لو كان ما تدَّعيه حقًّا ... لم تَطْعَمِ الغُمضَ أو تراني .
فقام عليّ فرقص على رجلين صحيحتين ثمَّ جلس أعرج . وقيل إنه لما قال القوّال البيتين قام ومشى بعد عرجته وشهق شهقةً وخرَّ مغشيًّا عليه ودفنوه بعد ثلاثة أيام .
نجم الدين أبو الحسن .
علي الموصليّ أبو الحسن نجم الدين . كان فقيهاً بالنظامية ببغداذ كذا قال العماد الكاتب كان فقيهاً معنا وأنشدني لنفسه ممّا يكتب على كَمَران : .
لما استدرتُ بخصره ... حُزْتُ الكمال بأسرهِ .
أضحى أسيري شادِنٌ ... كلُّ الوَرَى في أسره .
وأنشدني لنفسه : .
سمَّوه باسم جُنَيْدٍ ... وفعلُه فِعْلُ جُنْدي .
ابن الطَّستاني .
علي بن الطستاني أبو الحسن الأنباري . سافر إلى الموصل واستوطنها ودخل ديار بكر . روى عنه أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون المنجِّم شيئاً من شعره . وتوفي سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة . ومن شعره : .
لو تراني في ليلةِ العيد والنَّا ... سَ لأبصرتَ أعجبَ الأشياءِ .
كلُّ عينٍ ترنو إلى مغربِ الشم ... سِ وعيني ترنو إلى البطحاءِ .
مقلتي تطلب الهلال على الأر ... ضِ وهم يطلبونه في السماءِ .
ومنه : .
وفاترِ الطرف في ألحاظهِ مَرَضٌ ... بها من السُّقْمِ ما عندي من السَّقَمِ .
يدمى بإيماءِ ألحاظي وما ألِمَتْ ... وبين جنبيَّ منها غايةُ الألمِ .
أسكنتهُ حيث لا تدري الوشاةُ به ... فما أمنتُ عليه القذفَ بالتُّهَمِ .
محجَّباً في السُّويدا غيرَ أنَّ له ... محجَّةٌ بين صدري واختلاف فمي .
ومنه : .
لا رأتْ عينيَ إن كانت رأتْ ... صورةً أحسنَ من صورتهِ .
وهو يصطاد الكرى عن جفنه ... قاعداً إذْ هبَّ من رقدتهِ .
سئم الليل فأبدى وجهَه ... فأضاء الأفقُ من بهجتهِ .
وانجلى عنه الدجى محتشماً ... فارتقى يعرُج في وَفْرَتهِ .
المنطقي البصري .
أبو علي المنطقي . قال ياقوت : لم أظفر باسمه ؛ قال الخالع : هو من أهل البصرة تنقَّل عنها في البلاد ومدح عضُد الدولة وابن عبّاد وانقطع مدةً من الزمان إلى نصر بن هارون ثمَّ إلى أبي القاسم العلاء بن الحسن الوزير . وكان جيّد الطبقة في الشعر والأدب عالماً بالمنطق قويَّ الرتبة فيه جمع ديوانه وكان نحو ألفي بيت . ومولده سنة ست وثلاثين وثلاث مائة . وكان ضعيف الحال مجازفاً ضيِّق الرزق . وكان مزّاحاً طيّب العشرة حادَّ النادرة . أصيب بعينه آخر عمره وله في ذلك أشعار . ومن شعره : .
يا ريمُ وجدي فيك ليس يريمُ ... بينَ الضلوع وإنْ رحلت مقيمُ .
لا تحسبي قلبي كربعك خالياً ... فيه وإن عفَتِ الرسومُ رسومُ .
تبلى المنازلُ والهوى مُتجدِّدٌ ... ونبيد خيْماتٌ وتبقى الخِيمُ .
ومنه : .
وقهوةٍ مثل رقراق السراب غدا ... جيبُ المِزاج عليها غيرَ مَزرورِ .
تختالُ إنْ بثَّ فيها الماءُ لؤلؤةً ... ما بين عقدين : منظومٍ ومنثورِ .
سللتُها مثل سلِّ الفجر صارِمهُ ... وأحجم الليل في أثواب موتورِ .
كأَنَّها إذْ بدتْ والكاسُ تحجبُها ... روحٌ من النارِ في جسمٍ من النورِ .
إِذا تعاطيتُ محزوناً أبارقَها ... لم يَعْدُني كلُّ مفروحٍ ومسرورِ .
أُمسي غنيًّا وقد أصبحتُ مُفتقراً ... كأَنَّما المُلكُ بين البَمِّ والزِّيرِ .
ومنه : .
لقد سَهُلَتْ بك الأيامُ حتَّى ... لقال الناسُ لم تكنِ الوُعورُ .
وكيف أخافُ دهراً أنت بيني ... وبين صُروفه أبداً سفيرُ ؟ .
ومنه : .
صافيتُ فضلك لا ما أنت باذله ... وعاشقُ الفضل يُعرى كلَّما عُذلا .
إنِّي أُعيذك من قولي لسائله : إنِّي حدوتُ ولكن لم أجد جَمَلا .
ومنه : .
أَكُفُّكمُ تعطي ويمنعنا الحيا ... وأقلامُكم تَمضي وتنبو الصوارمُ .
وإنَّ أبا العباس إن يكُ للعُلى ... جناحاً فأنتم للجناحِ القوادمُ