فهلاّ اتَّخذت الصبر درعاً وجُنَّةً ... كما الصبرُ درعي في الخطوب النوازلِ .
وتفخرْ أنْ أصبحتَ مأمولَ عُصبةٍ ... فأخسِسْ بمأمولٍ وأخسِسْ بآملِ .
وهل هي إلاَّ في تراثٍ جمعتَهُ ... فهلاّ غَدَت في بذل عُرف ونائلِ .
كما هاهنا فاعلم إغاثة سائلٍ ... وإسعاف ملهوفٍ وإغناء عائلِ .
فلا تغترر بالليث عند خدورهِ ... فكم خادرٍ فاجا بوثبة صائلِ .
الوزير ابن ابن مقلة .
علي بن محمد بن علي بن مُقلة أبو الحسين الوزير ابن أبي علي الوزير تقدَّم ذكر والده في المحمدين . لمَّا كان أبوه وزير الراضي استنابه في الوزارة وأمر الراضي أن يخاطب بالوزارة أيضاً وأن يكون ناظراً في جميع الأمور مع والده ولا ينفذ لأبيه توقيع إلاَّ بعد عرضه على أبي الحسين وتوقيعه عليه . وولي الوزارة للمتَّقي سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة في شهر رمضان . ثمَّ عُزل سنة ثلاث وثلاثين لعشر بقين من صفر . ولمَّا ورد معزّ الدولة بغداذ قلَّده النظر في الأعمال وجباية الأموال في المحرَّم سنة خمس وثلاثين فمدَّ يده إلى المصادرة وجازف وظلم فشكاه الناس إلى معزّ الدولة فعزله فأقام بمنزله إلى حين وفاته بالفالج سنة ست وأربعين وثلاث مائة وسنُّه ثمانٍ وثلاثون سنة . ومن شعره : .
قم فاحيِ بالكاسِ قوماً ... ماتوا صلاةً وصوما .
لم يَطعَموا لذَّةُ العي ... شِ مذ ثلاثين يوما .
ومنه : .
لستُ ذا ذلَّة إِذا عظَّني الده ... ر ولا شامخاً إِذا واتاني .
أنا نارٌ في مرتقى نَفَسِ الحا ... سدِ ماءٌ جارٍ مع الإخوانِ .
البغداذي الأزَجي المفسِّر .
علي بن محمد بن علي أبو الحسن الأزَجي الضرير المفسِّر . كان عالماً بتفسير القرآن وقد صنَّف فيه كتاباً . وتوفِّي سنة خمس وأربعين وأربع مائة .
الخيَّاط المقرئ .
علي بن محمد بن علي بن فارس أبو الحسن البغداذي الخيَّاط المقرئ . كان من أعيان القرَّاء . قرأ بالروايات على عبد الملك بن بكران القطَّان النَّهرواني وعلى ابن أحمد بن عمر الحَمَّامي وبكر بن شاذان الواعظ وجماعة كثيرة غيرهم وسمع من جماعة وصنَّف في القراءات تصانيف حسنة منها الجامع وغيره وحدَّث . وتوفِّي سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة .
ابن السواد الواسطي .
علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عُبيد الله أبو الحسن بن السَّوادي الواسطي الكاتب الأَديب الشاعر . قدم بغداذ وحدَّث بها عن القاضي أبي تمَّام علي بن محمد العَبدي . وتوفِّي سنة تسع وتسعين وأربع مائة . ومن شعره : .
فإن تجمعِ الأَيَّامُ بيني وبينكم ... بواسِطَ أشفي بالعتاب غليلي .
وإن تكنِ الأخرى فتلك سبيلُ مَن ... تقدَّم قبلي راحلاً وسبيلي .
إلْكِيا الهرَّاسي الشافعي .
علي بن محمد بن علي عماد الدين أبو الحسن إلْكِيا بكسر الكاف وبعدُ الياءُ آخر الحروف الهرَّاسي بتشديد الراء وبعد الألف سين مهملة . تفقَّه بنيسابور مدة على إمام الحرمين . وكان مليح الوجه جهوري الصوت فصيحاً مطبوع الحركات زكي الأَخلاق . ولي تدريس النظامية ببغداذ إلى مات سنة أربع وخمس مائة . وحظي بالحشمة والجاه والتجمّل وتخرّج به الأصحاب وروى عنه السّلفي . وكان يستعمل الحديث في مناظراته . والكِيا بالعجمي هو الكبير القدر المقدم . ومولده سنة خمسين وأربع مائة . ونسبه بعض الجهَّال إلى أنَّه كان يرى رأي الإسماعيلية في الباطن وليس كذلك وإِنَّما الكِيا هو ابن الصبَّاح صاحب الألَموت فافهمه