أَلا نادِ في شرقِ البلاد وغربها ... بصوتٍ له في الخافقين أغاريدُ .
قضى الخيرُ والمعروفُ في أرض شَيْزَرٍ ... ومات بها من لؤمِ صاحبها الجودُ .
وأعجبُ ما لله أولادُ مُنقذٍ ... قدورُهمُ بيضٌ وأعراضُهم سودُ .
عليّ بن المُطَهَّر الدينوري بن مقلاص .
علي بن المطهَّر بن مكّي بن مِقلاص أبو الحسن الدينوري الشافعي تفقَّه على أبي حامد الغزالي وسمع من النقيب طِراد بن محمد بن علي الزَّينبي وأبي الخطَّاب نصر بن البَطِر ومنصور بن بكر بن حِيد النيسابوري . وحدَّث باليسير وكان إمام الصلوات بالنظاميَّة . توفِّي سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة .
علي بن المظَفَّر .
ابن الخَلوقي الشافعي .
علي بن المظفَّر بن بدر أبو الحسن الشافعي الضرير المعروف بابن الخَلوقي من أهل البَنْدَنِيجَيْن . سمع بالبصرة عبد الأعلى بن أحمد بن عبد الله بن مالك البَجَلي والحسين بن محمد بن بكر الورَّاق وعلي بن وصيف القطَّان وغيرهم وقرأ بالعسكر على أبي حامد العسكري وروى عنه أبو بكر الخطيب وغيره . وتوفِّي سنة تسع وعشرين وأربع مائة .
السيد الدَّبوسي الشافعي .
علي بن المظفَّر بن حمزة بن زيد بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد ينتهي إلى الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم بن أبي يَعلى العلوي من أهل دَبُوسِيَة بين سمرقند وبُخارى . كان من أئمَّة الشافعية كامل المعرفة بالفقه والأصول وله يدٌ في الأَدب وباعٌ ممتدٌّ في المناظرة والخلاف موصوفاً بالكرم والعفاف وحسن الخلق . سمع من محمد بن عبد العزيز القَنطري وأحمد بن علي الأبيوردي وأحمد بن محمد النُّصيري وغيرهم . وقدم بغداذ ودرَّس بالنظاميَّة إلى أن توفي سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة وإليه انتهت رئاسة الشافعية . ومن شعره : .
أقولُ بنصحٍ يا ابنَ دُنياكَ لا تنمْ ... عن الخيرِ ما دامت فإنَّك عادِمُ .
وإنَّ الذي يصنعِ العُرْف في غنًى ... إِذا ما علاه الفقرُ لا شكَّ نادمُ .
فقدِّم صنيعاً عند يسركَ واغتنمْ ... فأنتَ عليه عند عُسرك قادمُ .
ابن ابن رئيس الرؤساء .
علي بن المظفَّر بن علي بن الحسن بن المُسلمة أبو القاسم بن أبي الفتح بن رئيس الرؤساء أخو أبي الحسن محمد . كان أديباً فاضلاً له نظمٌ ونثر ورسائل مدوَّنة . ولد سنة خمس وخمسين وأربع مائة وتوفِّي سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة . ومن شعره... .
علاء الدين الوَداعي .
علي بن المظفَّر بن إبراهيم بن عمر بن زيد الأَديب البارع المقرئ المحدِّث المنشئ علاء الدين الكِندي الإسكندراني ثمَّ الدمشقي المعروف بالوَادعي كاتب ابن وَداعة . ولد سنة أربعين وست مائة تقريباً وتوفِّي سنة ست عشرة وسبع مائة .
تلا بالسبع على علم الدين القاسم وشمس الدين بن أبي الفتح وطلب الحديث ونسخ الأَجزاء وسمع من عبد الله الخُشوعي وعبد العزيز الكَفَرْطابي والصدر البكري وعثمان بن خطيب القَرافَة وإبراهيم بن خليل والنقيب ابن أبي الجِنّ وابن عبد الدائم ومَن بعدهم . ونظر في العربية وحفظ كثيراً من أشعار العرب وكتب المنسوب فيما بعد وخدم مُوقِّعاً بالحصون مدَّةً وتحوَّل إلى دمشق وهو صاحب التذكرة الكنديَّة الموقوفة بالشميساطية في خمسين مجلداً بخطِّه فيها عدَّة فنون . قال الشيخ شمس الدين : كان يُخِلُّ بالصلوات فيما بلغني ؛ وتوفي ببستانه عند قبّة المُسَجَّف . قلت : وكان شيعيًّا ودخل ديوان الإنشاء بدمشق سنة إحدى عشرة وسبع مائة تقريباً . ومع فضائله لا راح في الديوان ولا جاء ولا استقلَّ بكتابة شيء كما جرى لبعض الناس ؛ حتَّى قلت : .
لقد طالَ عهدُ الناسِ بابنِ فلانةٍ ... وما جاء في الديوان إلاَّ إلى وَرا .
فقلت : كذا قاسَ الوَداعيُّ قبلَهُ ... ولا شكَّ فيه أنَّه كان أشعرا .
أنشدني من لفظه لنفسه القاضي شهاب الدين بن فضل الله ما كتبه على ديوان الوداعي : .
بعثتُ بديوان الوَداعيِّ مُسرعاً ... إليك وفي أثنائه المدحُ والذمُّ .
حكى شجرَ الدِّفلَى رُواءً ومَخبراً ... فظاهرهُ شمٌّ وباطنه سمُّ