عبد الولي ابن أبي السرايا بن عبد السلام الأنصاري خطيب جرجا ؛ بجيمين والراء ساكنة ؛ قرية من أعمال الصعيد بمصر . كان فقيهاً شافعياً . كان خطيب جرجا وأحد عدولها . قال ياقوت في معجم البلدان أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد المكي ؛ قال ؛ أنشدني الخطيب عبد الولي لنفسه : .
لا تنكرن بعلوم السقم معرفتي ... فرب حامل علم وهو مجهول .
قد يقطع السيف مفلولاً مضاربه ... عند الجلاد وينبو وهو مصقول .
قلت : لا يلزم من كونه مصقولاً أن لا ينبو بل لو قال : وهو ماض لطبق المفصل فيه على المفصل لكنه ما ساعدته القافية . وأورد له بالسند المذكور : .
تأن إذا أردت النطق حتى ... تصيب بسهمه غرض البيان .
ولا تطلق لسانك ليس شيء ... أحق بطول سجن من لسان .
عبد الوهاب .
ابن الإمام العباسي .
عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس . ولد بالشراة من أرض البلقاء ؛ وولاه المنصور إمرة دمشق وفلسطين والصائفة فلم تحمد ولايته . وولاه أيضاً ما هدم الروم من حائط ملطية في سن أربعين وماية . ولما بلغ المنصور سوء سيرته كتب إليه يقول : إبعث إلي ابن أبي عبلة وابن مخمر الكناني فدعا بهما وغداهما وغلفهما بالغالية بيده وجهزهما إليه فلما دخلا عليه أكرمهما وسألهما عن سيرة عبد الوهاب فقال ابن أبي عبلة : قد قرأت العهود منذ زمن الوليد ابن عبد الملك فما رأيت عهداً أحسن من عهدك لابن أخيك غير أنه عمد إلى جميع ما أمرته به فاجتبنه وإلى جميع ما نهيته عنه فارتكبه ! .
وقال ابن مخمر الكناني : ترك ابن أخيك فلسطين مثل هذا الطائر ! .
وأخرج من كمه طائراً قد نتف ريشه ! .
فقال المنصور : ماله قبحه الله قد عزلته ! .
فاختاروا لأنفسكم فاختاروا العباس ابن محمد فولاه ؛ واستدعى عبد الوهاب فأهانه وشتمه وضربه بقضيب فأدمى وجهه .
وهو صاحب سويقة عبد الوهاب ببغداد وكان عظيم القدر ومات بالشام ؛ وجعل يقول لما احتضر ويحكم أمثل يموت ؟ ! .
وقيل مات وهو وال على دمشق سنة ثمان وخمسين وماية واستخلف ابنه إبراهيم بن عبد الوهاب .
قاضي الحران الحنبلي .
عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن جلبة . أبو الفتح الحنبلي الخراز . يقال إنه بغدادي . سكن حران وولي القضاء بها . وكان فقيهاً واعظاً . سمع الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان والحسن بن شهاب بن الحسن العكبري وأحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني وغيرهم . وحدث بحران .
واختار الله له الشهادة على يد ابن قريش العقيلي عند اضطراب أهل حران عليه لما أظهر سب السلف بها سنة ست وسبعين وأربع ماية .
أبو مسحل البدوي .
عبد الوهاب بن أحمد . أبو مسحل الأعرابي . أبو محمد . الهمذاني . حضر لبغداد من البادية . وكان في أيام الأصمعي . وأخذ النحو والقرآن عن الكسائي . وكان يروي عن علي بن المبارك أربعين ألف بيت شاهداً على النحو . وله مصنفات : منها : كتاب النوادر ؛ وكتاب الغريب . وأنشدني المرزباني له : .
ألا ليس من هذا المشيب طبيب ... وليس شباب بان عنك يؤوب .
لعمري لقد بان الشباب وإنني ... عليه لمحزون الفؤاد كئيب .
وليس على باكي الشباب ملامة ... ولو أنه شقت عليه جيوب .
أقول لضيف الشيب لما أناخ بي ... جزاؤك مني جفوة وقطوب .
حرام عليه أن ينالك عندنا ... كرامة بر أو يمسك طيب .
قال أبو بكر الصولي ؛ قال ثعلب ؛ حدثني أبو مسحل ؛ قال : كنت يوماً مع بعض ولد طاهر إذ ذكر شيئاً من التصريف فمر بنا الأصمعي فقال : من هذا الداخل في علمنا ؟ فقلت له : والله إنك لتعلم أن ذا ليس من علمك إنما علمك الشعر واللغة ! .
فقال : وهذا أيضاً ! .
فقلت له : فإن كان كما تزعم فابن من رأيت مثل وصاليات ككما يؤثفين ! .
فسكت .
أبو المغيرة ابن حزم .
عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم الأندلسي . أبو المغيرة . الكاتب وزير الأمير أبي الحكم منذر بن يحيى التجيبي الملقب بالمنصور صاحب سرقسطه والثغر الأعلى في أول أمره . ثم استوزره أحد ملوك قرطبة . وكان مقدماً في الأدب والبلاغة والشعر . وهو ابن عم الفقيه أبي محمد ابن حزم ووالد أبي الخطاب ؛ وأبو محمد خاله .
مات قريباً من سنة عشرين وأربع ماية