علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب الشيخ علاء الدين الباجي المغربي الأصولي المصري . ولد سنة إحدى وثلاثين وست مائة وتوفي سنة أربع عشرة وسبع مائة . اختصر كتاب المحرر وكتاب علوم الحديث والمحصول في أصول الفقه والأربعين . وكان عمدة في الفتوى . وروى جزء ابن حوصا عن أبي العباس التلمساني وتخرج به الأصحاب وممن أخذ عنه : العلامتان قاضي القضاة تقي الدين السبكي وأثير الدين أبو حيان . ورأيت قاضي القضاة تقي الدين السبكي يعظمه كثيراً إلى الغاية ويثني عليه فضائله . وكان ديناً صيناً وقوراً . أخبرني من لفظه العلامة أبو حيان قال : كان مفتياً في الفقه على مذهب الشافعي . قرأت عليه يسيراً من مختصره في أصول الفقه وسمعت عليه دروساً وأنشدني لنفسه : من الوافر .
رثى لي عذلي إذ عاينوني ... وسحب مدامعي مثل العيون .
وراموا كحل عيني قلت : كفوا ... فأصل بليتي كحل العيون .
قال : وأنشدني لنفسه دوبيت : .
بالبلبل والهزار والشحرور ... يسبى طرباً قلب الشجي المهجور .
فانهض عجلاً وانهب من اللذة ما ... جادت كرماً به يد المقدور .
أبو سعد بن خلف الكاتب علي بن محمد بن خلف أبو سعد الكاتب النيرماني بالنون والياء آخر الحروف وبعد الراء والميم ألف ونون ونيرمان قرية من قرى الجبل بالقرب من همذان . كان من جلة الكتاب الفضلاء والرؤساء النبلاء . كان يخدم في ديوان بني بويه ببغداد ومدح الإمام القادر . وكان قد اتصل ببهاء الدولة ابن عضد الدولة فصنف له المنثور البهائي في مجلدة وهو نثر كتاب الحماسة وغيرها وتوفي سنة أربع عشرة وأربع مائة . ومن شعره القصيدة المشهورة وهي : من الطويل .
خليلي في بغداد هل أنتما ليا ... على العهد مثلي أم غدا العهد باليا ؟ .
وهل ذرفت يوم النوى مقلتاكما ... علي كما أمسي وأصبح باكيا ؟ .
وهل أنا مذكور بخير لديكما ... إذا ما جرى ذكر لمن كان نائيا .
وهل فيكما من إن تنزل منزلاً ... أنيقاً وبستاناً من النور حاليا .
أجد له طيب المكان وحسنه ... منى يتمناها فكنت الأمانيا .
كتابي عن شوق شديد إليكما ... كأن على الأحشاء منه مكاويا .
وعن أدمع منهلة فتأملا ... كتابي تنر آثارها في كتابيا .
ولا تيأسا أن يجمع الله بيننا ... كأحسن ما كنا عليه تصافيا .
فقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا .
ولا تأنسا بالورد بعدي واعربا ... مقال ابن عبد الله يخدع ساجيا .
ولما تفرقنا تطيرت أن أرى ... مكانك مني لا خلا منك خاليا .
فضمنته ورداً كرياك ريحه ... يذكرني منك الذي لست ناسيا .
ولا تطلبا صوني إذا ما تغنتا ... تسر وفوز جادتا لي الأغانيا .
وخبرتما أن تيماء منزل ... لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا .
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت ... فما للنوى ترمي بليلي المراميا .
فدى لك يا بغداد كل مدينة ... من الأرض حتى خطتي ودياريا .
فقد سرت في سرق البلاد وغربها ... وطوقت خيلي بينها وركابيا .
فلم أر فيهما مثل بغداد منزلاً ... ولم أر فيها دجلة واديا .
ولا مثل أهليها أرق شمائلاً ... وأعذب ألفاظاً وأحلى معانيا .
وكم قائل : لو كان ودك صادقاً ... لبغداد لم ترحل وكان جوابيا : .
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم ... وترمي النوى بالمقترين المراميا .
ومن شعره يمدح القادر : من البسيط .
لا زلت تحيا لنعمى لا نفاد لها ... في ظل عز على الدولات تحتكم .
تغني وتفني وتستبقي وتهلك من ... ناوى وترجى ويخشى بأسك الأمم