أطعت الهوى عكس القضية ليتني ... خلقت كبيراً وانتقلت إلى الصغر .
فزاد ابنه أبو الحسن علي : .
هنيئاً له أن لم يكن كابنه الذي ... أطاع الهوى في حالتيه وما اعتذر .
وكان عبد الملك بارع الخط .
القاهر ابن المعظم .
عبد الملك بن عيسى ابن أبي بكر بن أيوب الملك القاهر بهاء الدين ابن السلطان المعظم ابن الملك العادل .
ولد سنة اثنتين وعشرين وست ماية وتوفي سنة ست وسبعين وست ماية .
سمع من ابن اللتي وغيره وحدث . وكان حسن الأخلاق سليم الصدر يعاني زي الأعراب في مركبه ولباسه وخطابه ويتبادى . وكان بطلاً شجاعاً . قال قطب الدين اليونيني ؛ حدثني تاج الدين نوح ابن شيخ السلامية أن الأمير عز الدين أيدمر العلائي نائب صفد حدثه : قال : كان الظاهر مولعاً بالنجوم فأخبر أنه يموت في هذه السنة بالسم ملك فوجم لذلك وكان عنده حسد لمن يوصف بالشجاعة . ويذكر بالجميل وكان القاهر مع الظاهر نوبة الأبلستين وفعل أفاعيل عجيبة وبين يوم المصاف وتعجب الناس منه فحسده . وكان حصل للسلطان ندم لتورطه في بلاد الروم فحدثه القاهر بما فيه نوع إنكار عليه فأثر عنده فتخيل في ذهنه أنه إذا سمه كان هو الذي ذكره المنجمون فأحضره عنده يوم الخميس ثالث عشر المحرم لشرب القمز وجعل السقية في وريقة في جيبه وللسلطان ثلاث هنابات مختصة به كل هناب مع ساق فمن أكرمه السلطان ناوله هناباً منها فاتفق قيام القاهر ليبزل فجعل السلطات الوريقة في الهناب . وأمسكه بيده . وجاء القاهر فناوله الهناب فقبل الأرض وشربه وقام السلطان ليبزل فأخذ الساقي الهناب من يد القاهر وملأه على العادة ووقف وأتى السلطان فتناول الهناب وشربه وهو لا يشعر فلما شربه أفاق على نفسه وعلم أنه شرب من ذلك الهناب وفيه آثار السم فتخل وحصل له وعك وتمرض ومات . وأما القاهر فمات من الغد . ذكر العلائي أنه بلغه ذلك من مطلع على الأمور لا يشك في أخباره .
قاضي القضاة ابن درباس .
عبد الملك بن عيسى بن درباس بن فير بن جهم بن عبدوس . قاضي القضاة صدر الدين الماراني الشافعي .
ولد بنواحي الموصل سنة ست عشرة وخمس ماية . وتوفي سنة خمس وست ماية .
كان قاضي القضاة بالديار المصرية .
الأصمعي .
عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس الأصمعي البصري صاحب اللغة . كان إمام زمانه في اللغة . روى عن أبي عمرو بن العلاء وقرة بن خالد ومسعر بن كدام وابن عون ونافع ابن أبي نعيم وسليمان التيمي وشعبة . وبكار بن عبد العزيز ابن أبي بكرة وحماد بن سلمة وسلمة بن بلال وعمر ابن أبي زائدة وخلق . قال عمر بن شبة ؛ سمعته يقول حفظت ستة عشر ألف أرجوزة . وقال الشافعي : ما عبر أحد عن العرب بمثل عبارة الأصمعي . وقال ابن معين : لم يكن ممن يكذب وكان من أعلم الناس في فنه .
وقال أبو داود : صدوق ؛ وكان يتقي أن يفسر حديث رسول الله A كما يتقي أن يفسر القرآن . قيل لأبي نواس : قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد ؛ فقال : أما أبو عبيدة فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته . وكان بخيلاًً ويجمع أحاديث البخلاء . قال له أعرابي رآه يكتب : .
ما أنت إلا الحفظه ... تكتب لفظ اللفظه