وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " قد كان في الأمم قبلكم محدّثون . فإن يكن في هذه الأمَّة أحد فعمر بن الخطاب " .
وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " بينا أنا نائمٌ أُتِيتُ بقدح لبنٍ فشربتُ حتَّى رأيتُ الرِّيَّ يخرج بين أظفاري ثمَّ أعطيتُ فضلي عمَر " . قالوا : فما أوَّلْتَ ذلك يا رسول الله ؟ قال : " العلم " .
وعن جابر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : " دخلتُ الجنَّة فرأيت فيها داراً - أو قال قصراً - وسمعتُ فيها ضوضأة فقلت : لمن هذه ؟ فقالوا : لرجلٍ من قريش فظننت أنِّي أنا هو فقلتُ : من هو ؟ فقيل : عمر بن الخطاب ؛ فلولا غَيْرَتُك يا أبا حفص لدخلتُه " . فبكى عمر بن الخطاب فقال : أعليك يُغار أو قال : أغار يا رسول الله ؟ ! .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " رأيتُني في المنام والناس يُعرَضون عليَّ عليهم قُمُصُهُم قُمُص منها إلى كذا ومنها إلى كذا ومرَّ عليَّ عمر بن الخطَّاب يجرُّ قميصه " فقيل : يا رسول الله ما أوَّلت ذلك ؟ قال : " الدين " .
وقال علي بن أبي طالب Bه : خيرُ الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبو بكر ثمَّ عمر . وقال أيضاً : ما كنَّا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر . وقال ابن مسعود : ما زلنا أعِزَّةً منذ أسلم عمر .
وقال حُذَيفة : كان علمُ الناس كلَّهم قد دُسَّ في جُحر مع علم عمر . وقال ابن مسعود : لو وُضع علم أحياء العرب في كفَّة ميزان ووُضع علم عمر في كفَّة لرجح علم عمر . ولقد كانوا يرون أنه ذهبَ بتسعة أعشار العلم ولَمجلسٌ كنتُ أجلسه مع عمر أوثق في نفسي من عَمَلِ سنة . وقال عمر Bه : ما سبقتُ أبا بكرٍ قطُّ إلى خير إِلاَّ سبقني إليه ولودِدْتُ أنِّي شعرةٌ في صدر أبي بكر .
وذكر الزبير قال : قال عمر لما ولي : كان أبو بكر يقال له خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكيف يقال لي خليفة خليفة يطول هذا ؟ ! .
فقال له المغيرة بن شُعبة : أنت أميرنا ونحن المؤمنون فأنت أمير المؤمنين . قال : فذاك إذن .
وتزوَّج عمر Bه زينب بنت مظعون فولدت له عبد الله وحفصة وعبد الرحمن . وتزوَّج مُليكة الخُزاعيَّة فولدت له عُبيد الله وقيل أمّه وأم زيد الأصغر أم كلثوم بنت جَرول . وتزوَّج بنت الحارث هشام المخزوميَّة فولدت له فاطمة . وتزوَّج جميلة بنت عاصم بنت ثابت فولدت له عاصماً . وتزوَّج أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء فولدت له زيداً ورُقيَّة . وتزوَّج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل التي تزوَّجها بعده الزُّبير .
واستُشهد عمر بن الخطَّاب Bه مُصْدِراً من الحج في آخر سنة ثلاث وعشرين للهجرة ؛ طعنه أبو لؤلؤة غلامُ المغيرة بن شُعبة بخنجر ذي رأسين نِصابه في وسطه وهو كامن له قي زوايا المسجد بغَلَس . وطعن معه اثني عشر رجلاً مات منهم ستة . وألقى عليه رجل من أهل العراق ثوباً فلمَّا اغتمَّ قتل نفسه .
قال سعيد بن المسيَّب : قُبض عمر Bه وهو ابن ثلاث وستين سنة . وقال الواقدي : ستين . وقال قتادة : إحدى وستين .
وكان إسلام عمر Bه في السنة السادية من البعثة وروى له الجماعة . وصلَّى عمر على أبي بكر حين مات وصلّى صُهَيْب على عمر . وروي عن عمر Bه أنه قال في انصرافه من حجّته التي لم يحجّ بعدها : الحمد لله ولا إله إلا الله يعطي من يشاءَ ما يشاء . لقد كنتُ بهذا الوادي - يعني ضَجَنان - أرعى غنماً للخطَّاب وكان فظًّا غليظاً يُتعبني إذا عملت ويعذِّبني إذا قَصَّرت وقد أصبحتُ وأمسيتُ وليس بيني وبين الله أحدٌ أخشاه . ثمَّ تَمَثَّل : .
لا شيءَ ممَّا ترى تبقى بشاشتهُ ... يبقى الإله ويودي المال والولدُ .
لم تُغْنِ عن هُرْمُزٍ يوماً خزائنهُ ... والخلدَ قد حاولتْ عادٌ فما خلدوا .
ولا سليمانُ إذ تجري الرياحُ له ... والإنسُ والجِنُّ فيما بينها بُرُدُ .
أين الملوك التي كانت لعزَّتها ... من كلِّ أوبٍ إليها وافدٌ يَفِدُ .
حوضٌ هنالك مورودٌ بلا كَذِبٍ ... لا بدَّ من وِرْدِه يوماً كما وردوا .
قال ابن عبد البرّ : وروينا عن عمر أنه قال في حين احتُضر ورأسه في حجر ابنه :