وهو أول من خوطب في الإسلام بالملك شاهنشاه وأول من خطب له على المنابر ببغداد بعد الخليفة .
وكان من جملة ألقابه تاج الملة . ولما صنف ابو إسحاق الصابئ كتاب التاجي في أخبار بني بويه أضافه إلى هذا اللقب .
ووجدت له تذكرة فيها مكتوب : إذا فرغنا من حل كتاب إقليدس كله نتصدق بعشرين ألف درهم وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي نتصدق بخمسين ألف درهم وكل ابن يولد لنا نتصدق بعشرة آلاف درهم فإن كان من فلانة فبخمسين ألف درهم .
وكان يدخله في كل سنة ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف فقال : أريد أن أبلغ بها ثلاثمائة ألف ألف وستين ألف ألف ليكون دخلنا كل يوم ألف ألف درهم .
وله صنف ابو علي الفارسي كتاب الإيضاح والتكملة في النحو ؛ وقصده الشعراء ومدحوه منهم أبو الطيب المتنبي ورد عليه بشيراز في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وفيه يقول من جملة القصيدة الهائية : .
وقد رأيت الملوك قاطبةً ... وسرت حتى رأيت مولاها .
ومن مناياهم براحته ... يأمرها فيهم وينهاها .
أبا شجاعٍ بفارسٍ عضد ... الدولة فناخسرو شهنشاها .
أسمياً لم تزده معرفةً ... وإنما لذةً ذكرناها .
وفيه يقول من جملة القصيدة النونية : .
يقول بشعب بوانٍ حصاني ... أعن هذا يسار إلى الطعان .
أبوكم آدمٌ سن المعاصي ... وعلمكم مفارقة الجنان .
فقلت إذا رأيت أبا شجاعٍ ... سلوت عن العباد وذا المكان .
فإن الناس والدنيا طريقٌ ... إلى من ما له في الخلق ثان .
وفيه يقول القصيدة الكافية التي منها : .
أروح وقد ختمت على فؤادي ... وقلبي أن يحل به سواكا .
وقد حملتني شكراً طويلاً ... ثقيلاً لآ أطيق به حراكا .
وممن مدحه أيضاً أبو الحسن محمد بن عبد الله السلامي بقصيدة منها : .
إليك طوى عرض البسيطة جاعلٌ ... قصارى المطايا أن يلوح لها القصر .
فكنت وعزمي في الظلام وصارمي ... ثلاثة أشباهٍ كمات اجتمع النسر .
وبشرت آمالي بملكٍ هو الورى ... ودارٍ هي الدنيا ويومٍ هو الدهر .
وأخذ الأرجاني هذا المعنى فقال : .
يا سائلي عنه لما جئت أمدحه ... هذا هو الرجل العاري من العار .
كم من شنوفٍ لطافٍ من محاسنه ... علقن منه على آذان سمار .
لقيته فرأيت الناس في رجلٍ ... والدهر في ساعةٍ والأرض في دار .
ومثل هذا قول أبي الطي بالمتنبي : .
هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق .
ومن شعر عضد الدولة : .
وفاؤك لازمٌ مكنون قلبي ... وحبك غايتي والهم زادي .
وخالك في عذارك في الليالي ... سوادٌ في سوادٍ في سواد .
فإن طاوعتني كانت ضيائي ... وإن عاصيت كانت من حدادي .
ومنه : .
طربت إلى الصبوح مع الصباح ... وشرب الكاس والغرر الملاح .
وكان الثلج كالكافور نثراً ... ونارٌ عند نارنجٍ وراح .
فمشروبٌ ومشمومٌ وثلجٌ ... ونار والصبوح مع الصباح .
لهيبٌ في لهيبٍ في لهيبٍ ... وصبحٌ في صباحٍ في صباح .
ومنه : .
أأفاق حين وطئت ضيق خناقه ... يبغي الأمان وكان يبغي صارما .
فلأركبن عزيمةً عضديةً ... تاجيةً تدع الملوك رواغما .
ومنه : .
هبني خضبت مشيبي ... تسرتاً من حبيبي .
فهل أروح وأغدو ... إلا بوجهٍ مريب .
ومنه في الخيري : .
يا طيب رائحةٍ من نفحة الخيري ... إذا تمزق جلباب الدياجير .
كأنما رش بالماورد واغتبقت ... به دواخن ند عند تبخير .
كأن أوراقه في القد أجنحةٌ ... حمرٌ وصفر وبيضٌ من دنانير .
ومنه : .
ليس شرب الراح إلا في المطر ... وغناءٌ من جوارٍ في السحر .
غانياتٌ سالباتٌ للنهى ... ناغماتٌ في تضاعيف الوتر .
مبرزات الكأس من مطلعها ... ساقيات الراح من فاق البشر