وكان أبو القاسم المذكور مقدَّماً في علم الهيئة والهندسة وفاضلاً في فنون يعرفها C تعالى .
ضياء الدين الغرناطي .
علي بن محمد بن يوسف بن عفيف ضياء الدين أبو الحسن الخَزْرَجي الغرناطي الصوفي الشاعر . ينتسب إلى سعد بن عبادة . وقال الشعر على طريق محيي الدين بن عربي . وله مدائح مُؤْنقة في النبيّ صلّى الله عليه وسلّم . وأضرَّ بأخَرَة وزَمن وعُمِّر . وروى عنه الدِّمياطي والبِرزالي وكان مقامه بالإسكندرية . توفي سنة ست وثمانين وست مائة .
العُطاردي .
علي بن محمد أبو الحسن العُطاردي البغداذي . شاعر مدح عضد الدولة وقاضي قضاة أبا محمد بن معروف وجماعة من الملوك والوزراء . وكان ماجناً مزّاحاً يعاشر الأحداث ويحضر مجلس قاضي المُردان ويعمل أشعار الهَتف . ومن شعره : .
انْظُرْ إلى دجلةَ مستظرفاً ... سكونَها والقمرَ الساري .
كأنّها من فضةٍ وَسْطَها ... ساقيةٌ من ذهبٍ جاري .
ومنه : .
كأنّما دجلةُ والجسرُ وما ... مُدَّ من السُّفْن له حتَّى وقَف .
خيلٌ على مِذْوَدِها مربوطةٌ ... رافعةٌ رؤوسها من العَلَفْ .
الشمشاطي .
علي بن محمد الشِّمشاطي بالشين المعجمة مرْتين وبينهما ميم وبعد الألف طاء وهي من بلاد إرمينية من الثغور . كان معلِّم أبي تغلب بن ناصر الدولة بن حمدان وأخيه ثمَّ نادمهما . وهو شاعر مصنِّف مفيد واسع الرواية . قال محمد بن إسحاق : وفيه تزيّد كذا كنت أعرفه قديماً وقيل إنه ترك كثيراً من أخلاقه عند علوّ سنّه وهو يحيا في عصرنا سنة سبع وسبعين وثلاث مائة . قال ياقوت : وكان رافضياً دجّالاً يأتي في كتبه بالأعاجيب من أحاديثهم .
ومن تصانيفه : كتاب النُزَه والابتهاج وكتاب الأنوار في المُلح والتشبيهات والأوصاف وكتاب الديارات كتاب أخبار أبي تمام كتاب العلم كتاب المثلَّث الصحيح كتاب تفضيل أبي نواس على أبي تمّام .
وقال أبو القاسم المنجِّم الرَّقّي يهجوه : .
حفُّ خديكَ دلَّ يا شمشاطي ... أنَّهُ دائم لغير لِواطِ .
وانبساطُ الغلامِ يُعلمُني أنّ ... كَ تحتَ الغلامِ فوقَ البساط .
وشروطٍ صبرت كُرهاً عليها ... لا لها بلْ لِلَذَّة المشراطِ .
قال الشمشاطي : كنا ليلةً عند أبي تغلبَ بن حمدان وعنده جماعة بعضهم يلعب بالنرد والسماء تهطل حتَّى مضى هزيع من الليل فقال أبو البركات لفتح بن نظيف : يا فتحُ كم قد مضى من الليل ؟ فقلت له : هذا نصف بيت شعر . فقال لبعض من في حضرته : أتِمَّه ؛ فقال : هذه قافية صعبة لا تطّرِد إلاَّ أن تجعل بدل الياء واواً . فعملتُ في الوقت : .
يا فتح كم قد مضى من الليلِ ... قُلْ وتجنَّبْ مقالَ ذي المَيْلِ .
فعارضُ النوم مُسْبِلٌ خُمُراً ... وعارضُ المُزن مسبلُ الذَّيْلِ .
والليلُ في البدر كالنهار إِذا ... أضحت وهذا السَّحابُ كالليلِ .
يسكبُ دمعاً على الثرى فترى ال ... ماءَ بكلّ الدروب كالسَّيْلِ .
والنردُ تُلهي عن المنام إِذا ال ... فصوصُ جالت كجولة الخَيْلِ .
إِذا لذيذُ الكَرى تدافعَ عن ... وقتِ رُقادٍ أضرَّ بالحَيْلِ .
إنَّ أمير الهيجاء في مأزِقِ ال ... حربِ الهمامُ الجوادُ والقَيْلِ .
من حزبُهُ السعدُ طالعٌ لهمُ ... وحربُهُ موقنون بالوَيْلِ .
نجيبُ أمٍّ لم تَغْذُهُ سيِّئ ال ... قَسْمِ ولا أرضعته من غَيْلِ .
يحملُ أعباءَ كلِّ مُعضلةٍ ... تجلُّ أن تُستقلَّ بالشَّيْلِ .
أموالُهُ والطعامُ قد بُذِلا ... لآمِليهِ بالوزن والكَيْلِ .
جاوزَ عَمْراً بأساً وقصَّر عن ... جود يديه الضَّحيان والسَّيل .
لا زال في نعمةٍ مجدَّدةٍ ... يشربُ صفوَ الغبوقِ والقَيْلِ .
وقال في رُمّانة : .
يا حُسنَ رُمّانةٍ تقاسمها ... كلُّ أديبٍ بالظَّرفِ منعوتِ .
كأنَّها قبل كسرها كُرَةٌ ... وبعد كسرٍ حبّاتُ ياقوتِ .
الطاهري