وراحتي في عذابي ... فلو مضى ذاك عني .
لاشتاق قلبي لما بي ... فهل علمتم بأني .
أمسيت أحمل مقلةمن المنام مقلةلو زارها الطيف اعورنوم يكون محله .
مزجت منه كؤوساً ... تجلو الدجى بشعاع .
إذا تجلت شموساً ... وقام للهو داع .
فالروض يجلي عروساً ... قد سورت لشجاع .
أشجارها مثل كلهفالروض مطرح بذلهله من النهر فروزفانظر إلى صفة الله .
قد جدد الله سعداً ... للملك من آل سعد .
بأنفس الخلق تفدى ... وإن أبوا كنت وحدي .
سيوفه ليس تصدى ... ولا تقر بغمد .
ما زال دون المظلةيجلو الخطوب المظلةفنونها قد تطرزبالنصر مذ سل نصله .
تثني عليه الأسنة ... بما يقول ويفعل .
وجه يجلي الدجنة ... في كفه النار تشعل .
في نظرة منه حملهعلى الجيوش المطلةبجيش رأى مجهزيربى على ألف بغله .
وغادة بنت عنها ... فأضمرت لي وحشه .
من غادة ذاك منها ... شدت للدمع رشه .
بلوعة لم تبنها ... لولا تعرض دهشه .
كم بات عصفور نخلهمع العصافير جملهوبات قلبي مفرزوحدي وما بث مثله .
جمال الدين بن شيث .
عبد الرحيم بن علي بن الحسين بن شيث القاضي الرئيس جمال الدين الأموي الإسنوي القوصي صاحب ديوان الإنشاء للملك المعظم عيسى . ولد بإسنا سنة سبع وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة خمس وعشرين وست مائة . ونشأ بقوص وتفنن بها وبرع في الأدب والعلم وكان ورعاً ديناً خيراً حسن النظم والنثر ولي الديوان القوصي ثم بالإسكندرية ثم بالقدس ثم ولي كتابة الإنشاء للمعظم وكان يوصف بالمروءة وقضاء الحاجة وتوفي بدمشق ودفن بتربته بقاسيون وكانت بينه وبين المعظم مداعبات . كتب له مرة رقعة أنه فارق المعظم ودخل منزله فطالبه أهله بما حصل له من بره فقال لهم : ما أعطاني شيئاً فقاموا إليه بالخفاف وصفعوه وكتب بعد ذلك : الكامل .
وتخالفت بيض الأكف كأنها ال ... تصفيق عند مجامع الأعراس .
وتطابقت سود الخفاف كأنها ... وقع المطارق من يد النحاس .
فرمى المعظم الرقعة إلى فخر القضاة ابن بصاقة وقال : أجبه عنها فكتب إليه نثراً وفي آخره : الكامل .
فاصبر على أخلاقهن ولا تكن ... متخلقاً إلا بخلق الناس .
واعلم إذا اختلفت عليك بأنه ... ما في وقوفك ساعة من باس .
ومن شعره : الخفيف .
ما لقلبي إلى السلو طريق ... أنا من سكرة الهوى لا أفيق .
ضحكوا يوم بينهم وبكينا ... فتراءت سحائب وبروق .
لو ترانا وللمطالب إخفا ... قٌ إليهم وللقلوب خفوق .
لرأيت الدليل حيران منا ... كلما لاح الهلال شروق .
وسهام اللحاظ قد فوقت لي ... فلها كلما ومقت مروق .
لست أدري إذ ضرم اللثم وجدي ... أحريق رشفته أم رحيق .
ليدعني أولو الرشاد وعي ... ليس يدري ما بالأسير الطليق .
أقفرت دار من أحب وكم ور ... قاء كانت بها وغصن وريق .
وهفا ثوبها الصفيق وللر ... يح عليها من حسرة تصفيق .
دار الهوى وللهوى في مغاني ... ها عروق تنمى ووجد عريق .
أي روح وفت هناك لجسم ... عندما فارق الديار الغريق .
أشبهتني تلك الديار فجسمي ... دار مي ودمع عيني العقيق .
وكأن الثياب لفظ وجسمي ... فيه معنى من المعمى دقيق .
ورشيق القوام يرشق باللح ... ظ ولا يستقل منه الرشيق .
لحظه قاطع وما فارق الجف ... ن وفي جفنه عن السيف ضيق .
مشقت نون حاجبيه فأبدى ... ألف الحسن قده الممشوق .
ولماه في صدغه لامه وال ... ميم فوه والرق منه الريق .
فغدا خط حسنه وهو منشو ... ر وأخلاقه عليه خلوق .
أحدق الحسن بالحدائق من خد ... يه لما آذاهما التحريق