ويقول ابن المنجِّم أيضاً : .
قل لمن تله حين مَ ... رَّ علينا ببغلِهْ .
بعدما كان ليس يم ... لك شِسعاً لنعلِهْ .
وكسا البردةَ الغلا ... مَ جزاءً بفعلِهْ .
أكذا كلُّ شاعرٍ ... بَعْلُهُ خلفَ بغلِهْ .
ولابن الذِّروي قصيدة ذاليَّة مليحة مدح بها مجد الدين المبارك بن منقذ وهي مذكورة في ترجمة المبارك في مكانه . قال أبو موسى عمران الخندقي قاضي طنبذى : دخلتُ وجماعة من أصحابنا على الوجيه ابن الذِّروي وهو يشرب مع قوم فمزحنا معهم وداعبناهم فصُفع الوجيه فقال مرتجلاً : .
ويومٍ قاسمتْنا اللهوَ فيه ... أُناسٌ ليس يدرون الوَقارا .
أدَرْنا الصفعَ والكاسات فيه ... فعربدتِ الصُّحاةُ على السُّكارى .
زين الدين بن السَّدَّار .
علي بن يحيى بن أحمد بن عبد العزيز الرئيس زين الدين أبو الحسن بن السَّدَّار الأنصاري المصري الكاتب المنشئ . ولد بالقاهرة في الدولة العُبيدية سنة خمس وخمسين وخمس مائة وتوفِّي سنة إحدى وأربعين وست مائة . وكتب في ديوان الإنشاء في الدولة الناصرية والعادلية والكاملية . وهو أخو الوجيه محمد . وكتب الإنشاء للصاحب صفيّ الدين بن شُكْر .
ابن الشاطبي الشافعي المسند .
علي بن يحيى بن علي بن محمد بن أبي بكر الشيخ الفقيه المقرئ الفقيه العالم المسند علاء الدين أبو الحسن التُّجيبي الشاطبي الدمشقي الشافعي الشاهد . ولد سنة ست وثلاثين وست مائة وتوفِّي سنة إحدى وعشرين وسبع مائة . سمع من الرشيد بن مسلمة والمجد الإسفراييني والرشيد العراقي والنُّور البلخي واليَلْداني والجمال الصُّوري وعدة . وأجاز له ابن الجُمَّيزي وغيره وخرَّج له الشيخ صلاح الدين العلائي . وطال عمره وتفرَّد وروى الكثير . وكان له مسجدٌ وحلقة مدارس وعجز آخراً وانقطع وكان يُسمع قي القباقبِيِّين .
ابن نخلة الشافعي .
علي بن يحيى بن نخلة الشيخ علاء الدين مدرِّس الدَّوْلَعية . توفِّي سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة .
المسيَّبي الشاعر .
علي بن يحيى أبو الحسن البغداذي المسيَّبي . مدح عضد الدولة بفارس . قال أبو عبد الله الخالع : كان منتحلاً وكنَّا نعمل الأشعار ويمدح بها الناس ؛ وكان ماجناً ظريفاً . سافر إلى ابن عبَّاد ومدحه بقصيدة كانت معه . وعرف من بعد أنَّه كان ينتحل وسأله أن يعمل له أشعاراً يمدح بها سواه ممَّن يلقاه في تلك البلاد ففعل ابن عبَّاد ذلك وكان يعجبه أمره ويخفُّ على قلبه .
القاضي علاء الدين بن فضل الله .
علي بن يحيى بن فضل الله القاضي علاء الدين أبو الحسن صاحب ديوان الإنشاء ؛ تقدَّم بقيَّة نسبه في ذكر أخيه القاضي شهاب الدين بن فضل الله .
لما نزل أخوه القاضي شهاب الدين من القلعة في حياة والده القاضي محيي الدين ولزم بيته تقدَّم السلطان الملك الناصر إلى والده أن يدع القاضي علاء الدين يكون يدخل يقرأ البريد ويخرج وينفِّذ الأَشغال على قاعدة أخيه وذلك في سنة سبع وثلاثين وسبع مائة . ولم يزل كذلك إلى توفي والده فاستقلَّ بالوظيفة بمفرده وقام بها أحسن قيام وخدمته السعادة ولم يزل كذلك إلى أن توفي الملك الناصر وولي ولده الملك المنصور أبو بكر فاستمرَّ به . ولمَّا تولى الملك الأشرف علاء الدين كُجُك أخوه زاده إنعاماً من الدراهم والغلَّة في كلِّ سنة . ولم يزل على ذلك إلى أن حضر الملك الناصر أحمد من الكرك ثمَّ عاد إليها فتوجَّه معه وأقام بالكرك عند السلطان . فلمَّا تولَّى السلطان الملك الصالح دخل القاضي بدر الدين محمد أخوه وسدَّ الوظيفة إلى أن جاء القاضي علاء الدين من الكرك فاستمرَّ في منصبه على عادته . ولا أعرف أحداً كتب الثُّلث في عصره مثله إنَّه جوَّده إلى الغاية وكتب الرقاع من أحسن ما يكون ولكن تفرَّد بالثلث وإتقانه . وقدَّم جماعةً في أيَّامه ودخل بأولاد الموقِّعين الديوان وزاد الناس وأحسن إليهم