فقلنَ لها : هذا عِشاءٌ وأهلُنا ... قريبٌ ألمَّا تسأمي مركَبَ البغلِ .
فقالت : فما شئتنَّ ؟ قلن لها : انزلي ... فلَلأرضُ خيرٌ من وقوفٍ على رجلِ .
نجومٌ دراريٌّ تكنَّفنَ صورةً ... من البدرِ قُبٌّ غيرُ عُوجٍ ولا ثُجْلِ .
فسلَّمتُ واستأنستُ خِيفةَ أن يرى ... عدوٌّ مقامي أو يرى كاشحٌ فعلي .
فقالتْ وأرختْ جانبَ السِّترِ : إنَّما ... معي فتكلَّمْ غيرَ ذي رِقْبَةٍ أهلي .
فقلتُ لها : ما بي لهم من ترقُّبٍ ... ولكنَّ سرِّي ليس يحمله مثلي .
فلمَّا اقتصرْنا دونهنَّ حديثَنا ... وهنَّ طبيباتٌ بحاجة ذي الثُّكلِ .
عرفنَ الذي نهوى فقلن : ائذَني لنا ... نَطُفْ ساعةً في بَرْدِ ليلٍ وفي سهلِ .
فقالت : فلا تلبثنَ قُلْنَ : تحدَّثي ... أتيناكِ وانَسَبْنَ انسيابَ مها الرملِ .
وقُمنَ وقد أفهمنَ ذا اللبِّ أنَّما ... أتينَ الذي يأتينَ ذلك من أجلي .
ومنه : .
ولمَّا توافقنا وسلَّمتُ أشرقتْ ... وجوهٌ زهاها الحسنُ أنْ تتقنَّعا .
تبالَهْنَ بالعِرْفان لمَّا عرفْنَني ... وقلنَ : امرؤٌ باغٍ أَكَلَّ وأَوضعا .
ابن أبي سلمة الصحابي .
عمر بن عبد الله أبي سَلَمَة أبو حفص ربيبُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . له صحبة ورواية . ولد بالحبشة وهو آخر من مات من الصحابة من بني مخزوم قيل توفي في حدود الثمانين وقيل في حدود التسعين للهجرة وروى له الجماعة .
المدني .
عمر بن عبد الله المدني مولى غُفرة . أدرك ابن عباس وحدَّث عنه . قال الشيخ شمس الدين : فما أدري سماعاً أم لا . وله رواية عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيَّب وأبي الأسود الدُّؤلي ومحمد بن كعب .
قال أحمد بن حنبل : ليس له بأسٌ لكنَّ أكثر حديثه مراسيل . وقال مَعين وغيره : ضعيف . توفِّي سنة خمس وأربعين ومائة وروى له أبو داود والترمذي .
قاضي القضاة السُّبكي المالكي .
عمر بن عبد الله بن صالح بن عيسى الإمام شرف الدين قاضي القضاة أبو حفص السُّبكي المالكي . ولد سنة خمس وثمانين وخمس مائة وتوفِّي سنة تسع وستين وست مائة . تفقَّه على الإمام أبي الحسن المقدسي الحافظ وصحبه وولي الحسبة مدَّةً بالقاهرة ثمَّ ولي القضاء لمَّا جُعل القضاة أربعة . ودرَّس المالكيَّة بالصالحيَّة وأشغل وأفتى وانتهت إليه معرفة المذهب مع الدين . روى عنه الدمياطي وابن جماعة والدَّواداري . وسُبْك العبيد من أعمال الديار المصريَّة .
قاضي القضاة الحنبلي .
عمر بن عبد الله بن عمر بن عِوَض قاضي القضاة عزّ الدين أبو حفص المقدسي الحنبلي . ولد سنة إحدى وثلاثين وتوفِّي سنة ست وتسعين وست مائة . سمع من جعفر الهمداني والضياء محمد وحضر ابن اللَّتِّي وانتقل إلى القاهرة وسمع من ابن رَواج وسِبْط السِّلفي وتفقَّه بها على شمس الدين بن العماد . وبرع في المذهب وأفتى ودرَّس وكان متثبِّتاً في الأحكام . وكان أبيض الرأس واللحية سميناً تامَّ الشكل كاملَ العقل .
تقي الدين بن شُقَير الحنبلي .
عمر بن عبد الله بن عبد الأحد بن شُقَير تقيّ الدين أبو حفص الحرَّاني الحنبلي . شيخٌ فاضلٌ دَيِّنٌ مشهورٌ سمع الكثير بنفسه ودار على المشايخ وسمع من القاسم الإربِلي والفخر علي وزينب وخلق . ونسخ بعض الأجزاء وروى الصحيحين . قال الشيخ شمس الدين : وسمعتُ منه وتوفِّي سنة أربع وأربعين وسبع مائة .
القاضي إمام الدين .
عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد قاضي القضاة إمام الدين أبو المعالي القزويني الشافعي . قاضي الشام ابن القاضي سعد الدين ابن القاضي إمام الدين وهو أخو قاضي القضاة جلال الدين القزويني وقد تقدَّم ذكره في المحمدين .
ولد إمام الدين المذكور بتبريز سنة ثلاث وخمسين وست مائة . توفي رسول الله بالقاهرة سنة تسع وتسعين وست مائة . واشتغل في العجم والروم وقدم دمشق في الدولة الأشرفيَّة هو وأخوه جلال الدين فأُكرم مورده لرئاسته وفضله وعلمه