علي بن محمود بن حُمَيد العلاّمة البارع علاء الدين القونَوي الصوفي الحنفي المدرِّس بالقِلِيجيَّة بدمشق . إمامٌ ديِّنٌ متواضعٌ صيِّنٌ . سمع من الحجَّار والجَزَري وعدَّة ودار على المشايخ قليلاً وحُبِّب إليه الآثار . ولد سنة تسعين وست مائة وخُرِّجت له مشيخة ولازم الكلاّسة يُقرئ الطلبة في مذهب أبي حنيفة في : البَرْذَوي وابن الساعاتي وفي منهاج البيضاوي وفي مختصر ابن الحاجب وفي الحاجبيَّة وربَّما أقرأ في الحاوي الصغير للشافعية . ولمَّا توفي قاضي القضاة شرف الدين محمد بن أبي بكر المالكي تولَّى الشيخ علاء الدين مشيخة الشيوخ بالشام مكانه . وكان القاضي شرف الدين يأخذ من كل خانقاه في الشام عشرة دراهم في الشهر ونصيبين فأبطل ذلك ولو يتناوله ولم يزل على ذلك إلى أن توفي في أوائل شهر رمضان سنة تسع وأربعين وسبع مائة C تعالى . وكان يُعرِّب الكتب الواردة على ديوان الإنشاء باللغة العجمية . وتولَّى مشيخة الشيوخ بعد القاضي ناصر الدين كاتب السرّ بالشام متبرِّعاً .
ابن الجمل الإسكندري .
علي بن مختار بن نصر بن طُغان جمال الملك أبو الحسن العامري المحلّي المولد الإسكندراني المعروف بابن الجمل . هو أحد أولاد الدولة العُبيدية وسيأتي ذكر والده إن شاء الله تعالى في حرف الميم في مكانه . وحدَّث علي هذا غير مرَّة عن السَّلفي وغيره وتوفِّي سنة ثمانٍ وثلاثين وست مائة .
قاضي القضاة ابن مخلوف المالكي .
علي بن مخلوف بن ناهض بن مسلم النُّويري قاضي القضاة أبو الحسن المالكي حاكم الديار المصرية نيِّفاً وثلاثين سنة . حدَّث عن الشرف المُرسي وابن عبد السلام . وكان فيه مروءة واحتمال ورفق بالفقهاء وله دُربة بالقضايا والأَحكام . حكم بعد ابن شاس وولي بعده القاضي تقيّ الدين الإخْنائي . وتوفِّي سنة ثمان عشرة وسبع مائة وله خمس وثمانون سنة .
النَّخَعي الكوفي .
علي بن مُدرك النَّخَعي الكوفي . روى عن أبي زُرعة البَجَلي وإبراهيم النَّخَعي وهلال بن يَساف . وثَّقه غيرُ واحد وتوفِّي سنة عشرين ومائة وروى له الجماعة .
السيد الأمير علي الحنفي .
علي بن المرتضى بن علي بن محمد بن الدَّاعي بن زيد ينتهي إلى الحسن بن علي بن أبي طالب الأميرُ السيد أبو الحسن بن أبي الحسن بن أبي الحسن . نشأ بأصبهان والدُه وقدم بغداذ فولد له علي هذا . وقرأ الفقه لأبي حنيفة وبرع فيه وفي الخلاف وقرأ الأَدب وحصَّل منه طرفاً وسمع الحديث وولي التدريس بجامع السلطان وانتهت إليه الحنفية . وكان متديِّناً زاهداً في الولايات كريم النفس داره مجمع الفضلاء . وكان يكتب خطًّا مليحاً وله كتب كثيرة أصول بخطوط المشايخ . حدَّث باليسير . ولد سنة إحدى وعشرين وخمس مائة وتوفِّي سنة ثمانُ وثمانين وخمس مائة . ومن شعره : .
صُنْ حاضرَ الوقتِ عن تضييعه ثقةً ... أنْ لا بقاءَ لمخلوقٍ على الدَّوْمِ .
وهَبْكَ أنَّكَ باقٍ بعدهُ أبداً ... فلن يعودَ إلينا عينُ ذا اليومِ .
ومنه : .
لا تحزننَّ لذاهبٍ ... أبداً ولا تجزعْ لآتِ .
واغنمْ لنفسك حظَّها ... في البينِ من قبلِ الفواتِ .
ابن مُنقذ .
علي بن مُرشد بن علي بن مُقلَّد بن نصر بن مُنقذ عزّ الدولة أبو الحسن الكِناني الشَّيزَري كان ذكيًّا شاعراً جنديًّا دخل بغداذ وسمع من قاضي المارستان وغيره . وكان أكبر إخوته وسيأتي ذكر جدّه قريباً إن شاء الله تعالى . ولد سنة سبع وثمانين وأربع مائة واستُشهد بعَسقلان سنة ست وأربعين وخمس مائة . وما كان له صبوة . ولا ميل إلى لهو . ومن شعره : .
ما فهتُ مع مُتحدِّثٍ متشاغلاً ... إلاَّ رأيتكَ خاطراً في خاطري .
فلو استطعتُ لزرتُ أرضكَ ماشياً ... بسوادِ قلبي أو بأسودِ ناظري .
ومنه : .
أقمتَ فكنتَ في بصري ميماً ... وغبتَ فكنتَ في ضمنِ الفؤادِ .
وما شطَّتْ بنا دارٌ ولكنْ ... نُقِلْتَ من السَّوادِ إلى السَّوادِ .
ومنه : .
ودَّعتُ صبري وقلبي يوم فُرقتكم ... وما علمتُ بأنَّ الدَّمعَ يُدَّخرُ .
وضلَّ قلبي عن صدري فعدتُ بلا ... قلبٍ فيا ويحَ ما آتي وما أذرُ