وله : الموضح في العروض وجوده ؛ والمفصح في القوافي ؛ والأمدفي في علوم القرآن . التمس عضد الدولة من أبي علي إماماً يصلي به يكون يجمع بين القراءة والعربية فأحضر له ابن جرو فصلى به فلما كان من الغد سأل أبو علي عضد الدولة عنه فقال : هو كما وصفت إلا أنه لا يقيم الراء ! .
فقال : هي عادة لساني لا أستطيع تغييراها ! .
فقال له أبو علي : ضع ذبابة القلم تحت لسانك لترفعه بها وأكثر نع ذلك ترديد اللفظ بالراء ففعل فاستقامت له . ولا شبهة أن الغين حرف حلقي لا عمل للسان فيه والراء من حروف اللسان وله فيه عمل فمن نطق بالغين مكان الراء لم يكن للسان فيه عمل بل هو قار في محله والحرف الحلقي منطوق به مع اللسان فإذا رفعه بطرف القلم أو غيره جعل للسان عملاً فيه فبطل أن يكون حلقياً . وقد حكي أن أبا إسحاق الزجاج كان بهذه الصفة رأراء . قلت : وقد رأيت أنا الخطيب كمال الدين محمد ابن الشيخ نجم الدين الصفدي خطيب صفد لما كان صغيراً وهو بهذه الحالة يلثغ بالراء . فكان والده C يلزمه أن يقول : شربه بتحريك الراء ويكرر عليها ففعل ذلك فاستقام لسانه وهو اليوم من الفصحاء لا أعرف في الخطباء مثله فصاحة .
ومن شعر ابن جرو الأسدي : .
قطعت من السنين مدى طويلاً ... ولم تعرف عدوك من صديقك .
فسرت على الغرور ولست تدري ... أماء أم سراب في طريقك .
أبو القاسم ابن الفراء الحنبلي .
عبيد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء . أبو القاسم ابن القاضي أبي يعلى . الفقيه . الحنبلي . أخو أبي الحسين وأبي حازم محمد ومحمد بني أبي يعلى . وكان أكبر أولاد أبيه . قرأ بالروايات على أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط وأبي علي الحسن بن أحمد بن البناء وأبي الخطاب أحمد ابن علي الصوفي وغيرهم . وقرأ الفقه على والده ثم على الشريف أبي جعفر ابن أبي موسى وعلق عنهما مسائل الخلاف . وسافر إلى آمد وقرأ بها على أبي الحسن البغدادي تلميذ والده . وسمع الكثير ببغداد . وصحب الخطيب أبا بكر وأبا عبد الله الصوري - وقيل إنه لم يدرك الصوري - ونقل عنهما معرفة الحديث . وكان يكتب خطاً حسناً .
ومات شاباً طرباً لم يبلغ الثلاثين . وتوفي سنة تسع وستين وأربع ماية في طريق الحج .
كمال الدين ابن رئيس الرؤساء .
عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن ابن المسلمة . أبو الفضل ابن الوزير أبي الفرج المعروف بابن رئيس الرؤساء . كان يلقب بكمال الدين . كان والده يتولى الأستاذ دارية ؛ فلما ولي الوزارة ولي كمال الدين الأستاذ دارية . وكان فيه شدة وجفاء وصرامة وبطش وسوء سيرة ؛ ولم يكن في بيته أسوأ طريقة منه ؛ قال محب الدين ابن النجار : رأيت الناس مجتمعين على ذمه . وكان أديباً يقول الشعر .
وتوفي شاباً سنة ست وسبعين وخمس ماية . ومن شعره : .
وأهيف معسول الفكاهة واللمى ... مليح التثني والشمائل والقد .
به ري عيني وهو ظام إلى دمي ... وخدي له ورد من خده وردي .
أبو إبراهيم الخجندي .
عبيد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي . أبو إبراهيم كمال الإسلام الإصبهاني أخو عبد اللطيف . كان فقيهاً فاضلاً وأديباً كاملاً . سمع الكثير وطلب بنفسه وكتب بخطه وقدم بغداد مرات وحدث .
وتوفي سنة أربع وثمانين وخمس ماية .
وقد تقدم ذكر أخيه عبد اللطيف بن محمد وذكر جده وذكر والد جده في المحمدين .
ومن شعره في أبي موسى الحافظ وقد دفن زوجته : .
إمام غدا فرداً فاصبح مفرداً ... عن الأهل في خفض الزمان ورفعه .
أحب الإله الوتر وهو حبيبه ... فصيره وتراً شفيعاً لشفعه .
أبو القاسم المذهب .
عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن توبة المذهب . أبو القاسم . الأديب . روى عنه أبو الحسن ابن عبد السلام وأبو القاسم ابن السمرقندي .
ومن شعره : .
ما زلت أبدل نفسي في مودته ... وكلما ازددت حباً زادني ضجرا .
حتى إذا استأنست عيني برؤيته ... ورمت أشكو إليه صده نفرا .
تركته واتخذت الصبر مدرعاً ... فما أبالي أعاد الوصل أم هجرا .
فعاد يطلب حباً كان يعهده ... عندي فلم ير في قلبي له أثرا