وبوم أهديت إلى المتوكل قال لها : أشاعرة أنت ؟ قالت : كذا يزعم من باعني واشتراني فضحك وقال : أنشدينا شيئاً من شعرك فأنشدته : .
استقبل الملك إمام الهدى ... عام ثلاثٍ وثلاثينا .
خلافة أفضت إلى جعفرٍ ... وهو ابن سبعٍ بعد عشرينا .
إنا لنرجو يا إمام الهدى ... أن تملك الدنيا ثمانينا .
لا قدس الله امرءاً لم يقل ... عند دعائي لك : آمينا .
فاستحسن الأبيات وأمر لها بخمسين درهم .
وزير بغداد .
أبو الفضل عماد الدين القزويني الوزير الكبير صاحب الديوان ببغداد : ولي العراق لهولاكو بعد ابن العلقمي فكان ظالماً فقتل سنة تسع وخمسين وستمائة بسيف المغل وولي بعده الصاحب علاء الدين صاحب الديوان .
رأس الحدثية .
فضل الحدثي المعتزلي رتب الطائفة الحدثية من المعتزلة : مذهبهم كمذهب الحائطية إلا أنهم زادوا عليه بالقول بالتناسخ وأن الحيوان جنس واحد متحمل للتكليف وكل حيوان مكلف .
وهؤلاء كفار لاعتقاد التناسخ وقد تقدم ذكر الحائطية في حرف أحمد بن حائط في الأحمدين .
الوزير رشيد الدولة .
فضل الله ابن أبي الخير بن عالي : هو رشيد الدولة فخر الوزراء مشير الدول الهمذاني الطبيب العطار والده : تشتغل بالطب وعلوم الأوائل وأسلم ومات أبوه على دين اليهود واتصل هو بغازان وخربندا وعظم شأنه جداً وكثرت أمواله وصار في رتبة الملوك .
ولما طبب خربندا وهلك شغب عليه الوزراء علي شاه فدارى عن نفسه بقناطير من الذهب والجواهر فيقال إن جوبان أخذ منه ألف ألف مثقال ثم قتلوه وقتلوا ابنه قبله سنة ست عشرة وسبعمائة وكان فيه حلم وتواضع وسخاء وبذل للعلماء والصلحاء وكان لهر أي ودهاء ومروءة وفسر القرآن وأدخل الفلسفة فيه ويقال : إنه كان جيد الإسلام عاش بضعاً وسبعين سنة ثم وزر ولده محمد بعد ذلك بسنوات وتمكن وصار هو الكل .
ولما قتلوه فصلت أعضاؤه وبعث كل عضو إلى بلد وأحرقت جثته . وخلف عدة بنين وبنات .
وله تصانيف وعمائر فاخرة وأموال لا تنحصر . وأحرقت تواليفه بعده .
ابن فضلان القاضي الشافعي : اسمه محمد بن يحيى تقدم ذكره في المحمدين ووالده يحيى بن علي بن الفضل .
ابن الفضل القطان الشاعر : اسمه هبة الله بن الفضل .
الفضيل .
الرقاشي العابد .
الفضيل بن زيد الرقاشي أحد زهاد البصرة وعبدها : له ذكر وهو أحد التابعين توفي سنة خمس وتسعين .
ابن غزوان الكوفي .
فضيل بن غزوان بن جرير الكوفي وثقه أحمد وغيره وروى له الجماعة وتوفي سنة خمسين ومائة أو ما قبلها .
النميري البصري .
فضيل بن سليمان النميري : قال أبو حاتم : ليس بالقوي وقال ابن معين : ليس بثقة رواه عباس الدوري عنه وقال أبو زرعة : لين وقال النسائي : بصري ليس بالقوي وتوفي في حدود التسعين ومائة وروى له الجماعة وقيل : إن وفاته سنة ثمانين ومائة .
الإمام المشهور فضيل الزاهد .
فضيل بن عياض بن مسعود الأستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو علي التميمي اليربوعي المروزي الزاهد : روى عن منصور وبيان بن بشر وأبان بن أبي عياش وحصين بن عبد الرحمن ويزيد بن أبي زياد وعطاء بن السائب وعبيد الله بن عمر وهشام بن حسان وصفوان بن سليم وأبي هرون العبدي والأعمش .
كان أولاً شاطراً يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو " ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " فقال : يا رب قد آن فتاب ورجع وجاور الحرم إلى أن مات في حدود التسعين ومائة .
قال ابن عيننة والعجلي وغيره : ثقة وقال أبو حاتم : صدوق وقيل : وفاته يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق وفي الحلية وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي .
يحكى أن الرشيد قال له يوماً : ما أزهدك ! .
فقال له : أنت أزهد مني فقال : وكيف ذلك ؟ قال : لأني زهدت في الدنيا وأنت زهدت في الآخرة والدنيا فانية والآخرة باقية .
وقيل إنه قال يوماً لأصحابه : في رجل في كمه ثمر ويقعد على رأس الكنيف فيطرحه فيه ثمرة ثمرة ؟ قالوا : هو مجنون قال : والذي يطرحه في بطنه حتى يحشوه أجن منه فإن هذا الكنيف يملأ من هذا الكنيف