يقال : إن اسمه عبد الملك ولقبه فليح روى عن نعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر والزهري وعباس بن سهل بن سعد وعبدة بن أبي لبابة وسعيد بن الحارث الأنصاري وجماعة .
وعنه أبو داود الطيالسي وشريح بن النعمان ويحيى الوحاظي وأبو الربيع الزهراني وسعيد بن منصور ومحمد بن جعفر الوركاني وخلق منهم ابنه محمد .
قال ابن معين : ليس بقوي وكذا قال النسائي . وقال الدارقطني : لا بأس به وقال أبو داود : لا يحتج به .
توفي سنة ثمان وستين ومائة وروى له الجماعة .
فليح المغني .
فليح بن العوراء : كان رجلاً من أهل مكة مولى لبني مخزوم أحد من غنى للدولة العباسية . قال الفضل بن الربيع : إن المهدي كان يسمع المغنين جميعاً ويحضرون مجلسه ويغنونه من وراء الستارة لا يرون وجهه إلا فليح بن العوراء فإن عبد الله بن مصعب الزبيري كان يرويه شعره يغني فيه مدائح المهدي فدس في أضعافهما بيتين يسأله فيهما أن ينادمه وسأل فليحاً أن يغنيهما وهما : .
يا أمين الإله في الشرق والغر ... ب على الخلق وابن عم الرسول .
مجلساً بالعشي عندك في المي ... دان والإذن ثم لي في الوصول .
فغناه فليح إياهما فقال المهدي : يا فضل أجب عبد الله إلى ما سأل وأحضره مجلسي إذا حضر أهلي وموالي وزده على ذلك أن ترفع بيني وبين راويه فليح الستارة فكان فليح أول مغن عاين وجه الخليفة في مجلسه .
قال زيادة بن أبي الخطاب : دعاني محمد بن سليمان بن علي وقال لي : قد قدم فليح فإن جاءني قبل أن يدخل إلى الرشيد خلعت عليه خلعة من قماشي ووهبته خمسة آلاف درهم فعرفته ذاك فدخل إلى حمام كان بقربه وأعطى القيم درهمين وسأله أن يجيئه بشيء يأكله ونبيذ يشربه فجاءه برأس عجل ونبيذ دوشابي غليظ رديء فآليت عليه أن لا يأكل ولا يشرب إلا عند محمد فأبى وأكل وشرب فلما طابت نفسه غنى وغنى القيم معه ثم إنه خاطب القيم بما أغضبه وتواثبا فضربه القيم فشج رأسه وجرى دمه . ثم إنه عالج جرحه بصوفة محرقة وتعمم وقام فدخل دار محمد بن سليمان فرأى تلك الفرش والآلة والنبيذ وآلته ومدت الستائر وغنى الجواري فأقبل علي وقال : سألتك بالله أيما أحق بالعربدة مجلس القيم أو مجلس الأمير ؟ فقلت : لا بد من عربدة ؟ ! .
فقال : لا ! .
والله ما لي فيها من بد فأخرجتها من رأسي هناك فقلت : أما على هذا الشرط فهذا أجود .
فسألن محمد عما نحن فيه فأخبرته فقال : والله هذا الحديث أطيب من كل غناء ؛ وخلع عليه خمسة آلاف درهم .
فناخسرو .
عضد الدولة بن بويه .
فناخسرو بن الحسن بن بويه بن فناخسرو بن تمام - مخففاً - ابن كوهي بن شيرزيل الأصغر بن شيركدة بن شيرزيل الأكبر بن شيران شاه بن شيرفنه بن سستان شاه بن سسن فرو بن شروزيل ابن سسناذ بن بهرام جور الملك بن يزدجرد الملك بن هرمز الملك كرمانشاه بن سابور الملمك بن سابور ذي الأكتاف بن هرمز الملك بن نرسي الملك بن بهرام الملك بن بهرام الملك بن هرمز الملك بن سابور الملك بن أردشير الملك الجامع بن بابك بن ساسان الأصغر بن بابك بن ساسان الأكبر أبو شجاع ابن أبي علي ابن أبي شجاع الملقب بعضد الدولة ابن ركن الدولة : كان كامل العقل غزير الفضل حسن السياسة شديد الهيبة بعيد الهمة ذا رأي ثاقب وتدبير صائب محباً للفضائل تاركاًُ للرذائل باذلاً في أماكن العطاء حتى لا يوجد بعده ممسكاً في أماكن الحزم حتى كأن لا جود عنده يستصغر الأمور الكبار ويستهون العظيم من الأخطار .
وكان محباً للعلم مشتغلاً به مقرباً لأهله كثير المجالسة لهم مبالغاً في تعظيمهم .
وكانت له يد في الأدب متمكنة ويقول الشعر الجيد .
وكان أبوه قد قدمه على اخوته وولاه ملك فارس ورتب معه أبا الفضل ابن العميد الكاتب المشهور فهذبه وأدبه .
لما مرض عمه عماد الدولة بفارس أتاه أخوه ركن الدولة واتفقا على تسليم مملكة فارس إلى أبي شجاع المذكور فتسلمها بعد عمه الأكبر عماد الدولة أبي الحسن وابن عمه بختيار بن معز الدولة .
وهؤلاء كلهم مع جلالتهم وعظم شأنهم لم يبلغ أحد منهم ما بلغه عضد الدولة من سعة المملكة والاستيلاء على الملوك وممالكهم فإنه جمع بين مملكة المذكورين وضم إلى ذلك الموصل وبلاد الجزيرة ودانت له البلاد والعباد