مسحة للجمال مسح بركني ... ها وخد له الشقيق شقيق .
وكأن الخال الذي لاح في لج ... ة خديه وهو طاف غريق .
طابق الحسن فيه فهو إذا يش ... عر فيه التجنيس والتطبيق .
مردف الردف وهو مختصر الخص ... ر فذا مفعم وهذا دقيق .
فاتك الطرف باتك الظرف عمداً ... وهو في كل حالة معشوق .
يا خليلي إن العدو كثير ... فاحذرنه وأين أين الصديق .
والرفيق الذي يؤمل منه ال ... رفق قاس فما رفيق رفيق .
وبسوق الهوان يبتذل الفض ... ل فما للفروع فيه بسوق .
فسد الناس والزمان ولا ب ... د بحق أن يخلق المخلوق .
فالكريم الذي يغيث يغوث ... واللئيم الذي يعق يعوق .
غير أن الملك المعظم فرد ... فاق فضلاً وخصه التوفيق .
قلت : شعر جيد . وقد تقدم ذكر ولده كمال الدين إبراهيم في مكانه . ولجمال الدين عبد الرحيم المذكور كتاب معالم الكتابة في صناعة الإنشاء وكان قد رمي من ابن عنين بالداء العضال فإنه هجاه مرات منها قوله : مجزوء الكامل .
الله يعلم يا ابن شي ... ث ما حصلت من الكتابه .
إلا على الداء الذي ... خصت به تلك العصابه .
وقوله أيضاً : الكامل .
أنا وابن شيث والرشيد ثلاثة ... لا يرتجى فينا لخلق فائده .
من كل من قصرت يداه عن الندى ... يوم الندى وتطول عند المائده .
فكأننا واو بعمرو ألحقت ... أو إصبع بين الأصابع زائده .
وقوله مصحفاً : الوافر .
محال أن تجد في الخلق شخصاً ... عريق الأصل ممتدحاً كريما .
وإن أنكرت ما قد قلت فيهم ... فميز أين شئت تجد لئيما .
ومن شعر ابن شيث أيضاً قوله : الرجز المجزوء .
وشمعة في المنجني ... ق وهي فيه تشرق .
كأنها من تحته ... شمس علاها شفق .
وقوله أيضا : الكامل .
وأنيسة باتت تساهر مقلتي ... تبكي وتوري فعل صب عاشق .
سرقت دموعي والتهاب جوانحي ... فغدا لها بالقط قطع السارق .
الدخوار الطبيب .
عبد الرحيم بن علي بن حامد الشيخ مهذب الدين الطبيب الدخوار شيخ الأطباء ورئيسهم بدمشق . وقف داره بالصاغة العتيقة مدرسة طب ومولده سنة خمس وستين وخمس مائة وتوفي في صفر سنة سبع وعشرين وست مائة ودفن بتربته في قاسيون فوق الميطور .
وكان أعرج روى عنه القوصي وغيره شعراً وتخرج به جماعة كبيرة من الأطباء وصنف كتباً منها : كتاب الجنينة واختصار الحاوي ومقالة في الاستفراغ وتعاليق ومسائل في الطب وشكوك وأجوبة ورد على شرح ابن أبي صادق لمسائل حنين ورسالة يرد فيها على يوسف الإسرائيلي في ترتيب الأغذية اللطيفة والكثيفة في أولها . ونسخ كتباً كثيرة بخطه المنسوب أكثر من مائة مجلد في الطب واختصر الأغاني الكبير وقرأ العربية على تاج الدين الكندي وقرأ الطب على الرضي الرجبي ثم لازم ابن المطران ثم أخذ عن الفخر المارديني وخدم العادل ولازم ابن شكر وكانت جامكيته جامكية الموفق عبد العزيز فإنه نزل عليها بعده مائة دينار صوري في الشهر . وحصل له من العادل في مرضه سبعة آلاف دينار مصرية ومرض الكامل فحصل له من جهته اثنا عشر ألف دينار وأربع عشرة بغلة بأطواق ذهب والخلع الأطلس وغير ذلك . وولاه السلطان الكبير في ذلك الوقت رئاسة الأطباء بمصر والشام .
وكان خبيراً بكل ما يقرأ عليه ولازم السيف الآمدي وحصل معظم مصنفاته ثم نظر في الهيئة والنجوم ثم طلبه الأشرف فتوجه إليه وأقطعه ما يغل في السنة ألف وخمس مائة دينار ثم عرض له ثقل في لسانه واسترخاء فجاء إلى دمشق لما ملكها الأشرف فولاه رئاسة الطب بها وجعل له مجلساً ليدرس الصنعة وزاد ثقل لسانه حتى إنه لم يفهم كلامه وكان الجماعة يبحثون بين يديه ويجيب هو وربما كتب لهم ما يشكل في اللوح واجتهد في علاج نفسه واستفرغ بدنه مرات واستعمل المعاجين الحارة فعرضت له حمى قوية فأضعفت قوته وظهرت به أمراض كثيرة وأسكت ستة أشهر وسالت عينه