وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية وكان أصغر سناً من أخيه عبد الله بسنة . استعمله علي بن أبي طالب على اليمن وأمره على الموسم فحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين . ولما كنا سنة ثمان يعث معاوية يزيد ابن شجرة الرهاوي فاجتمعا وسأل كل منهما صاحبه أن يسلم له فأبيا واصطلحا على أن يصلي بالناس شيبة بن عثمان . وكان عبيد الله أحد الأجواد ؛ فكان يقال : من أراد الجمال والفقه والسخاء فليأت دار العباس الجمال للفضل والفقه لعبد الله والسخاء لعبيد الله .
وفي وفاته خلاف فقيل سنة ثمان وخمسين وقيل في أيام يزيد . وقيل مات باليمن . وقيل سنة سبع وثمانين في خلافة عبد الملك . وأردفه النبي A وخلفه . وبعث معاوية بسر ابن أبي أرطاة على اليمن فهرب عبيد الله منه فأصاب له ولدين صغيرين فذبحهما ثم وفد بعد معاوية وقد هلك بسر فذكرهما لمعاوية فقال : ما عزلته إلا لقتلهما . وكان عبيد الله ينحر كل يوم جزوراً .
أبو الفتح ابن شاتيل .
عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل أبو الفتح ابن أبي محمد الدباس البغدادي . سمع الحسين بن علي بن أحمد بن البسري ومحمد ابن الحسن بن أحمد البقال وأحمد بن المظفر بن سوسن التمار وعلي بن محمد ابن العلاف . وانفرد بالرواية عنهم .
قال محب الدين ابن النجار : وأكثر أصحاب الحديث أبطلوا سماعه من ابن البطر ولم يسمعوا منه . وروى عنه أبو سعد ابن السمعاني وغيره من المتقدمين وقد أدركت أيامه وروى لي عنه جماعة من شيوخنا ورفقائنا . ومولده سنة إحدى وتسعين وأربع ماية ووفاته سنة إحدى وثمانين وخمس ماية .
ابن طهمان .
عبيد الله بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان . شاعر متقدم في الأدب وفي الرواية وقول الشعر . وهو أخو محمد بن عبد الله . ذكره ابن الجراح في كتاب الورقة ؛ وقال : أنشد له أبو هفان : .
سأصبر حراً لم يضق عنه صبره ... وإن كان قد ضاقت عليه مذاهبه .
فإن الغمام الغر يخلف حالها ... وإن الحسام العضب تنبو مضاربه .
ابن طاهر الخزاعي .
عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن أسعد ابن باذان . أسلم باذان على يد طلحة الطلحات . وكنية عبيد الله هذا أبو أحمد . وهو أخو محمد بن عبد الله . ولي عبيد الله الشرطة ببغداد في خلافة المعتز مع شرطة سر من رأى . وكان سيداً شاعراً أديباً مصنفاُ رئيساً وإليه انتهت رياسة هذا البيت وهو آخر من مات منهم أميراً في شهور سنة ثلاث وثلاث ماية . ومولده سنة ثلاث وعشرين ومايتين . وكان جواداً ممدحاً وله تصانيف منها : كتاب الإشارة في أخبار الشعراء ؛ كتاب السياسة الملوكية . وفيه يقول البحتري لما قدم من خراسان : .
لقد سرني أن المكارم أصبحت ... تحط إلى أرض العراق حمولها .
مجيئ عبيد الله من شرق أرضه ... سرى الديمة الوطفاء هبت قبولها .
كأنهم عند استلام ركابه ... عصائب عند البيت حان قفولها .
يحلون مأمولاً مخوفاً لنائل ... يواليه أو صولات بأس يصولها .
وذكر جحظة في أماليه قال : رأيت في بعض السنين باب عبيد الله ابن عبد الله وعليه قوم يبيعون ما يخرج من مائدته من الزلات فيبتاعها التجار وفيها العنوق والجدي وجامات الحلوى ؛ ثم رأيت بعد ذلك رقعته بخطه إلى عبدون يستميحه قوتاً لعياله ؛ وكان ما كتب إليه : يا أبا الحسن ! .
أنا أطلب الإحسان حيث عودته ! .
فوجه إليه عبدون ألف دينار . ولما تقلد عبيد الله بن سليمان الوزارة كتب إليه عبيد الله بن عبد الله : .
أبى دهرنا إسعافنا في نفوسنا ... وأسعفنا في من نحب ونكرم .
فقلت له نعماك فيهم أتمها ... ودع أمرنا إن المهم المقدم .
فاستحسنها عبيد الله وقال : ما أحسن ما تلطف في شكوى حاله مع التهنية ! .
هاتم رقاعه ! .
فجاءوه بعدة فوقع له بما أراد في جميعها . وحدث أبو عبيد الله محمد ابن عبد الله بن رشيد الكاتب قال ؛ حملني أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات في وقت من الأوقات براً واسعاً إلى أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر فأوصلته إليه فوجدته على فاقة شديدة فقبله وكتب إليه : .
أياديك عندي معظمات جلائل ... طوال المدى شكري لهن قصير