وكان من دهائه أنه عمل المرتب الذي له في جملة المماليك السلطانية فقلت له في ذلك فقال : حتى لا يتعرض أحد من المستوفين ولا ممن يتكلم في عمل استيمار إليه ! .
وكان في الأصل يهودياً ثم أسلم في البلاد فلما جاءني الحكيم شمس الدين بن الأكفاني وقال لي الآن لما أسلم شمس الدين ! .
فقلت له : كيف ذلك وهو قديم الإسلام ؟ ! .
فقال : لأن المسلمين سلموا من يده ولسانه ! .
يعني بالفالج الذي حصل له . وأخبرني من لفظه العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي قال : اجتمع شمس الدين يوماً والأمير ناصر الدين ابن البابا وشجاع الدين الترجمان ونجم الدين قاسم بن مرداد فقال ناصر الدين : أخبرني هذا وأشار إلى أحد الإثنين فقال له شمس الدين : من هو هذا ؟ " إن البقر تشابه علينا " ! .
فقال شجاع الدين : مولانا ! .
من قال هذا الكلام ؟ فقال شمس الدين : الذين قال الله في حقهم : " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين " ! .
فقال شجاع الدين : مولانا شمس الدين ! .
حاشاك تقول هذا ! .
وإنما قال الله في حقهم : " وضربت عليهم الذلة والمسكنة " ... الآية ؛ أو كما قال . وشكوت إليه يوماً من بعض الكبار فقال لي : مولانا ! .
القواهر العلوية دائمة الفيض ممنوعة الحجب تقتص من الظالم للمظلوم ومن الحاكم للمحكوم .
التكريتي الكارمي .
عبد اللطيف بن الرشيد الربعي التكريتي الكارمي .
أخبرني الشيخ العلامة أثير الدين ؛ قال : كان المذكور شيخاً له مكارم وإحسان مقيماً بالإسكندرية ؛ أنشأ فيها مدرسة للشافعية ؛ وهو مقصد لمن يرد عليه من الفضلاء . وله نظم منه : .
ما للنياق عن الفراق تميل ... تهوى الحجاز وما إليه سبيل .
ذكرت لياليها المواضي بالحمى ... والوجد منها سابق ودليل .
واستنشقت عرف الخزام وشاقها ... ظل بأكناف الغوير ظليل .
عجباً لها تهوى النسيم تعللاً ... بنسيم رامة والنسيم عليل .
ترد النقيب وما تبل به صدى ... وتود لو أن العذيب بديل .
لله ليلتها وقد لاحت لها ... أعلام يثرب واستبان نخيل .
وبدا لها شعب الثنية فانثنت ... تهتز من طرب به وتميل .
يحدو لها حادي السرى مترنماً ... ما بعد طيبة للركاب مقيل .
يا سائق الوجناء عرج بالفضا ... فهناك عرب بالأراك نزول .
دار لعزة ما أعز جوارها ... وظلالها للوافدين نزول .
للنوق مرعاها البهيج وللعدى ... نقم تهيج وللجياد صهيل .
فإذا حللت فللظباء مراتع ... وإذا رحلت فللحمام هديل .
سراج الدين الكويك التاجر .
عبد اللطيف بن أحمد بن محمود . أبو الفرج . الإمام سراج الدين ابن الكويك كان فاضلاً جيد الذهن ذا عربية جيدة . رأيته غير مرة ونحن نحضر حلقة العلامة الشيخ أثير الدين أبي حيان وسمع بقراءتي قطعة من شعر الشيخ أثير الدين وكان حسن الشكل مليح الوجه .
وتوفي بأرض التكرور كهلاً سنة أربع وثلاثين وسبع ماية .
رأيت له ثلاثة أبيات من نظمه بخطه كتبها على مصنف وضعه العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي ؛ وقد أوردتها في ترجمة قاضي القضاة تقي الدين . وكان شافعي المذهب . قدم دمشق سنة عشر وسبع ماية وسمع بنت البطائحي وإسحاق الأسدي وابن مكتوم .
عبد المجيد .
أبو منصور الواعظ .
عبد المجيد بن زيدان أبو منصور الواعظ الزاهد البغدادي . كان رجلاً صالحاً يتكلم في علم الباطن . وكان سالمي المذهب . روى عنه أبو الوفاء علي ابن عقيل الفقيه .
وتوفي سنة خمسين وأربع ماية .
الأزدي المكي .
عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رواد الأزدي المكي مولى المهلب ابن أبي صفرة . وثقه ابن معين وأحمد . وقال أحمد : كان فيه غلو في الإرجاء .
وتوفي في حدود عشرة ومائتين .
وروى له الأربعة ومسلم متابعة .
الحافظ لدين الله