وإن أتيت ثنيات الوداع قفي ... واقري التحية عني سيد البشر .
وبلغي أن عيشي دون رؤيته ... لا يستلذ ولا يصفو من الكدر .
أنوي نهوضاً وأيدي الدهر تقعدني ... من ذا يطيق عناداً سطوة القدر .
لو أستطيع انقياداً جئت معتمداً ... على جفوني على رأسي على بصري .
ولو بقدر اشتياقي كنت مغتدياً ... لكنت أسحب أجفاني على الإبر .
ولو جعلت على خد مسيرهم ... أعني المطي لكان الفخر في سفري .
طوبى لأنيق ركب حثها سحراً ... حادي الرحيل يفد البيد بالسفر .
تمد أعناقها والسير يقلقها ... شوقاً إلى طلعة المختار من مضر .
ونقلت من خطه موشحة من نظمه وهي : المتقارب .
تجلى حبيبي ونادانيه ... وأغصان وصلي به دانية .
تجلى علينا وكاس العقار .
تدار وقد طاب خلع العذار .
فقال وقد جل ثوب الوقار .
ردوا واشربوا الصرف من كأسيه ... فأنوار صفوتها كاسيه .
مدام من الدر ... قد عتقت .
وفي حانة الذكر ... قد روقت .
بها ظلمة الكون ... قد أشرقت .
بدت في الدجا فاهتدى ساريه ... بها عمر صاح يا ساريه .
تجلت لآدم يوم اسجدوا .
فشاهد ما لم يكن يشهدوا .
أردوا نهوضاً فقيل اقعدوا .
فما يعرف العز أو صافيه ... على كدر الكأس أو صافيه .
بها نوح من قبل أوصى بها .
وصابر لوعة صابها .
فقم نجتني الشهد من أوصابها .
عسى أن أفوز بأغراضيه ... مع الحب في عيشة راضيه .
إلى حانها كان سعي الخليل .
ولاح لموسى عليها دليل .
فقال : قفوا وامكثوا لي قليل .
فقد لاح لي لمعة باهية ... ولم أدر من نشوتي ماهيه .
فلما اجتلاها نبي الهدى .
وشاهد خمارها إذ بدا .
وقال وقد قال عنه الردى .
وقف عند ساحة أبوابيه ... ودع ما حييت لاحبابيه .
سألتك يا ساقي القرقف .
تعطف على عبدك المسرف .
على غير بابك لم يوقف .
شهدت حبيبي وأوحى ليه ... دعوني فما حالكم حاليه .
فناداه خمارها يا كليم .
أنا الله فاسمع خطاب الكريم .
ولا تقربوا ثم مال اليتيم .
ولا تخزني عند أعماليه ... فهن وحقك أعمى ليه .
قلت : شعر متوسط .
ابن اللمغاني .
عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن بن اللمغاني أبو محمد البغداذي . كان حنفي المذهب يدرس بمدرسة زيرك بسوق العبيد وناب في الحكم عن قاضي القضاة أبي طالب بن البخاري في ولايته الأولى ثم عن قاضي القضاة علي بن عبد الله بن سلمان . وكان فاضلاً متديناً حسن الأخلاق متواضعاً . وتوفي سنة خمس وست مائة C تعالى .
الملائي .
عبد السلام بن حرب الملائي كوفي أصله من البصرة كان شريكاً لأبي نعيم في بيع الملائي . توفي سنة سبع وثمانين ومائة وروى له البخاري والأربعة .
ابن الطوير القيسراني .
عبد السلام بن الحسن بن عبد السلام بن أحمد القاضي المرتضى أبو محمد الفهري القيسراني ثم المصري الكاتب المعروف بابن الطوير . خدم في دولة خلفاء مصر ثم خدم في الدولة الصلاحية وله شعر وكتابة حسنة . توفي سنة سبع عشرة وست مائة عن اثنتين وتسعين سنة وسبعة وعشرين يوماً عن ذهن حاضر وكتابة جيدة . وهو القائل : الرجز المجزوء .
بالله ربي ثقتي ... دخلت عشر المئة .
تسعون عاماً كملت ... في النصف من ذي الحجة .
ممتعاً بناظري ... ومسمعي وقوتي .
وإنني أطمع أن ... تغفر لي خطيئتي .
أبو الخطاب الحريري .
عبد السلام بن الحسن بن علي بن عون أبو الخطاب الحريري توفي سنة سبع وست مائة وكان معتزلياً على مذهب البغداذيين . ومن شعره : البسيط .
ليل المحبين مطوي جوانبه ... مشمر الذيل منسوب إلى القصر