لما توفي أخوه الأمير أحمد بن مهنا في سنة تسع وأربعين وسبعمائة طلب الأمير فياض إلى مصر فتوجه إليها ورسم له بالإمرة ولم يبق إلا خروجه فوقف جماعة من أشراف العارق وشكوا عليه للوزير منجك وللنائب الأمير سيف الدين بيبغا آروس فألزماه بأن يعطيهم ما أخذه لهم وكان قد أخذهم وهم قفل كبير فامتنع وجفا في الكلام فشتمه الوزير منجك فقال له : وأنت يا ابن النصرانية تشتم ابن مهنا ! .
! .
فغضبا عليه وحبساه بالإسكندرية ورسم بالإمرة لأخيه حيار ولم يزل بها إلى أن أمسك الوزير والنائب على ما مر في ترجمة بيبغا فأفرج الملك الناصر عنه والتزم أنه يتوجه إلى الحجاز ويمسك النائب ويحضره إلى القاهرة فقدر الله بأن النائب ما أحوج إلى شيء ولم يتوجه إلى فياض .
ورسم له في أواخر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بأن يكون أمير آل مهنا عن حيار أخيه وعظم تعظيماً كثيراً وأعطي قرية ريحا التي بحلب ملكاً وحضر في المحرم أو في صفر إلى دمشق وأخذ إنعامه بها وتوجه إلى بيوته .
ثم إن رملة بن جماز لم يزل يسعى إلى أن أخذ ريحا منه ثم أعيدت الإمرة إلى حيار أخيه شريكاً لسيف بن فضل في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة فأقام هو بطالاً إلى أن حضر بيبغاروس إلى دمشق فجاء فياض ونزل على ضمير وكان على بيبغاروس .
وحيار مع بيبغاروس فرعي له ذلك وأعطي نصف الإمرة شريكاً لسيف بن فضل في سنة أربع وخمسين وسبعمائة .
فيروز .
الصحابي فيروز الديلمي .
فيروز الديلمي أبو عبد الله وقيل ابو عبد الرحمن يقال له الحميري لنزوله بحمير وهو من أبناء فارس من فرس صنعاء .
وفد على النبي A قال ابن عبد البر : وحديثه عنه في الأشربة حديث صحيح . وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب الذي ادعى النبوة ؛ ذكر أن داذويه وقيس بن مكشوح وفيروز الديلمي دخلوا عليه فحطم فيروز عنقه وقتله وقدم على رسول الله A برأس الأسود وقيل : قتل العنسي سنة إحدى عشرة والصحيح أن فيروز قتله في حياة النبي A وأتى النبي A الخبر من السماء فخرج ليبشر الناس وقال : قتل الأسود البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين قيل : ومن قتله ؟ قال : فيروز الديلمي .
وقال الشيخ شمس الدين فيه : أبو الضحاك الديلمي قاتل العنسي له صحبة ورواية وفد على رسول الله A برأس الأسود فوجده قد توفي فيما قيل . ومات فيروز في حدود الستين للهجرة وروى له الأربعة .
الوداعي .
فيروز الهمداني الوداعي : مولى عمر بن عبد الله الوداعي : أدرك الجاهلية والإسلام وهو جد زكرياء بن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز الهمداني الكوفي .
الثقفي فيروز .
فيروز الثقفي : ذكر ابن قانع في مسنده عن الحجاج بن أرطأة عن عبد الملك بن سعد بن فيروز عن أبيه أن وفد قدموا على رسول الله A قالوا : فرأيناه يصلي وعليه نعلان لهما قبالان فبزق عن شماله .
قاتل عمر بن الخطاب .
فيروز أبو لؤلؤة الديلمي غلام المغيرة بن شعبة .
قال عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : غدوت مع عمر بن الخطاب إلى السوق وهو متكئ على يديه فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فقال : ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي ؟ قال : كم خراجك ؟ قال : دينار قال : ما أرى أن أفعل إنك لعامل محسن وما هذا بكثير . ثم قال له عمر : ألا تعمل لي رحىً ؟ قال : بلى . فلما ولى قال أبو لؤلؤة : لأعملن لك رحىً يتحدث بها ما بين المشرق والمغرب .
قال : فوقع في نفسي قوله فلما كان في النداء لصلاة الصبح خرج عمر للناس يؤذنهم للصلاة قال ابن الزبير : وأنا في مصلاي وقد اضطجع له عدو الله أبو لؤلؤة فضربه بالسكين ست طعنات إحداهن تحت سرته وهي قتلته . فصاح عمر : أين عبد الرحمن بن عوف ؟ فقالوا : ها هو ذا فأمره يصلي بالناس واحتملوا عمر ودخلوا به منزله فقال لابنه عبد الله : اخرج فانظر من قتلني فخرج فقال : من قتل أمير المؤمنين ؟ فقالوا : أبو لؤلؤة غلام المغيرة فرجع فأخبر عمر فقال : الحمد لله الذي لم يجعل قتلي بيد رجل يحاجني بلا إله إلا الله