وأصبح الحبل حبل الدين منتشراً ... وأدرج العلم والطوسي في كفن .
من لم يكن مثله في سالف الزمن ... ولم يكن مثله في غابر الزمن .
ابن الشبيه العلوي علي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو القاسم العلوي المعروف بابن الشبيه . سمع محمد بن المظفر وكتب عنه علي بن أحمد الحافظ . وكان ديناً حسن الاعتقاد يورق بالأجرة ويأكل من كسب يده ويواسي الفقراء . مولده سنة ستين وثلاث مائة وتوفي سنة إحدى وأربعين وأربع مائة . وكان خطه مليحاً وقد رأيت بخطه رقعة مليحة بقلم النسخ .
ابن أبي الطيب النيسابوري علي بن عبد الله بن أحمد النيسابوري المعروف بابن أبي الطيب . كانت له معرفة تامة بالقرآن وتفسيره . توفي سنة ثمان وخمسين وأربع مائة ومولده بنيسابور وموطنه سانزوار وبها توفي . عمل له أبو القاسم علي بن محمد بن الحسين بن عمرو مدرسة باسمه في محلة إسفريين سنة عشر وأربعمائة وكان تلميذه . وله كتاب التفسير الكبير ثلاثون مجلداً والتفسير الأوسط أحد عشر مجلداً والأصغر ثلاث مجلدات . وكان يملي ذلك من حفظه ولما مات لم يوجد في خزانة كتبه إلا أربع مجلدات أحدها فقهي والآخر أدبي ومجلدان في التاريخ . وحمل إلى السلطان محمود بن سبكتكين سنة أربع عشرة وأربعمائة . فلما دخل عليه جلس بغير إذن وشرع في رواية خبر عن النبي A بغير أمر فقال السلطان لغلام : يا غلام ده رأسه فلكمه على رأسه لكمة كانت سبباً لطرشه ثم إن السلطان عرف منزلته من الدين والعلم والورع فاعتذر إليه وأمر له بمال فلم يقبله وقال : لا حاجة لي به فإن استطعت أن ترد علي ما أخذت مني قبلته وهو سمعي فقال السلطان : إن للملك صولة وهو مفتقر إلى السياسة ورأيتك قد تعديت الواجب فجرى مني ما جرى وأحب أن تجعلني في جل . فقال : الله بيني وبينك بالمرصاد إنما أحضرتني لسماع الوعظ وأخبار الرسول والخشوع لا لإقامة قوانين الملك واستعمال السياسة فإن ذلك مما يتعلق بالملوك لا بالعلماء . فخجل السلطان وجذب إليه وعانقه . وله ديوان شعر منه قوله : من الكامل .
فلك الأفاضل أرض نيسابور ... مرسى الأنام وليس مرسى بور .
دعيت أبو شهر البلاد لأنها ... قطب وسائرها رسوم السور .
هي قبة الإسلام نائرة الصوى ... فكأنها الأقمار في الديجور .
من تلق منهم تلقه بمهابة ... زقت عليه بفضله الموفور .
لهم الأوامر والنواهي كلها ... ومدى سواهم رتبة المأمور .
ابن موهب الجذامي علي بن عبد الله بن موهب الجذامي أبو الحسن روى عن ابن عبد البر وغيره وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة ومولده سنة إحدى وأربعين وأربع مائة . وله مؤلف عظيم في تفسير القرآن .
أبو الحسن الهروي علي بن عبد الله بن محمد بن الهيضم الهروي الإمام الفاضل . ذكره أبو الحسن البيهقي في كتاب الوشاح وأثنى عليه وله تصانيف منها : كتاب مفتاح البلاغة كتاب البسملة كتاب نهج الرشاد كتاب عقود الجواهر كتاب لطائف النكت كتاب تصفية القلوب وديوان شعره ومنه : من الكامل .
ضحك الربيع لعبرة الأنداء ... ومن العجائب ضاحك ببكاء .
خرجت له نحو الشتاء كتيبة ... ذعرت مواكبه عن الصحراء .
ركبت فوارسه الهواء فجردت ... سيفاً جلا جيش الدجى بضياء .
رق الربيع لها فأرسل نحوها ... بشرى نعيم في نسيم هواء .
والغصن قرط أذنه بدراهم ... مضروبة من فضة بيضاء .
والروض ألبس حلةً موشيةً ... أحسن بها من صنعة الأنداء .
قضبان نبل أخرجت ذهباً لنا ... أعجب بها من صيرف معطاء .
وشقائق النعمان تشبه صارخاً ... متظلماً متشحطاً بدماء .
والزعفران كأنما فرشت به ... ديباجة نسجت من القمراء .
ساءلتها : هلا برزت لناظر ... صب كئيب هائم ببكاء .
فأبت وآلت لا يحل نقابها ... إلا مجير الدولة الغراء .
قلت : شعر متوسط ابن أبي جرادة العقيلي