وكتب إليه من رسالة طويلة : من المنسرح .
خدمت لما عرفت من خدمك ... ودام عندي النعيم من نعمك .
وكانت النائبات تألفني ... فاحتشمتني إذ صرت من حشمك .
وأورد له ابن النجار في ذيله : من الكامل .
يا ظالمي : قسماً عليك بحرمة ال ... إيمان فهي نهاية الإيمان .
لا تسفكن دمي فإني خائف ... جداً عليك عقوبة العدوان .
وإذ مررت على زرود فلا تغر ... بالمشي فيه موائل الأغصان .
بالله واستر ورد خدك فيه لا ... ينشق قلب شقائق النعمان .
وأورد له أيضاً : من الكامل .
عجباً لضرسك كيف يشكو علة ... وبجنبه من ريقك الدرياق .
هذا نظير سقام ناظرك الذي ... عافاك وابتليت به العشاق .
أو عقربي صدغيك إذ لدغا الورى ... وحماك من حميتهما الخلاق .
ومن شعر أبي سعد ابن خلف : من الكامل .
جرت النوى بهم فما حنوا ... رفقاً بنا ونأوا فما أنوا .
إن كان عندهم وقد رحلوا ... أنا نقيم فبئس ما ظنوا .
لا بد منهم أية سلكوا ... إن أسعفوا بالوصل أو ظنوا .
لي عندهم دين فوا عجباً ... الدين لي وفؤادي الرهن .
وله ولد يعرف بأبي الفرج ابن أبي سعيد الهمذاني مذكور في شعراء الدمية له شعر جيد .
القابسي المالكي علي بن محمد بن خلف الإمام أبو الحسن المعافري القروي القابسي المالكي عالم إفريقية . سمع وحدث وكان حافظاً للحديث وعلله ورجاله فقيهاً أصولياً متكلماً صالحاً متقناً . وكان أعمى لا يرى شيئاً . وألف تواليف بديعة . وسمي القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شدة قابسية . توفي سنة ثلاث وأربع مائة ورثاه الشعراء وضربت الأخبية على قبره . وولد سنة أربع وعشرين وثلاث مائة . رحل إلى المشرق وسمع صحيح البخاري بمكة من أبي زيد ورجع إلى القيروان . قال أبو بكر الصقلي : قال لي أبو الحسن القابسي : كذب علي وعليك سموني بالقابس وما أنا بقابسي وإنما السبب في ذلك أن عمي كان يشد عمامته شدة قابسية فقيل لعمي : قابسي واشتهرنا بذلك وإلا فأنا قروي وأنت ؟ فدخل أبوك مسافراً إلى صقلية نسب إليها .
وأول جلوسه للمناظرة بأثر موت أبي محمد قال : من الوافر .
لعمر أبيك ما نسب المعلى ... لمكرمة وفي الدنيا كريم .
ولكن الرياض إذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم .
ثم بكى حتى أبكى الناس وقال : أنا الهشيم ثلاثاً والله لو أن في الدنيا خضراء ما رعيت أنا . وشيخه المذكور هو أبو محمد عبد الله ابن أبي هاشم التجيبي . وسمع شخصاً يقول في مجلسه : ما قصر المتنبي في قوله : من المتقارب .
يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل .
فقال : يا مسكين أين أنت عن قوله تعالى : " لا تبديل لخلق الله " . .
ومن تصانيفه : الممهد في الفقه وأحكام الديانات والمنقذ من شبه التأويل والمناسك والاعتقادات .
أبو الحسن البلنسي علي بن محمد بن خلف بن أحمد الخزرجي أبو الحسن الأندلسي البلنسي . قدم بغداد طالب العلم وروى بها شعره . وكتب عنه يوسف بن محمد بن مقلد وروى عنه أبو الحسين أحمد بن حمزة السلمي الدمشقي في مشيخته . ومن شعره : من المنسرح .
عاد إلى الوصل بعد ما هجرا ... وتاب مما جناه واعتذرا .
وقام بالراح فوق راحته ... كأنها الشمس تحمل القمرا .
أبو القاسم التنوخي الحنفي علي بن محمد بن داود أبي الفهم بن إبراهيم أبو القاسم التنوخي القاضي . قدم بغداد وتفقه على مذهب أبي حنيفة وكان حافظاً للشعر ذكياً وله عروض بديع . ولي القضاء بعدة بلدان وتوفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة . وهو جد القاضي التنوهي علي بن المحسن وقد تقدم ذكره . وهو والد أبي علي المحسن التنوخي صاحب نشوار المحاضرة وغيره وسيأتي ذكره . وكان أبو القاسم هذا بصيراً بعلم النجوم . قرأ على الكسائي المنجم ويقال إنه كان يقوم بعشرة علوم . وكان يحفظ للطائيين سبع مائة قصيدة ومقطوعة سوى ما يحفظ لغيرهم من المحدثين وغيرهم