عمر بن عبد العزيز بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن نصر بن المفضَّل القاضي شمس الدين الفَرَضي الأُسواني . كان من الفقهاء الفضلاء المعتبرين الرؤساء الأعيان الكرماء . رحل من أسوان إلى قُوص ثمَّ إلى القاهرة للاشتغال وأقام بها سنين يشتغل على ابن عبد السلام . وقرأ العقليات على الأفضل الخُونَجي وكانت تأتي إليه الكتب من أهله فلا يقرأها حتَّى حصَّل مقصودَه من العلم . وكان فقيهاً نحويًّا أديباً شاعراً تولَّى الحكم بأسوان مدَّة ثمَّ عُزل وأقام بها . وكان قد استدان من شخص يُعرف بابن المزوِّق ديناً له صورة فحضر به شمس الدين وشقَّ عليه نسبةُ ذلك إليه فطُلب إلى القاهرة بسبب ذلك وقام معه العلماء والأعيان وبعَّدوا ذلك عنه . وتوفِّي سنة اثنتين وتسعين وست مائة ومولده بأسوان سنة اثنتي عشرة وست مائة .
ومن شعره : .
إن كنتَ تسأل عن عِرضي فلا دنسٌ ... أو كنتَ تسأل عن حالي فلا حالُ .
قد ضيَّع المجدَ مالٌ ضيَّعتْه يدي ... ما أضيعَ المجدَ إن لم يحمِه المالُ .
ومنه : .
أصبح القلبُ سليما ... في هوى حُسن سَليمَهْ .
وغدا الحبُّ مقيما ... وسطَ قلبي وصميمَهْ .
يا ابنةَ العربِ صِليني ... أنتِ في الناسِ كريمَهْ .
لا جزى اللهُ جميلاً ... كلَّ من ينسى قديمهْ .
ابن هلال .
عمر بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن هلال توفي C تعالى في حادي عشر شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين وسبع مائة . وكان قد سمع من إسماعيل بن أبي اليسر والمؤمَّل بن محمد البالِسي ومحمد بن عبد المنعم بن القوَّاس وغيرهم . وأجاز لي بخطِّه في سنة ثلاث وثلاثين وسبع مائة بدمشق .
أبو الفتيان الدِّهستاني الرُّؤاسي .
عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن مهمَتْ أبو الفتيان الدِّهستاني الرُّؤاسي الحافظ الرحَّال . رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام ومصر والسواحل . كان أحد الحُفَّاظ المبرّزين حسن السيرة كتب ما لا يوصف كثرةً ودخل آخر عمره طوس وصحَّح الغزَّالي عليه الصحيحين وروى عنه السِّلفي . وتوفِّي سنة ثلاث وخمس مائة .
عمر بن عبد الملك .
الرزَّاز الشافعي .
عمر بن عبد الملك بن عمر بن خلف بن عبد العزيز أبو القاسم الرزَّاز البغداذي الشافعي . شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدَّامغاني وقِبَلَهُ وسمع من محمد بن أحمد بن رِزقويْهِ ومحمد بن محمد بن مَخلَد والحسن بن أحمد ابن شاذان وعبد الملك بن محمد بن بِشران وغيرهم . وكان رجلاً صالحاً فقيهاً ابتُلي بمرض وبقي سنتين مُقعداً . ومولده سنة ست وأربع مائة .
بن النَّضير المَذحجي .
عمر بن عبد الملك أبو النَّضير المَذحجي الشاعر مولى بني جُمَح ؛ وقيل اسمه الفضل . انقطع إلى البرامكة وله فيهم مدائح كثيرة فأغنوه إلى أن مات ولمَّا هلك البرامكة عاد إلى البصرة فصار يُقَيِّنُ على جوارٍ له .
ولد للفضل بن يحيى مولود فدخل إليه أبو النَّضير ولم يعرف الخبر فلمَّا رأى الناس يهنَّئونه قال مرتجلاً : .
ويفرحُ بالمولود من آلِ بَرْمكٍ ... بُغاةُ النَّدى والسيف والرمح ذي النَّصْلِ .
وتنبسط الآمال فيه لفضلِهِ .
ثمَّ أُرتج عليه فلم يدرِ ما يقول فقال له الفضل بن يحيى البرمكي يلقِّنه : .
ولا سيَّما إن كان من وَلَدِ الفضلِ .
فاستحسن الناس بديهة الفضل وأُمر للشاعر بصلة . وقال الفضل يوماً له : يا أبا النَّضير أنت القائل فينا : .
إِذا كنتَ من بغداذَ في رأس فرسخٍ ... وجدتَ نسيمَ الجود من آلِ برمكِ .
قال : نعم قال : لقد ضيَّقتَ علينا جدًّا قال : فلأجل ذلك أيُّها الأمير ضاقت عليَّ صلتك وضاقت عنِّي مكافأتك وأنا الذي أقول : .
تشاغلَ الناسُ ببنيانهم ... والفضلُ في بَنْيِ العُلى جاهدُ .
كلُّ ذوي الرأي وأهل النُّهى ... للفضل في تدبيره حامدُ .
وعلى ذلك فما قلت البيت الأول كما بلغ الأمير وإِنَّما قلتُ : .
إِذا كنتَ من بغداذ في مقطع الثرى ... وجدتَ نسيمَ الجود من آلِ برمكِ .
فقال له الفضل : إنَّما أخَّرتُ ذلك لأُمازحك ؛ وأمر له بثلاثة آلاف درهم