من نهب داره وإزالة الخلافة عنه . كان ظالماً غشوماً سفاكاً للدماء وكان خواصه يهربون من قربه .
وجمع من المال ما لم يجمعه أحد وصادر الناس وكان يبخل بالدرهم وينظر فيه ويستكثره .
ولم يكن في بني بويه أظلم منه ولا أقبح سرة . وكان يصرع في دسته ورث ذلك عن أبيه .
وتوفي بجرجان بعلة الصرع في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة تتابع الصرع عليه وتقاربت أدواره .
وكانت هذه العلة لازمة له ولم يحتم من شرب النبيذ ويستعمله ليلاً ونهاراً ويكثر التخليط .
وكانت مدة إمارته أربعاً وعشرين سنة وتسعة أشهر وأياماً وعمره اثنين وأربعين سنة وتسعة أشهر وحمل تابوته إلى الكوفة ودفن عند أبيه وأوصى بالملك بعده لولده أبي شجاع .
الوراق الموسوس .
الفيرزان الوراق الموسوس : كان أديباً مليح الشعر له حكايات .
ذكره أبو بكر ابن أبي الأزهر في كتاب عقلاء المجانين له قال : كان في جوارنا بباب الشام فتى يعرف بالفيرزان وكان يورق في دكان علان الشعوبي فقد عقله بعد أن كان مألفاً لأهب الأدب وظرفاء الشعراء .
ثم آلت حاله إلى أن كان يسلك الأسواق والطرقات عريان مسلوباً وربما ثاب إليه عقله فيتوارى .
ومن شعره : .
مضى أمسك والأيا ... م يتلو بعضها بعضا .
فما كان فقد فات ... بما أسخط أو أرضى .
ومتا لم يأت لم تدر ... أتقضي قبل أن يقضى .
فبادر قبل أن تجع ... ل في الأرض لها أرضا .
ومنه : .
حياتك إن فكرت تغريد طائرٍ ... تمكن منه السمع ثمت طارا .
وعمرك ما عمرت أحلام نائم ... تنبه عن ليلٍ رآه نهارا .
فخلّ عن الدنيا وكن متبدلاً ... بدار فناءٍ للمقامة دارا .
ومنه : .
لو قيل للإنسان : حصل لنا ... ما نلته من لذة الأمس .
أكان يأتينا بشيءٍ سوى ... أضغاث أحلام هوى النفس .
فشد على الدنيا وأقبح بمن ... يطلبها بالتعس والنكس .
يطلبها حتى إذا نالها ... بزعمه غيب في الرمس .
ابو النجم المنجم .
فيروزان بن أردشير بن أسفا مذار الديلمي أبو النجم الصوفي : من أهل كرمان قال محب الدين ابن النجار : ذكر لي أنه قدم بغداد يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وخمسمائة واستوطنها إلى حين وفاته .
وكان يكتب التقاويم ويقرئ الناس على النجوم وكانت له فيه يد باسطة ثم تولى خزانة الكتب بمشهد أبي حنيفة بباب الطاق ووقف كتبه هناك