عبد العزيز بن عبد الله بن محمد أبو القاسم الداركي له وجوه في المذهب منها أنه قال : لا يجوز السلم في الدقيق وانتقى عليه الدار قطني . وقال ابن أبي الفوارس : كان يتهم بالاعتزال وكان فقيهاً إماماً قال أبو حامد الإسفراييني : ما رأيت افقه منه الداركي . وتوفي سنة خمس وسبعين وثلاث مائة .
وكان أبوه محدث أصبهان ودرس أبو القاسم الفقه بنيسابور ثم انتقل إلى بغداذ وأقام بها إلى أن مات وأخذ الفقه عن أبي إسحاق المروزي وأخذ عنه عامة شيوخ بغداذ وغيرهم من الآفاق وربما أفتى على خلاف مذهب الشافعي وأبي حنيفة فيقال له في ذلك فيقول : ويحكم حدث فلان عن فلان عن رسول الله A بكذا وكذا والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الإمامين .
الشاعر العباسي .
عبد العزيز بن عبد الرحيم بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب . قال الصولي : كان شاعراً محسناً مطيلاً مدح المتوكل . من شعره : الكامل .
طفقت تأمل حسن مشبهها ... فشككت أيهما هو البدر .
ثم انثنت بالدر تهمله ... فكأنه في نحرها تبر .
غراء آنسة تخال بها ... بهراً وليس بنهضها بهر .
ذنب الرواد أنها ثقلت ... فبهرتها إذ خانها الخصر .
قال العباس ابنه : كنت مع أبي بسر من رأى فدفع إلي هذه الأبيات وقال لي : سل ابن السكيت عن البيت الثاني ؟ فسألته عنه فقال : هذه جارية مضمخة النحر بالخلوق بكت فتلون الدمع في نحرها بالخلوق فصار كالذهب . فعرفت أبي ذاك فقال : صدق .
ابن قرناص الحموي .
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أحمد بن هبة الله أبو بكر بن قرناص الحموي . حدث بشيء من شعره وتوفي سنة أربع وخمسين وست مائة .
عبد العزيز بن عبد الرحمن الناصر .
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ابن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني هو ابن الناصر عبد الرحمن صاحب الأندلس وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه عبد الله في مكانيهما .
كان المذكور أديباً شاعراً حنفي المذهب له شعر عراقي المشرع نجدي المنزع وكان مغرماً بالنبيذ والغناء فترك النبيذ لبغض أخيه في النبيذ فقال أخوه المستنصر : لو ترك الغناء لكمل سروري فقال : والله لا تركته حتى تترك الطيور تغريدها ثم قال : الخفيف .
أنا في صحة وجاه ونعمى ... هي تدعو للذة الألحان .
وكذا الطير في الحدائق تشدو ... للذي سر نفسه بالعيان .
ومن شعره : الرمل .
زارني من همت في سحرا ... يتهادى كنسيم السحر .
اقبس الصبح ضياء نوره ... فأضا والفجر لم ينفجر .
واستعار الروض منه نفحة ... بثها بين الصبا والزهر .
أيها الطالع بدراً زاهراً ... لا حللت الدهر إلا بصري .
الصقلي .
عبد العزيز بن عبد الرحمن الصقلي أخو علي بن عبد الرحمن وسيأتي ذكره في موضعه . أورد أمية بن أبي الصلت في الحديقة لعبد العزيز قوله : الكامل .
من ذا يدل على الطريق إلى الكرى ... فعسى خيال أحبتي يلقاني .
لو لم تفض عبرات عيني حسرة ... فاضت عليك النفس من أجفاني .
ليت الذي خلق الهوى قسم الهوى ... فسقاك بالكأس الذي أسقاني .
عز الدين بن عبد السلام .
عبد العزيز بن عبيد السلام بن أبي القاسم بن الحسن شيخ الإسلام وبقية الأعلام الشيخ عز الدين أبو محمد السلمي الدمشقي الشافعي . ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمس مائة وتوفي سنة ستين وست مائة . حضر أبا الحسين احمد بن الموازيني والخشوعي وسمع عبد اللطيف بن إسماعيل الصوفي والقاسم بن عساكر وابن طبرزد وحنبل المكبر وابن الحرستاني وغيرهم . وخرج له الدمياطي أربعين حديثاً عوالي . روى عنه الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد والدمياطي وأبو الحسين اليونيني وغيرهم وتفقه على الإمام فخر الدين ابن عساكر وقرأ الأصول والعربية ودرس وأفتى وصنف وبرع في المذهب وبلغ رتبة الاجتهاد وقصده الطلبة من البلاد وتخرج به أئمة وله الفتاوى السديدة