وأطيبُ أيام الهَوَى يومك الذي ... تُروَّعُ بالهجران فيه وبالعَتْبِ .
ومن شعره : .
وقد حسدوني قربَ داريَ منكمُ ... وكم من قريبِ الدارِ وهو بعيدُ .
دخولك من باب الهَوَى إن أردته ... يسيرٌ ولكنَّ الخروجَ شديدُ .
وقال له الرشيد يوماً : يا حبيبي لقد أحسنت ما شئتَ في بيتين قلتهما فقال : ما هما يا سيدي ؟ فمن شرفهما استحسانك فقال : قولك : .
لم ألقَ ذا شجنٍ يبوح بحبِّه ... إلاَّ حسبتكَ ذلك المحبوبا .
حذراً عليك وإنَّني بك واثقٌ ... أن لا ينالَ سوايَ منك نصيبا .
فقال : يا أمير المؤمنين ليسا لي هما للعبَّاس بن الأحنف فقال : صدقك والله أعجبُ إليَّ ولك والله أحسن منهما حيث تقول : .
إِذا سرَّها أمرٌ وفيه مساءتي ... قضيتُ لها فيما تريد على نفسي .
وما مرَّ يومٌ أرتجي فيه راحةً ... فأذكره إلاَّ بكيتُ على أمسي .
غضب الرشيد على عُلَيَّة بنت المهدي فأمرت أبا حفص الشطرنجي شاعرها بأن يقول شعراً يعتذر فيه عنها ويسأله الرضى عنها فقال : .
لو كان يمنعُ حسنُ الفعل صاحبه ... من أن يكونَ له ذنبٌ إلى أحَدِ .
كانت عُلَيَّة أبرا الناسِ كلّهمُ ... من أن تكافَى بسوءٍ آخِرَ الأبدِ .
ما لي إِذا غبتُ لم أُذكرْ بواحدةٍ ... وإنْ سقمتُ فطال السقم لم أُعَدِ .
ما أعجبَ الشيءَ ترجوه فتُحْرَمُهُ ... قد كنتُ أحسبُ أنِّي قد ملأتُ يدي .
فغنَّت فيه عليَّة لحناً وألقته على جماعة من جواري الرشيد فغنَّينه إيَّاه في أوَّل مجلسٍ جلس فيه معهنَّ فطرب طرباً شديداً وسأل عن القصة فأخبرنَه بذلك فأحضر عليَّة وقبَّلت رأسه واعتذرت وسألها إعادة الصوت فغنَّته فبكى وقال : لا غضبتُ عليكِ ما عشتُ أبداً .
الطرابلسي المالكي .
عمر بن عبد العزيز بن عُبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي . لقيه السِّلفي وأثنى عليه قال : وهو القائل في كتب الغزَّالي : .
هذَّبَ المذهَبَ حَبْرٌ ... أحسن الله خَلاصَهْ .
بسيطٍ ووسيطٍ ... ووجيزٍ وخُلاصَهْ .
وسافر إلى بغداذ ومات بها سنة خمس عشرة وخمس مائة C تعالى .
الوزير فخر الدين بن الخليلي .
عمر بن عبد العزيز بن الحسن الصاحب فخر الدين بن الخليلي الداري . توفِّي سنة إحدى عشرة وسبع مائة عن اثنتين وسبعين سنة . كان والده مجد الدين من الصُّلحاء . أقام بمصر وحضر إلى دمشق وكان يلوذ ببني صَصْرَى . وتوفي مجد الدين سنة ثمانين وست مائة ثمَّ إنَّ ولده الصاحب فخر الدين لاذ ببني حِنَّا وصارت له صورةٌ في الدول وتولَّى نظر الصحبة في أيام المنصور قَلاوون ووزرَ للملك الصالح علي بن المنصور وتولَّى الوزارة أيام العادل كَتْبُغا وحضر صحبتَه إلى الشام سنة خمس وتسعين وست مائة . وصُرف بعد ذلك وأُعيد إلى الوزارة ثمَّ صُرف عنها في الدولة الناصريَّة ثمَّ أُعيد إلى الوزارة ثمَّ صُرف . ثمَّ توفي C تعالى يوم عيد الفطر في التاريخ المتقدِّم . وكان يُكتب عنه في التواقيع بالإشارة العالية المولويَّة الصاحبيَّة الوزيريَّة الفخريَّة : سيد العلماء والوزراء .
كتب إليه السرَّاج الورَّاق : .
عسى خبرٌ من الإنجازِ شافٍ ... لمبتدأٍ من الوعدِ الجميلِ .
فعلم النحو دانَ لسيبويهٍ ... وكان الأصل فيه مِنَ الخليلي .
قطب الدين المالكي المعمَّر .
عمر بن عبد العزيز بن الحسين بن عتيق الفقيه المعمَّر قطب الدين الرَّبَعي المالكي المعدَّل . روى عن ابن المُقَيِّر ومحيي الدين بن الجوزي وتوفِّي سنة ثمان عشرة وسبع مائة وله سبع وتسعون سنة .
شمس الدين بن المفضَّل الأُسواني الشافعي