ولما استقلت أعين الناس حوله ... تراقبه حيث استقل وسارا .
تمثلت الأهداب في صفو خده ... خيالاً فظنوا الشعر فيه عذارا .
ومنه : .
شقت عليك يد الأسى ... ثوب الدموع إلى الذبول .
ومنه : .
فأعجب ليل طال من شعره ... وفرقه خيط سنا الفجر .
؟ ؟ ؟ الجمحي المكي .
عثمان بن الأسود الجمحي مولاهم المكي . وثقة القطان . وتوفي سنة سبع وأربعين وماية . وروى له الجماعة .
ابن مجاهد الفرجوطي .
عثمان بن أيوب الفرجوطي . عرف بابن مجاهد . أديب شاعر ظريف الشكل حسن الخلق متواضع النفس . قال الفضل كمال الدين جعفر الإدفوي : رأيته بفرجوط مرات له نظم كثير . وكان ملازماً للتلاوة عديم الطلب مع ظهور فاقته قانعاً بالقليل من الرزق .
توفي ببلده في مستهل شوال سنة تسع وثلاثين وسبع ماية .
ومن شعره : .
ألا في سبيل الحب ما الوجد صانع ... بقلب له من وشكة البين صادع .
يكابد من أجل البعاد هلوعه ... وإن قلى الأحباب للصب هالع .
ويقلقه داعي الهوى ويقيمه ... فيقعده الإعجاز والعجز مانع .
ويصبو فتنصب الدموع صبابة ... ولا غرو إن صبت لذاك المدامع .
إذا فاح من أكناف طيبة طيبها ... تحركه شوقاً إليها المطامع .
وإن ذكرت نجد وجرعاء رامة ... فلله كم من لوعة هو جارع .
هل الدهر يوماً بعد تفريق شملنا ... بذاك الحمى النجدي للشمل جامع .
وهل ما مضى من عيشنا بربوعكم ... وطيب زمان بالتواصل راجع .
عدوا بالتلاقي عطفة وتكرماً ... علي فإني بالمواعيد قانع .
وإن تسمحوا بالوصل يوماً لعبدكم ... فهذا أوان الوصل آن فسارعوا .
أهيل الحمى هل منكم لي راحم ... وهل فيكم يوماً لشكواي سامع .
فهذا لسان الحال يرفع قصتي ... لديكم عسى منكم لبلواي رافع .
فخر الدين العسقلاني .
عثمان بن أيوب ابن أبي الفتح فخر الدين أبو عمرو الأنصاري العسقلاني . أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال : مولده ببيت زينون - بالنون لا بالتاء - من عسقلان وغزة في خامس عشر شعبان سنة تسع وثلاثين وست ماية . أنشدنا لنفسه : .
أتاني كتاب خلت في طي نشره ... بريق ضياء يخجل القمرين .
إلى علم أسعى به من سميه ... فنلت مني بالسعي في العلمين .
فأجابه نور الدين ابن سعيد المغربي : .
ببيت وبيت قد سبقت مجلياً ... فلا زلت بالبيتين ذا سبقين .
وأنجحت بالأمر الذي قد قصدته ... بسعيك يا ذا الفضل بالعلمين .
قال وأنشدنا المذكور لنفسه : .
من ريقها وردي ومن وجناتها ... وردي وخمري لحظها والساقي .
يا هند عندك منيتي ومنيتي ... بوعيد هجر أو بوعد تلاق .
الفقيه البصري .
عثمان البتي الفقيه البصري . بياع البتوت .
توفي في حدود المائة والأربعين . وروى له الأربعة .
أبو بكر القلعي المغربي .
عثمان ابن أبي بكر بن محمد . أبو بكر القلعي من أهل الغرب . ذكره أبو المعالي سعد الخطيري الكتبي في كتاب زينة الدهر من جمعه وقال أنشدني لنفسه ببغداد : .
قم هاتها من كف أحدر أو طفا ... راحاً أرق من النسيم وألطفا .
يسعى بها خنث الدلال كأنما ... تحكيه خداً للنديم ومرشفا .
فكأنما في الكأس ذائب عسجد ... وحبابها در عليه قد طفا .
فانهض إلى بنت الكروم فإنها ... نجم بشيطان الهموم تكلفا .
فالروض يعبق من أريج مسكه ... والجو يدفق من غمام قرقفا .
والسحب تلعب بالبروق كأنها ... قار على عجل يقلب مصحفا .
قد قلدت بالنور أجياد الربى ... حلياً وألبست الخمائل مطرفا .
فكأنها جود ابن فياض الذي ... أضحى يجدد في المكارم ما عفا .
قلت : قوله : والسحب تلعب بالبروق . . البيت مأخوذ من قول ابن المعتز : .
وكأن البرق مصحف قار ... فانطباقاً مرة وانفتاحا