علي بن محمد الطاهري من ولَدِ الشاه بن مكيال . كان ظريفاً أديباً طيباً مفاكهاً في نهاية الظَّرف والنظافة يسلك مسلك أبي العَنْبَس الصَّيْمَري في تصانيفه .
له من التصانيف : كتاب دعوة التجّار كتاب فخر المشط على المرآة كتاب حرب الجُبن مع الزيتون كتاب الرؤيا كتاب اللحم والسمك كتاب عجائب البحر كتاب قصيدة وخيار يا مكانس . ومن شعره .
فؤادي عليلٌ وجسمي نحيلُ ... وليلي طويلٌ ونومي قليلُ .
وقلبي عليلٌ ودائي دخيلُ ... وسُقمي دليلٌ على ما أقولُ .
وطَرفي كليلٌ فما لي مَقيلُ ... وأمري جليلٌ فصبري جميلُ .
أبو القاسم الإسكافي .
علي بن محمد أبو القاسم الإسكافي النَيْسابوري . باشر التأديب والتدريس . ذكره الثعالبي وأثنى عليه . وكان أعلم الناس بطريق التدريج إلى التخريج وحرَّر مُدَيْدَةً في بعض الدواوين فخرج منقطع القرين . وقال فيه الهُزَيْمي : .
سبقَ الناسَ بياناً فغدا ... وهو بالإجماعِ بِكرُ الفَلَكِ .
أصبح المُلكُ به مُتَّسِقاً ... لسيل المُلك عبد الملك .
هو عبد الملك بن نوح آخر ملوك بني سامان . وكتب في ديوان الرسائل لأبي عبد الله الحُسين بن العميد المعروف بكُله وهو والد أبي الفضل بن العميد . وكان الاسم للعميد والعمل لأبي القاسم ؛ فقال فيه بعض مُجّان الحَضْرة : .
تَبَظْرم الشيخ كُلَهْ ... ولست أرضى ذاك لَهْ .
كأنَّهُ لم يَرَ مَنْ ... أُقْعد عنهُ بَدَلَهْ .
والله إن دام على ... هذا الجنونِ والبَلَهْ .
فإنَّهُ أوَّلُ من ... يُنْتَف منه السَّبَلَهْ .
وكان أبو القاسم يهجوه فقال فيه وكان يحضر الديوان في مِحَفَّة لأثر النِّقْرِس به : .
يا ذا الذي ركب المِحَ ... فَّةَ جامعاً فيها جِهازَهْ .
أتُرى الزمانَ يُعيشُني ... حتَّى يُرينها جِنازَه .
فلم تطل الأيام حتَّى أدركت العميد منيَّتُه وبلغ أبو القاسم أمنيَّتَه وتولّى العمل برأسه . وكان من أكتب الناس في السلطانيات فإذا تعاطى الإخوانيات كان قصير الباع . وكان يقال : إِذا استعمل أبو القاسم نون الكبرياء تكلّم من السماء . ولما مات رثاه الهُزَيمي الأبيوردي فقال : .
ألمْ تَرَ ديوانَ الرسائلِ عُطِّلت ... لفِقدانه أقومهُ ودفاتِرُهْ .
كثغرٍ مضى حاميه ليس يَسُدُّه ... سواهُ وكالكسرِ الذي عزَّ جابرُهْ .
ليبكِ عليه خطُّهُ وبيانهُ ... فذا مات واشيهِ وذا مات ساحرهْ .
حُكي أن الحَميد أمره يوماً أن يكتب كتاباً إلى بعض الأطراف وركب متصيّداً واشتغل أبو القاسم بمجلس أنس عقده لأصحابه . ورجع الحميد من صيده وطلب الكتاب فأجاب داعيه وقد أخذ منه الشراب ومعه طومارٌ بياضٌ أوهم أنه مكتوب بما رسم به له وقعد بعيداً عنه فقرأ عليه كتاباً طويلاً بليغاً سديداً أنشأه عن ظهر قلب فارتضاه الحميد وهو يظنّ أنه قرأه من سواد ؛ فرجع إلى منزله وكتب ما أراد وختمه وسفَّرَه .
ابن الخلاّل الكاتب .
علي بن محمد أبو الحسن بن الخلاّل الأديب الناسخ صاحب الخط المليح والضبط الصحيح معروفٌ مشهور بذلك . توفي سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة .
أبو الحسن الهروي .
علي بن محمد أبو الحسن الهروي والد أبي سهل محمد بن علي الهروي الذي كان يكتب الصَّحاح ؛ تقدّم ذكره . وكان أبو الحسن هذا عالماً بالنحو إماماً في الأدب جيّد القياس صحيح القريحة حسن العناية بالأدب . وكان مقيماً بالديار المصرية . وله تصانيف منها : كتاب الذخائر في النحو أربع مجلدات وكتاب الأزْهِيَة في العوامل والحروف وهما كتابان جليلان .
الأهوازي النحوي .
علي بن محمد أبو الحسن الأهوازي النحوي الأديب . قال ياقوت : رأيت له كتاباً في علل العروض نحو عشر كريريس ضيّقة الخط جيداً في بابه غايةً ولا أعرف من حاله غير هذا .
الخَيْطالُ بن السيِّد