وكان علي أقرع لا يفارق قلنسوته . فبعث الوليد بن عبد الملك جارية وهو جالس مع لبابة فكشف رأسه على غفلة لترى ما به فقلت لبابة للجارية : هاشمي أقرع أحب إلينا من أموي أبخر .
وضربه المرة الثانية ودار به على بعير وصائح يصيح به : هذا علي بن عبد الله الكذاب لأنه بلغه عنه أنه قال : إن هذا الأمر سيكون في ولدي . قال علي لمن سأله ذلك : أحق هو ؟ قال : والله ليكونن فيهم حتى تملكهم عبيدهم الصغار العيون العراض الوجوه الذين كأن وجوههم المجان المطرفة . وجاءتهم مرة غارة وقت الصباح فصاح بأعلى صوته : واصباحاه فلم تسمعه حامل في الحي إلا وضعت . وكان يقف على جبل سلع وهو بالمدينة فينادي غلمانه وهو بالغابة فيسمعهم وذلك من آخر الليل وبين الغابة وسلع ثمانية أميال . وكان لا يعرف من ولده محمد .
حفيد السجاد علي بن عبد الله بن علي السجاد بن الحسن المثلث بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب Bهم . كان من شعراء بيته وفضلائهم . من شعره : من البسيط .
أشكو إلى الله حالا قد بليت بها ... مع ارتقائي في بحبوحة الشرف .
ولو بها الكلب يوماً يبتلى لعوى ... واختار عنها ارتكاب الهلك والتلف .
ومنه : من الوافر .
ولست بمسلم نفسي مطيعاً ... إلى من لست آمن أن يجورا .
ولكني إذا حذرت منه ... أخالف صارماً عضباً بتورا .
وأنزل كل رابية براح ... أكون على الأمير بها أميرا .
ومنه قد دعته جارية له إلى نفسها : من الطويل .
دعتني إلى ما قد نهاني منصبي ... وديني عنه فادعت أنني الداعي .
بلا يا بني بنت الرسول كثيرة ... منوعة لكن ذا شر أنواع .
ابن سلمان الحنفي قاضي القضاة علي بن عبد الله بن سلمان أبو الحسن الحلي من الحلة السيفية . تولى بها القضاء مدة لما عزل القاسم بن يحيى الشهزوري عن قضاء القضاة ببغداد . قدم هذا إلى بغداد وسعى بالمنصب وبذل أموالاً كثيرة فقبل منه . وتولى المنصب في رابع عشرين صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مائة . وكان حنفي المذهب وكان خبيث العقيدة يرتشي على الأحكام ويرتكب العظائم . فعقد له مجلس بدار ابن مهدي وحضره الفقهاء والأعيان والولاة . وظهر فسقه ورفع طيلسانه وعزل يوم الخميس رابع عشرين جمادى الأولى سنة ست مائة وقبض عليه وحمل إلى الحلة واعتقل بها مدة . وأطلق بعد ذلك وتوفي سنة إحدى وعشرين وست مائة . ولعلة قد جاوز الثمانين .
أبو الحسن القزاز علي بن عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الحسن القزاز البغدادي . له مدائح ومراثي في الصحابة Bهم . من شعره : من الطويل .
أقول إذا أبصرت غرة شادن ... يتيه بتمريض الجفون النواعس .
ترى الشمس تسري فوق غصن مهفهف ... أم البدر ثاو بيننا في المجالس .
تعطفني منه ولا عطف عنده ... تعطف إعطاف وحسن تمايس .
قلت : شعر نازل الناشئ الأصغر علي بن عبد الله بن وصيف أبو الحسين الحلاء بالحاء المهملة واللام المشددة كان يعمل حلية المداخن والمقدمات ويعمل الصفر ويخرمه وله فيه صنعة بديعة وكان يعرف بالناشيء الأصغر بالنون وبعد الألف شين معجمة وكان من متكلمي الشيعة الإمامية الفضلاء وله شعر مدون وروى عن ابن المعتز والمبرد وروى عنه ابن فارس اللغوي وعبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبة الهمذاني وغيرهما . وقال : كان ابن الرومي يجلس في دكان أبي وهو عطار ويلبس الدراعة وثيابه وسخة وأنا لا أعرفه . وانقطع مدة فسألت أبي عنه : ما فعل ذلك الشيخ ؟ فقال : ويلك ذاك ابن الرومي وقد مات . فندمت إذ لم أكن أخذت عنه شيئاً .
وأشعار الناشيء لا تحصى كثرفة في مدح أهل البيت حتى عرف بهم . وقصد كافوراً الإخشيدي ومدحه ومدح الوزير ابن حنزابة ونادمه ومدح سيف الدولة وابن العميد وعضد الدولة . وكان مولده سنة إحدى وسبعين ومائتين وتوفي سنة ست وستين وثلاث مائة . وكان يميل إلى الأحداث ولا يشرب النبيذ وله في المجون طبقة عالية وعنه أخذ مجان باب الطاق كلهم هذه الطريقة