وصادف خلسةً فدنا ... ولم يلتذ بالجرع .
وقيل إنها لغيره . ومن شعره : من الطويل .
تجنى علي الذنب ذنبه ... وعاتبني ظلماً وفي يده العتب .
وأعرض لما صار قلبي بكفه ... فهلا جفاني حين كان لي الذنب .
إذا برم المولى بخدمة عبده ... تجنى له ذنباً وإن لم يكن له ذنب .
ويحكى أن أبا فراس كان يوماً بين يديه في نفر من ندمائه فقال لهم سيف الدولة : أيكم يجيز قولي وليس له إلا سيدي يعني أبا فراس وأنشدني : من الخفيف المجزوء .
لك جسمي تعله ... قدمي لم تطله .
لك من قلبي المكا ... ن فلم لا تحله ؟ ! .
! .
فارتجل أبو فراس وقال : .
قال إن كنت مالكاً ... فلي الأمر كله .
فاستحسنه وأعطاه ضيعة بمنبج تغل ألفي دينار . ومن شعره : من المديد .
قد جرى في دمعه دمه ... فإلى كم أنت تظلمه ؟ .
رد عنه الطرف منك فقد ... جرحته منه أسهمه .
كيف يسطيع التجلد من ... خطرات الوهم تؤلمه ؟ .
ومنه : من المنسرح .
كأنما النار والرماد معاً ... وضوءها في ظلامه يحجب .
وجنة عذراء مسها خجل ... واستترت تحت عنبر أشهب .
ومنه : من الكامل المجزوء .
والماء يفصل بين زهر الروض في الشطين فصلا .
كبساط وشي جردت ... أيدي القيون عليه نصلا .
الأموي أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان . خرج بدمشق وغلب عليها ودعا إلى نفسه والمأمون بخراسان ثم اضمحل أمره . وأمه نفيسة بنت عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب . يلقب بأبي العميطر لأنه قال يوماً لأصحابه : أيش كنية الجردون ؟ فقالوا : لا ندري فقال : أبو العميطر فلقبوه به . وكانت داره بالمزة وله دار أخرى برحبة البصل بدمشق .
ودعا إلى نفسه وبويع بالخلافة في سنة خمس وتسعين ومائة . واشتغل عنه الأمين بمحاربة أخيه المأمون . وقيل أنه أريد على الخروج فأبى فحفر له خطاب ابن وجه الفلس الدمشقي مولى الوليد بن عبد الملك وأصحابه سرباً تحت بيته ودخلوه في الليل ونادوه : اخرج فقد آن لك أن تخرج . فقال : هذا شيطان فأتوه في الليلة الثانية والثالثة فنادوه كذلك فوقع في نفسه فخرج لما أصبح فقال الإمام أحمد : أفسدوه .
وبايعه أهل الشام وحمص وقنسرين والسواحل إلا القيسية . فنهب دورهم وأحرقها وقتلهم وكانت مضر معه . وكان أصحابه ينادون في الأسواق : قوموا فبايعوا المهدي المختار الذي اختاره الله علي بني هاشم الأشرار . وتوفي C تعالى سنة ثمان وتسعين ومائة . وكان أبو العميطر يفخر بنفسه ويقول : أنا ابن شيخي صفين .
السجاد العباسي علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي أبو محمد السجاد . والد محمد وعيسى وداود وسليمان وعبد الصمد وصالح وعبد الله . ولد أيام قتل علي بن أبي طالب فسمي باسمه وتوفي سنة ثمان عشرة ومائة . روى عن أبيه وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وابن عمر وجماعة وروى له مسلم والأربعة . وكان وسيماً جسيماً طويلاً إلى الغاية جميلاً مهيباً ذا لحية مليحة يخضب بالوسمة .
ذكر الأوزاعي أنه كان يسجد كل يوم ألف سجدة . وقال عبد الملك : لا لاْحتمل لك الاسم والكنية جميعاً فغيره وكناه أبا محمد وقيل أنه كان له خمس مائة شجرة يصلي عند شجرة ركعتين . وكان كبير القدمين إلى الغاية . سكن الحميمة من البلقاء . وهو جد الخلفاء بني العباس وهو أصغر ولد أبيه وأجمل قرشي على وجه الأرض . وكان يدعى : ذا التفنات . قال المبرد : ضرب بالسياط مرتين ضربه الوليد بن عبد الملك في تزوجه لبابة ابنة عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب . وكانت عند عبد الملك فعض تفاحة ورمى بها إليها وكان أبخر فتناولت سكيناً فقال : ما تصنعين بها ؟ فقالت : أميط الأذى عنها فطلقها . فتزوجها علي بن عبد الله فضربه الوليد وقال : إنما تتزوج بأمهات الخلفاء لتضع منهم لأن مروان بن الحكم إنما تزوج بأم خالد بن يزيد بن معاوية ليضع منها فقال علي بن عبد الله : إنما أرادت الخروج من هذا البلد وأنا ابن عمها فتزوجتها لأكون لها محرماً