يعز على العلياء كونك عارياً ... ويلبس من أثوابك الغاب والخيس .
ترحل إذا ما دنس العز ملبس ... فغيرك من يرضى به وهو ملبوس .
وما ضاقت الدنيا على ذي عزيمة ... ولا غرقت فلك ولا نفقت عيس .
وكم من أخي عزم جفته سعوده ... يموت احتراقاً وهو في الماء مغموس .
تفل السيوف البيض وهي صوارم ... ويرجع صدر الرمح والرمح دعيس .
ولولا أناس زينوا بسعادة ... لما ضر تربيع ولا سر تسديس .
ولكن في الأفلاك سر حكومة ... تحير بطليموس فيها وإدريس .
أفاضت سعوداً بالحجارة دونها ... فطاف سبوعاً حولها الغلب والشوس .
وصار فلاناً كل من كان لم يكن ... ودان له بالرق قوم مناحيس .
فحقق ولا يغررك قول ممخرق ... فأكبر ما تدعى إليه نواميس .
أفيقوا بني الأيام من سنة الكرى ... وسيروا بسير الدهر فالدهر معكوس .
هي القسمة الضيزى يخول جاهل ... وذو العلم في أنشوطة الدهر محبوس .
وإرضاء ذي جهل وإسخاط ذي حجى ... تيوس مياسير وأسد مفاليس .
خذ العلم قنطاراً بفلس سعادة ... عسى العلم أن يفنى فيمتلئ الكيس .
ومذ لقب القرد القصير موفقاً ... هذى الدهر واستولت عليه الوساويس .
وقالوا سديد الدولة السيد الرضى ... فأكثر حجاب وشدد ناموس .
وأعجب من ذا أن يلقب قاضياً ... وأكثر ما يحوي من الحكم تدليس .
وأصدق ما نص الحديث فكاذب ... وأطهر ما صلى الصلاة فمنجوس .
وأعرف منه بالفرائض راهب ... وأفقه منه في الحكومة قسيس .
وما الغبن إلا أن تحكم نعجة ... وضرغام أسد الغاب في الغيل مفروس .
ومالي فوق الأرض مغرز إبرة ... وتحمل دمياط إليه وتنيس .
مصائب من يسكت لهامات حسرة ... ومن يلقها بثاً يمت وهو مبخوس .
ويبتاع مسك بالخراء مدلس ... ويعبد خنزير ويرسل جاموس .
وقالوا ابن قادوس فلا قدس اسمه ... ومن هو قادوس فلا كان قادوس .
أيا من غدا ضداً لكل فضيلة ... ومن نجمه في طالع السعد منكوس .
بنفسي من أصبحت في حكم فضله ... ... . . يقال حمار ومجريس .
وأخشى الذي يخشى عليك بأن ترى ... وكعبك مرفوع ورأسك معكوس .
وقد قلتها هجواً وأنفك راغم ... فلا يدخلن ريب عليك وتدليس .
أبا الفضل إن أصبحت قاضي أمة ... وللحكم في أرجاء دارك تعريس .
فإن قريضي بين أذنيك درة ... وإن هجائي في دماغك دبوس .
ورأسي ومثلا شعره سفن خردل ... أيور بغال في حر امك مدسوس .
تجمع في الخير والشر جملة ... فخيري جبريل وشري إبليس .
ابن المجير .
عبد الودود بن محمود بن المبارك بن علي بن المبارك . أبو المظفر ابن أبي القاسم . الفقيه . الشافعي المعروف والده بالمجير . قرأ المذهب والأصول على والده وبرع فيهما وقرأ الخلاف وناظر . وتولى الإعادة بنظامية بغداد وتولى التدريس بالمدرسة الثقفية بباب الأزج . ورتب على السبيل الذي أخرجه الإمام الناصر بطريق مكة وشكره الخاص والعام ؛ وولي الوكالة للإمام الناصر . وجرت أموره على السداد . وكان متديناً حسن البشر .
توفي فجاءة سنة ثمان عشر وست ماية .
القرطبي .
عبد الودود بن عبد القدوس كان في غاية الجمال . وهو من أهل قرطبة مدح الأفضل أمير الجيوش بشعر في غاية الجودة فاستراب في ذلك أمير الجيوش وقال له : ما اسمك ؟ فقال : عبد الودود ! .
فقال له الأفضل : له لحاظ مراض ! .
فقال الشاعر : بها تصاد الأسود ! .
فقال الأفضل : أحسنت ! .
والشعر لك ! .
وأحسن إليه .
خطيب جرجا