عمر بن الخضر بن ألِلْمِش بن ألْدُزْمِش بن إسرائيل الحافظ العالم الحكيم كمال الدين الدُّنَيْسِري أبو حفص التركي الشافعي . سمع ابن الجوزي أبا الفرج وعبد المنعم بن كُليب والمبارك بن المَعْطوش وطبقتهم ببغداذ وابن طَبَرْزَذ وباريك وجعفر بن محمد بن العباس بدُنَيْسِر . وكان مولده سنة أربع وسبعين وخمس مائة وتوفي في حدود الأربعين وست مائة . وسمع منه جماعةٌ كثيرة وكان عارفاً بالطبّ مجموعَ الفضائل وجمع تاريخاً لدُنَيْسِر .
ابن أبي زائدة الهَمْداني .
عمر بن خالد بن ميمون . هو ابن أبي زائدة الهَمْداني الكوفي وهو أكبر من أخيه زكريّاء . روى عن قيس بن أبي حازم والشَّعبي وعِكرِمة وأبي بُردة بن أبي موسى وعَوْن بن أبي جُحَيْفة وعبد الله بن أبي السَّفَر . وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن منصور والسَّلُولي ومُسلم بن إبراهيم والأصمعي وعبد الله بن رَجاء والحَوْضي وآخرون . وثَّقه ابن مَعين . وعاش دهراً وتوفي بعد الخمسين ومائة . وروى له البخاري ومُسلم والنَّسائي .
أمير المؤمنين .
عمر بن الخطَّاب بن نُفَيْل بن عبد العُزَّى بن رِياح بن عبد الله بن قُرْط بن رزَاح بن عدي بن كعب أمير المؤمنين أبو حفص القرشي العدوي . أُمُّه حَنْتَمَة بنت هاشم بن المُغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ومن قال بنت هشام بن المغيرة فقد أخطأ لأنَّها لو كانت كذلك لكانت أُخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيرة وإنَّما هي بنت عمّهما .
ولد عمر Bه بعد الفيل بثلاث عشرة سنة في قول . وكان من أشراف قريش وإليه كانت السَّفارة في الجاهلية ؛ لأنَّه كان إذا وقعت بين قريش وبين غيرهم حربٌ أو منافرة أو مفاخرة بعثوه سفيراً ومنافِراً ومفاخِراً ورضوا به . ثمَّ أسلم بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأةً وكان إسلامه عِزًّا ظهر به الإسلام بدعوة النبيّ A . وهو من المهاجرين الأوَّلين وشهد بيعة الرضوان وكلَّ مشهد شهده رسول الله A . وتوفي رسول الله A وهو عنه راضٍ .
ولي الخلافة بعد أبي بكر ؛ بُويع له يوم مات أبو بكر باستخلافه سنة ثلاث عشرة فسار بأحسن سيرة وأنزل نفسه من مال الله منزلةَ رجلٍ من الناس . وفتح الله له الفتوح بالشام والعراق ومصر ودوَّن الدواوين في العطاء ورتَّبَ الناسَ فيه على سوابقهم وكان لا يخاف في الله لومة لائم وهو الذي نوَّر شعرَ الصوم بصلاة الإشفاع فيه وأرَّخ التاريخ من الهجرة الذي بأيدي الناس إلى اليوم . وهو أوَّل من تسمَّى بأمير المؤمنين وأوَّل من اتَّخذ الدِّرَّة . وكان نقش خاتمه : كفى بالموت واعظاً يا عمر .
وكان آدَمَ شديد َ الأُدْمَة طُوالاً كثّ اللحية أصلع أعسرَ يَسَرَ يخضب بالحِنَّاء والكَتَم . كان يأخذ بيده اليُمنى أذنه اليُسرى ويثب على فرسه كأنَّما خُلق على ظهره . وقال أبو رجاء العُطاردي : كان طويلاً جسيماً أصلع شديد الصلع أبيض شديد حمرة العينين في عارضه خفَّة سَبَلَتُه كثيرة الشعر في أطرافها صُهْبة .
قال ابن عبد البرّ : وقد ذكر الواقدي من حديث عاصم بن عُبيد الله عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : إنما جاءتنا الأُدْمَةُ من قِبَلِ أخوالي بني مظعون وكان أبيض لا يتزوَّج لشهوة إِلاَّ لطلب الولد . وعاصم بن عُبيد الله لا يُحْتَجُّ على حديثه ولا بأحاديث الواقدي . وزعم الواقدي أن سُمْرَةَ عمر وأُدمته إنما جاءت من أكله الزيت عام الرَّمادة ؛ وهذا مُنكر من القول . وأصحُّ ما في هذا الباب والله أعلم حديث سُفيان الثَّوري عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ بن حُبيش قال : رأيتُ عمر آدَمَ شديد الأُدْمة . قال أنس : كان أبو بكر يخضب بالحنَّاء والكَتَم وكان عمر يخضب بالحنَّاء بحتاً قال ابن عبد البرّ ؟ والأَكثر أنَّهما Bهما كانا يخضبان .
وقال رسول الله A : إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ونزل القرآن بموافقته في أُسارى بدر وفي الحجاب وفي تحريم الخمر وفي مقام إبراهيم . وفي حديث عُقبة بن عامر وأبي هريرة عن النبيّ A أنَّه قال : لو كان بعدي نبيٌّ لكان عمر