ولو علمتُ ذَخَرْتُ الصبرَ مبتغياً ... إطفاءَ نارٍ بقلبي منك تستعرُ .
ومنه : .
ولمَّا أعارتني النوى منك نظرةً ... أحبَّ إلى قلبي من الباردِ العذبِ .
تعقَّبها البينُ المُشِتُّ فليتنا ... بقينا على تأميلنا لذَّةَ القُربِ .
ومنه : .
ظننتُ وظنُّ الألمعيِّ مُصدَّقٌ ... بأنَّ سَقام المرءِ سجنُ حِمامِهِ .
فإن لم يكن موتٌ مريحٌ فإنَّهُ ... عذابٌ تملُّ النفسُ طولُ مُقامِهِ .
وكم يلبثُ المسجونُ في قبضةِ الأذى ... يجرِّب فيه الموتُ غَرْبَ حسامِهِ .
الجازري القاضي .
علي بن المُسَبِّح أبو الحسن الجازِري - بالجيم وبعد الألف زاي وراء - من أهل الجازِرة من عمل واسط . كان من قضاتها وكان شاعراً . قدم بغداذ ومدح الوزيرين : أبا علي بن صَدَقة وأبا الحسن علي بن طِراد الزَّيْنَبي . ومن شعره في ابن صدقة : .
مدحتُ الوزيرَ بطنَّانةٍ ... كأنَّ المعانيَ فيها رياضُ .
فأُبتُ بتوقيعه ظافراً ... وعنديَ أن ليس فيه اعتراضُ .
فلم يُمتثل وحصلنا على ... سواد الوجوهِ وضاعَ البياضُ .
ومنه : .
ما أناديك من وراءِ حجابٍ ... فأذمّ البُعاد بالاقترابِ .
أنت في ناظريَّ في موضعِ اللح ... ظِ ومن منطقي مكانَ الصوابِ .
أبو القاسم البغداذي .
علي بن مسَرَّة أبو القاسم البغداذي . ومن شعره : .
زعمتْ إنَّما هوايَ مُحالٌ ... أتُراها ظنَّت نُحولي انتحالا .
ولقد زارني الخيالُ فما صا ... دفَ منِّي الخيالُ إلاَّ خيالا .
بتُّ أرعى فيها النجوم وباتتْ ... من وراءِ السُّجوفِ تنعمُ بالا .
وشكوتُ الهَوَى إليها فقالت : ... حَضَرِيٌّ يُنَمِّقُ الأَقوالا .
الموصلي الحنبلي .
علي بن مسعود بن نفيس بن عبد الله الفقيه المحدِّث الصالح الزاهد المفيد نور الدين أبو الحسن المَوْصلي ثمَّ الحلبي نزيل دمشق . ولد سنة أربع وثلاثين وست مائة وتوفي C في صفر سنة أربع وسبع مائة . سمع من أبي القاسم ابن رواحة وغيره بحلب ومن إبراهيم بن خليل . قال الشيخ شمس الدين : وحدَّثني أنه سمع من يوسف بن خليل ولم يظفر بذلك . وسمع بمصر من الكمال الضرير والرشيد وأصحاب البُصيري . وعُني بالحديث ودرَّبَ قراءته وكانت مفسّرة نافعة . وحصَّل الأُصول . ثمَّ ارتحل إلى دمشق فأكثر عن ابن عبد الدائم والكِرماني وابن أبي اليُسر والموجودين إلى أن مات وكان يجوع ويشتري الأَجزاء ويقنع بكسرة ؛ فيسوء خلقه مع التقوى والصلاح . قرأ كتباً كباراً مرَّات . وكان يتفقَّه للإمام أحمد بن حنبل وينقل من مذهبه .
علي بن مُسلم .
الطوسي البغداذي .
علي بن مُسلم الطوسي ثمَّ البغداذي . روى عنه البخاري وأبو داود والنَّسائي . وتوفِّي سنة ثلاث وخمسين ومائتين .
جمال الإسلام السلمي الشافعي الأشعري .
علي بن المسلَّم بن محمد بن علي بن الفتح أبو الحسن السُلَمي الدمشقي الفقيه الشافعي الفَرَضي جمال الإسلام . تفقَّه على القاضي أبي المظفَّر المَرْوَزي وأعاد الدرس للفقيه نصر وبرع في الفقه . قال ابن عساكر : بلغني عن الغزالي أنَّه قال : خَلَّفتُ بالشام شابًّا إن عاش كان له شأن . حفظ كتاب تجريد التجريد لأبي حاتم القزويني . وكان حسن الخطّ موفَّقاً في الفتاوي وذكره ابن عساكر في طبقات الأشاعرة . وتوفِّي سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة .
القاضي الحافظ .
علي بن مُسْهِر أبو الحسن القُرِشي مولاهم الحافظ قاضي الموصل . وهو أخو عبد الرحمن قاضي جَبُّل . كان ثقة جمع الفقه والحديث وولي قضاء إرمينية فلمَّا قدمها اشتكى عينَه فقال قاضٍ كان قبله للكحَّال : اكحله بما يُذهِبُ عينه حتَّى أُعطيك مالاً ؛ فكحله فذهبت عينه فرجع إلى الكوفة أعمى . توفِّي سنة تسع وثمانين ومائة . وروى له الجماعة .
القاضي الرَّقِّي .
علي بن مُشْرِق القاضي الرَّقِّي . ذكره العماد الكاتب وقال فيه : شاعر بني الصوفي ؛ قصد شَيْزَر فلم يحظَ عند أهلها فقال :