مضى وبقيتم أبحُراً وأهلَّةً ... وزهرُ الرُّبا يبقى وتمضي الغمائمُ .
ومنه : .
قولي يقصِّر عن فَعالكْ ... تقصيرَ جَدِّك عن كمالكْ .
والحمدُ ينبتُ كلَّما ... هطلتْ سماءٌ من نوالكْ .
ومنه : .
كأَنَّ دبيبَها في كلِّ عضوٍ ... دبيبُ النومِ في أجفان ساري .
صدعتُ بها رداء الهمِّ عنِّي ... كما صدعَ الدجى وضحُ النهارِ .
ومنه : .
أنامَ جفونَ الحقدِ والحقدُ ساهرٌ ... وأيقظَ طرفَ المجدِ والمجدُ نائمُ .
إذا أشكلتْ يوماً لغاتُ انتقامه ... على معشرٍ فالمرهَفاتُ التراجمُ .
ومَن شاجَر الأيامَ عن مأثُراتهِ ... فأمضى لسانيه القنا والصوارمُ .
ومنه : .
وخيلٍ إِذا كَدُّ الطرادِ أراحها ... أصابتْ بحَرِّ الطعنِ بردَ الشرائعِ .
تكاد تُرى بالسمعِ حتَّى كأَنَّما ... نواظرُها مخلوفةٌ في المسامعِ .
إِذا ما دجا ليلُ الكريهة أطلعت ... نجومَ قناً يَغْرُبْنَ بين الأضالعِ .
ومنه : .
على الطيفِ أن يغشى العميدَ المتيَّما ... وليس عليه ردُّ يومٍ تصرَّما .
خيالٌ سرى يبغي خيالاً ومُغرمٌ ... بلبسِ قميصِ الليلِ يمَّمَ مُغرما .
دنا والظلامُ الجَونُ غضٌّ شبابه ... فأهدى إليه الشيبَ لمَّا تبسَّما .
أتلك اللآلي أم ثناياه ألَّفَتْ ... عليه عقوداً أم تقلَّد أنجُما ؟ .
وليلٍ أكلنا العِيسَ تحت رِواقهِ ... بأيدي سُرًى تثني الرواسمَ أَرسُما .
بهيمٍ نَضَوْنا بُرده وهو مُخلقٌ ... وكنَّا لبسناه قشيباً مُسَهَّما .
هداها إلى مَغنى الوزير نسيمهُ ... ومن شرفِ الأخلاق أن تنسَّما .
يَصُوبُ على العافين مُزْنُ بنانهِ ... فيكبتُ حسَّاداً ويُنبتُ أَنْعُما .
ومنه : .
غيُّ الهَوَى للصبِّ غايةُ رُشده ... فذريه من حَلِّ الملام وعَقدِهِ .
قرَّبْتِ مركبَ وعظِهِ ولَجاجهُ ... في الحبِّ يُنتِج قربَه من بُعدِهِ .
والليلُ تُكحلُ مقلتاه بإثْمِدٍ ... والأُفقُ يُزهرُ دُرُّه في عقدِهِ .
وكأَنَّ زِنجيًّا تبسَّم ثغرُهُ ... إسفارُ ذاك اللون في مُرْبَدِّهِ .
تَعَبُ الفتى جسْرٌ إلى راحاتهِ ... يُفضي ونهضَةُ جدِّهِ في جِدِّهِ .
وإذا ابنُ عزمٍ لم يقم متجرِّداً ... للحادثاتِ فصارمٌ في غمدِهِ .
فالسيفُ سُمِّي في النوائبِ عُدَّةً ... لمضائهِ فيهنَّ لا لفرِندِهِ .
ومنه : .
ولمَّا استردَّ الليلُ عاريَةَ الدُّجى ... تولَّى بطيئاً والدموعُ عِجالُ .
ولم أرَ لابنِ الشوقِ كالليل سُلَّماً ... إلى حاجةٍ في الصبح ليس تُنالُ .
ومنه : .
ظلَّتْ تَغَصُّ لتوديعي أناملَها ... فخِلتها نَظَمَتْ دُرًّا على عَنَمِ .
يا رُبَّ لائمةٍ في الحبِّ لو علمتْ ... أنِّي ألَذُّ ملامي فيك لم تَلُمِ .
ومنه : .
نِعَمٌ لوَ انَّ الناسَ وُرْقُ حمائمٍ ... لغدَتْ لهم بدلاً منَ الأطواقِ .
ومواهبٌ تمضي ويبقى ذكرها ... سمةً على وجهِ الزمان الباقي .
ومنه : .
إنِّي إِذا ما الخِلُّ خادَعه ... عنِّي الزمانُ فحالَ عن عهدي .
جانبتُه ولَوَ انَّهُ عُمُري ... وقطعتُه ولَوَ انَّهُ زَندي .
الصالحُ العابد .
علي الفَرْنَثي . الرجلُ الصالح الكبير القدر صاحب الكرامات والسياحات والرياضات . كان له أصحابٌ ومريدون وزاوية بسفح قاسيون بدمشق . توفِّي سنة إحدى وعشرين وست مائة .
ابنُ النظَّام الطبيب .
علي بن أبي عبد الله بن النظَّام البغداذي الطبيب البارع . توفي ببغداذ سنة ست وسبعين وست مائة .
نور الدين القَصْري .
علي نور الدين القصريّ . أخبرني الحافظ أثير الدين أبو حيَّان من لفظه قال : وقَّع لبعض القضاة وله نظمٌ ونثرٌ جيِّدان ؛ أنشدني لنفسه يصف فرساً :