ولما مات الفضل بن يحيى رحمهما الله تعالى تضاغط الناس وازدحموا في جنازته ودفن إلى جانب قبر أبيه وقال بعض الشعراء : .
ليس نبكيكم لكم يا بني بر ... مك أن زال ملككم فتقضى .
بل نبكيكم لنا ولأنا ... لم نر الخير بعدكم حلّ أرضا .
أبو القاسم العلوي الحاجب .
الفضل بن يحيى بن عبد الله بن جعفر بن زيد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم ابن أبي جعفر ابن أبي علي العلوي الحسيني البغدادي : ولد بحلب ونشأ بالموصل وقدم بغداد واستوطنها وصاهر بيت المعمر النقباء .
وكان صدراً نبيلاً وقوراً أديباً حسن الأخلاق متواضعاً تولى حجابة باب النوبي سنة أربع وستمائة وعاد إلى الكرخ ولزم منزله إلى حين وفاته سنة أربع وعشرين وستمائة .
الرخامي .
الفضل بن يعقوب البغدادي الرخامي : روى عنه البخاري وابن ماجة قال الدارقطني : ثقة حافظ توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين .
الجزري .
الفضل بن يعقوب الجزري : روى عنه أبو داود وابن ماجة وتوفي بعد الخمسين والمائتين .
قائد العزيز .
فضل القائد المصري كان من أكبر قواد العزيز قربه الحاكم وأدناه ثم إنه نقم عليه وضرب عنقه سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وإليه تنسب منية القائد .
جارية المتوكل .
فضل جارية المتوكل الشاعرة : كانت من مولدات اليمامة لم يكن في زمانها امرأة أفصح منها ولا أشعر أدبها رجل من عبد القيس .
توفيت في حدود الستين والمائتين . قال لها يوماً علي بن الجهم : .
لاذ بها يشتكي إليها ... فلم يجد عندها ملاذا .
فقال لها المتوكل : أجيزي فقالت : .
ولم يزل ضارعاً إليها ... تهطل أجفانه رذاذا .
فعاتبوه فزاد عشقاً ... فمات وجداً فكان ماذا ؟ .
وقال ابن المعتز : كانت تهاجي الشعراء ويجتمع عندها الأدباء .
ولها في الخلفاء وسائر الملوك مدائح كثيرة وكانت تتشيع وتتعصب لأهل مذهبها وتقضي حوائجهم بجاهها عند الملوك والأشراف .
وعشقت سعيد بن حميد الكاتب وكان من أشد الناس نصباً وانحرافاً عن آل البيت Bهم . وكانت فضل نهاية في التشيع فلما هويت سعيداً انقلبت إلى مذهبه ولم تزل على ذلك إلى أن توفيت ومن قولها فيه : .
يا حسن الوجه سيء الأدب ... شبت وأنت الغلام في الأدب .
ويحك إن القيان كالشرك ال ... منصوب بين الغرور والكذب .
بينا تشكى إليك غذ خرجت ... من لحظات الشكوى إلى الطلب .
فلحظ هذا ولحظ ذاك وذا ... لحظ محب بعين مكتسب .
قال أبو الفرج الأصبهاني : حدثني جعفر بن قدامة حدثني سعيد بن حميد قال : قلت لفضل الشاعرة أجيزي : .
من لمحب أحب في صغره : .
فقالت غير متوقفة : .
فصار أحدوثةً على كبره .
فقلت : من نظر شفه وأرقه فقالت : وكان مبدا هواه من نظره .
ثم شغلت هنيهة وقالت : .
لولا الأماني لمات من كمدٍ ... مر الليالي يزيد في فكره .
ليس له مسعدٌ يساعده ... بالليل في طوله وفي قصره .
ومن شعرها : .
قد بدا شبهك يا مو ... لاي يحدو بالظلام .
فانتبه نقض لبانا ... ت اعتناقٍ والتثام .
قبل أن تفضحنا عو ... دة أرواح النيام .
وألقى عليها يوماً أبو دالف العجلي : .
قالوا عشقت صغيرةً فأجبتهم ... أشهى المطي إلي ما لم يركب .
كم بين حبة لؤلؤٍ مثقوبة ... من بين حبة لؤلؤٍ لم تثقب .
فقالت تجيبه : .
إن المطية لا يلذ ركوبها ... ما لم تذلل بالزمام وتركب .
والحب ليس بنافعٍ أربابه ... ما لم يؤلف بالنظام ويثقب .
وقال علي بن الجهم : كنت يوماً عند الفضل فلحظتها لحظة استرابت بها فقالت بديهةً مسرعةً ولم تتوقف : .
يا رب رام حسنٍ تعرضه ... يرمي ولا يشعر أنى غرضه .
فقلت مجيباً لها : .
أي فتىً لحظك ليس يمرضه ... وأي عقدٍ محكمٍ لا ينقضه ! .
فضحكت وقالت : خذ في غير هذا