أثار كمين الشوق أنك صادح ... وإن كان لا يدري مرادك سامع .
كأن نسيماً للشمال وللصبا ... نسيب الصبا طيباً إذا الشمل جامع .
وإذ ليس سر للمسرة ذائع ... وليس ذمام بالمذمة ضائع .
قلت : شعر جيد .
ابن الفوطي .
عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصابوني الشيخ الإمام المحدث المؤرخ العلامة الإخباري النسابة الفيلسوف الأديب كمال الدين الشيباني البغداذي ابن الفوطي صاحب التصانيف ولد سنة اثنتين وأربعين وست مائة وتوفي سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة .
قال الشيخ شمس الدين : أفردت له ترجمة في جزء ذكر أنه من ولد معن بن زائدة الأمير أسر في كائنة بغداذ ثم صار للنصير الطوسي سنة ستين فاشتغل عليه بعلوم الأوائل وبالآداب وبالنظم والنثر ومهر في التاريخ وله يد بيضاء في ترصيع التراجم وذهن سيال وقلم سريع وخط بديع إلى الغاية قيل إنه يكتب من ذلك الخط الفائق الرائق أربع كراريس ويكتب وهو نائم على ظهره وله بصر بالمنطق وفنون الحكمة . باشر كتب خزانة الرصد أزيد من عشرة أعوام بمراغة ولهج بالتاريخ واطلع على كتب نفيسة ثم تحول إلى بغداذ وصار خازن كتب المستنصرية فأكب على التصنيف وسود تاريخاً كبيراً جداً وآخر دونه سماه مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب في خمسين مجلداً عشرون كراساً وألف كتاب درر الأصادف في غرر الأوصاف مرتب على وضع الوجود من المبدإ إلى المعاد يكون عشرين مجلداً وكتاب تلقيح الأفهام في المختلف والمؤتلف مجدولاً والتاريخ على الحوادث من آدم إلى خراب بغداذ والدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة . قال : ومشائخي الذين أروي عنهم ينيفون على الخمس مائة شيخ منهم : الصاحب محيي الدين بن الجوزي والأمير مبارك بن المستعصم بالله حدثنا عن أبيه بمراغة . وخلف ولدين وله شعر كثير بالعربي والعجمي وكتب الشيخ شمس الدين مروياته .
عبد الرشيد .
صاحب غزنة .
عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة تملك بعد موت ابن أخيه نحو ثلاثة أعوام وكان مقدم جيشه طغرل أحد الأبطال فتح فتوحاً وحدث نفسه بالملك فأحسن به عبد الرشيد فالتجأ إلى القلعة وتحصن فعمل عليه نواب القلعة وأسلموه إلى طغرل فقتله وتملك ثم قتله بعض الأمراء ولم يمهله الله . وكانت قتلة عبد الرشيد في سنة أربع وأربعين وأربع مائة . وسيأتي ذكر والده في حرف الميم إن شاء الله تعالى . وتولى عبد الرشيد الملك في سابع عشرين شعبان سنة إحدى وأربعين وأربع مائة وقد تقدم ذكر طغرل في مكانه في حرف الطاء فليكشف من هذاك أوضح من هذا .
عبد الساتر .
عبد الساتر بن عبد الحميد الحنبلي .
عبد الساتر بن عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي بن وحيش الشيخ الفقيه الصالح تقي الدين ابن الفقيه أبي محمد المقدسي الحنبلي الصالحي . توفي بالجبل سنة تسع وسبعين وست مائة وقد نيف على السبعين . قرأ القرآن على أبيه وتفقه على التقي ابن العز ومهر في المذهب وسمع من الشيخ الموفق وموسى بن الشيخ عبد القادر والقزويني وابن راجح وقل من سمع منه لأنه كان فيه زاعرة ومنابذة للمتكلمين وله مصنف في الصفات . وكان حنبلياً خشناً متحرقاً على الأشاعرة قال له بعض المتكلمين : أنت تقول أن الله استوى على العرش فقال : لا ما قلته ولكن الله قاله والرسول عليه السلام بلغه وأنا صدقت وأنت كذبت .
عبد السلام .
عز الدين النابلسي .
عبد السلام بن أحمد بن غانم بن علي عز الدين الواعظ النابلسي . قدم دمشق ووعظ بها وأعجب الناس كلامه وله نظم وكلام حسن . كان جده من سادات الشيوخ وتوفي بالقاهرة في شوال سنة ثمان وسبعين وست مائة . وله كتاب تفليس إبليس وكتاب الأطيار والأزهار وحل الرموز في فتح الكنوز والفتوح الغيبية في الأسرار القلبية . ومن شعره يمدح سيدنا رسول الله A : البسيط .
يا بسمة الريح بثي أطيب الخبر ... وعللينا بريا نشرك العطر .
وحدثي عن ربا وادي العقيق وعن ... أهل الفريق فكم في ذاك من غرر .
فإنني بعد إيناسي بقربهم ... قد صرت أقنع بعد العين بالأثر