علي بن يلدرك بن أرسلان أبو الثناء بن أبي منصور التركي الكاتب البغداذي . روى عنه أبو الوفاء بن عقيل الفقيه كتابَ الفنون والحافظ بن ناصر . توفِّي سنة خمس عشرة وخمس مائة . ومن شعره : .
ومُدَلَّهٍ علق الغرامُ بقلبه ... فمواقد النيران من نيرانهِ .
إن جنَّ ليلٌ حَنَّ لاعج حبِّه ... أو مَدَّ سبلٌ كان من أجفانهِ .
عذبُ العذابُ من الهَوَى بمذاقه ... وحلا مريرُ الجَور من سلطانهِ .
يرتاحُ ما حَدَرَ الصباحُ لثامَه ... أو ناح قُمْرِيٌّ على أغصانه .
ما لجَّ عاذلُه عليه بعذله ... إلاَّ ولحَّ عليه في عصيانهِ .
بغداذ موطنُه ولكنَّ الهَوَى ... نجدٌ وأين هواه من أوطانهِ .
لو كان قيسٌ العامريُّ بعصره ... دُعيَ الخليَّ من الهَوَى لعيانهِ .
ومنه : .
رقَّتْ حواشي الحبِّ بعدك رقَّةً ... غارتْ لها ببلادنا الصهباءُ .
وجَفَتْ علينا بعد ذاك خشونةً ... فكأَنَّها التفريق والقُرْباءُ .
ومنه : .
يا ناظراً من سحرِ بابلْ ... ومُذيبَ جسمي بالبلابلْ .
صِلني فقد هجر الرقا ... دُ وملَّني عذلُ العواذلْ .
لا تأسَ صلْ إنَّ الوصا ... لَ كمثل هذا الهجر قاتلْ .
بمضيق مُعتركِ الأسا ... ور والدمالج والخلاخلْ .
ومجال بَلبلة الضفا ... ئر بين ألوان الغلائلْ .
وبلطف تنفيذ الرسا ... ئلِ إثرَ ألطافِ الوسائلْ .
علي بن يوسف .
قاضي قضاة مصر .
علي بن يوسف بن عبد الله بن بُندار الدمشقي أبو الحسن . كان والده مدرّس النظاميَّة ببغداذ . وولد عليٌّ ببغداذ وتفقَّه على والده وسمع مسند الشافعي من أبي زُرعة طاهر بن محمد المقدسي . وسافر إلى الشام وهو شابٌّ وتوجَّه إلى ديار مصر واستوطنها إلى أن توفي سنة اثنتين وعشرين وست مائة . ومولده سنة خمسين وخمس مائة . وولي بمصر قضاء القضاة مرَّتين ثمَّ عُزل . وكان شيخاً حسن الأخلاق محبًّا للعلم وأهله متواضعاً لطلاّبه كريم الأخلاق متودِّداً إلاَّ أنَّ بضاعته في العلم مُزجاة . قرأ محبّ الدين بن النجَّار عليه مسند الشافعي عند قبره .
ابن البقَّال البغداذي .
علي بن يوسف أبو الحسن المعروف بابن البقَّال البغداذي . نادم الوزير المهلَّبي ونفقَ عليه . وكانت محاضرته حسنة ؛ وكان منظره مستكرَهاً ومخبَره مستطاباً وكان ذا مال ؛ خلَّف لمَّا مات ما يزيد على مائة ألف درهم إلاَّ أنَّه كان بخيلاً جشعاً .
قال المتنبي : ما يجوز أن يقع في بغداذ اسم الشاعر على أحد غير ابن البقَّال . وكان ابن العميد يقدِّمه على الناس كلّهم والرؤساء يقومون له إِذا دخل عليهم . وكان يقول بتكافؤ الأدلاّء وهو بئسَ المذهب . ومن شعره : .
روعةٌ بالفراق قبل الفراقِ ... شَرِقَتْ بالدموع منها المآقي .
جَدَّ جِدُّ البكا فأههدَيْنَ باقي ال ... دمعِ منها إلى كرًى غيرِ باقِ .
فاض تَنْدى به الخدودُ ولو غا ... ضَ لأمست منه الحشا في احتراقِ .
وعَذارى تريك من سربها العي ... نُ رُنوَّ الأحداق للأحداقِ .
مُخْطفاتٍ لو شئنَ من هَيَف الخص ... ر تبدَّلنَ خاتماً من نطاقِ .
حالياتٍ تُبدي المعاصمَ والسُّو ... قَ وتُخفي الأجيادَ في الأطواقِ .
لا يَغُرَّنْكَ غفلةُ الدهر فالعز ... مة إمضاؤُها مع الإطراقِ .
ومنه يمدح المهلَّبي : .
يُزاحمُ الليلَ ليلٌ من جحافِلِهِ ... ويقذف الوَهَداتِ الجُرْدَ بالأكَمِ .
أطار منهم قَذاةً في عيونهمُ ... لو أنَّها في جفون الدهر لم يَنَمِ .
أبقى له الخوفَ من إشغالِ يقظتهم ... ما بات يُرْسله ليلاً إلى الحلمِ .
عافت سيوفُكَ في الهيجا لحومَهمُ ... فهنَّ يأكلنَ منها إكلةَ البَشِمِ .
ومنه : .
يا مُذنباً ويقولُ إنّي مُذنِبُ ... ما إن سمعتُ بظالمٍ يتظلَّمُ