علي بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن علي بن حمد الثعلبي الدمشقي نزيل القاهرة الشيخ المقرئ المحدِّث الصالح المعمَّر المسند نور الدين أبو الحسن . كان قارئ العامّة . ولد سنة ست وعشرين وست مائة وتوفي سنة اثنتي عشرة وسبع مائة . سمع حضوراً في الرابعة و في الخامسة من ابن صبّاح وابن الزَّبيدي والناصح الحنبلي . وسمع من الفخر الإربلي و المُسلَّم المازني ومُكرَم بن أبي الصَّقر وعدّة ؛ وروى الكثير وتفرّد في وقته وأكثر عنه الطلبة والرحّالة . وكان خيِّراً ناسكاً متواضعاً طيِّب القراءة محبَّباً إلى العامّة . خرّج له العلاّمة تقي الدين قاضي القضاة السُّبكي مشيخةً . وسمع منه البرزالي وفتح الدين بن سيِّد الناس والشيخ شمس الدين . وهو آخر من سمع من ابن صبّاح .
ثقة الدولة بن الأنباري .
علي بن محمد بن يحيى أبو الحسن الدُّرَيني ثقة الدولة بن الأنباري . كان خصيصاً بالإمام المقتفي . بنى مدرسة للشافعية على شاطئ دجلة بباب الأزج وإلى جانبها رباطاً للصوفية وأوقف عليهما وقوفاً حسنة . سمع من النقيب طِراد بن محمد الزَّينبي والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النِعالي وأبي الخطّاب نصر بن أحمد بن البَطِر . ولد سنة خمس وسبعين وأربع مائة وتوفي سنة تسع وأربعين وخمس مائة . وكان خيِّراً كثير الصدقة . وكان يخدم أبا نصر الإبَري وزوّجه ابنته شُهْدَة . ومن شعره : .
ألا هل لأيام الصِّبا من يعيدُها ... فيطربَ صبٌّ بالغضا يستعيدُها .
وهل عذبات الدَّوح من رمل حاجرٍ ... يميل إلى نَوحي مع الوُرق عودُها .
سقى الله أيّامي بها كل مُزنةٍ ... تَصوبُ ثراها بالحيا وتجودُها .
وردَّ ليالينا بجرعاءِ مالكٍ ... فقد طال ما ابيضَّت من العيش سودُها .
الزيدي الكوفي .
علي بن محمد بن يحيى بن عمر بن محمد بن عمر بن يحيى يتصل بالحسين ابن علي بن أبي طالب أبو القاسم الزيدي الحُسيني الكوفي . قدم بغداذ ومدح المقتفي لأمر الله والوزير ابن هُبَيْرة .
ومن شعره لما نُكب العزيز عمّ العماد الكاتب : .
بني حامدٍ إن جار دهرٌ أو اعتدى ... عليكمْ فكم للدهر عندكمُ وتْرُ .
أجرتمْ عليهِ مَن أخافتْ صروفُهُ ... فأصبح يستقضيكمُ ولهُ العُذرُ .
ومنه : .
أجرني على الدهرِ فيما بقى ... بقيتَ فما قد مضى قد مضى .
فلستُ أبالي بسُخط الزمان ... وأنتَ تراني بعين الرضى .
ومنه : .
خلعتُ في حبِّه عِذاري ... لِلُبسهِ خِلعةَ العِذار .
كأنها إذْ بدت عليه ... خطّةُ ليلٍ على نهار .
ومنه : .
لله معسولُ الثنايا واضحٌ ... مجدولُ ما تحوي الغلائلُ أهيفُ .
ظلمتْ محيّاه اللحاظُ بما جنتْ ... فيه فآلى أنّه لا يُنصف .
أنكرتُ قلبي حين أنكر ودُّهُ ... وعرفتُ في حُبِّيه من لا أعرفُ .
القاضي زكي الدين الشافعي .
علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين أبو الحسن بن أبي المعالي بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن أبي محمد زكيْ الدين القُرَشي كان قاضي دمشق هو وأبوه وجده ؛ وكان فقيهاً خيِّراً ديِّناً محمود السيرة . استعفى من القضاء وحجّ من بغداذ وعاد إليها فأدركه الموت بها سنة أربع وستين وخمس مائة وولد بدمشق سنة سبع وخمس مائة . وسمع بدمشق من هبة الله بن أحمد بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة الحدّاد وطاهر بن سهل الإسفراييني وغيرهم وسمع ببغداذ . ولم يغمص في ولاية القضاء بشيء C تعالى .
واقف الشميساطية .
علي بن محمد بن يحيى بن محمد أبو القاسم السُّلَمي الحُبيشي المعروف بالشُّميساطي واقف الخانقاه وقبره بها . روى عن أبيه وغيره . توفي سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة ودفن بداره ووقفها على الصوفيّة ووقف علوَّها على الجامع نقلت من خطِّ علاء الدين الوادعي ما كتبه على حائط الخانقاه الشميساطية : .
يا سالكاً طُرُقَ التصوّف والذي ... يبغي نزولَ خَوانكِ النسّاكِ .
ما مثلُ منزلةِ الدُّوَيْرَةِ منزلٌ ... يا دارُ جادكِ وابلٌ وسقاكِ