ومنه : كتب المجلس روح وأتاح فريه ولا برحت أقلامه سلاح أوليائه على الزمن إذا خافوا حربه تؤنس راجيها وتؤنس مجاريها وتخضب بها السمع ويتظاهر بها النفع لولا أنها تغير علينا شيمنا فتخلق فيها الحسد وتشد أيدينا إذا تعاطينا المجاراة بحبل من مسد .
ومنه : وسيدنا ما بعد بيانه بيان وبين فكيه سيف وبين فكي كل إنسان لسان فقولي يا أقلامه فقد خرست في الغمود المناصل وتبختري يا تغلب ابنة وائل فقد أعطى التقدمة من البلغاء وهم صاغرون وأفلح المعترف بفضله وقد علم : " أنه لا يفلح الكافرون " .
ومنه : ولكن اعتزل الناس السماك الأعزل وارتفع أهل الدرج العليا وانخفض أهل الدرك الأسفل وضيع الناس السهام وأصبت أنت بواحدها المقتل فأنت الرامي وغيرك الرائم وأنت الحامي وغيرك الحائم وحروفك الأزهار وكتبك الكمائم وقلمك الساقي وخاطرك الغمائم وبقولك يضن ويغالي وإذا قلت : يا خيل الأقلام اركبي ملأت الأرض تصهالاً وصيالاً ونفرت إليك المعاني خفافاً وثقالاً وأذنت فيها بالحج فأتت ضمائر على كل ضامر ورجالاً وأنت الحاضر والغيث الحضور وأنت السيد وغيرك الحصور والأسماع إلى ما تقول في دمشق صور ولو قدحت الماء لاستطار شراراً ولو أجرت ورد الخد لكنت له من بنفسج العذار جاراً .
ومنه : ووقفت على الميمية فأطاف به منها الطوفان وحياه منها الروح والريحان وهي مما أملاه ملك إن كان يملي الأشعار شيطان . وعجبت لاطراد تلك القوافي ورأيت الشعراء أتت بما ألفت في ضيق الأودية وخاطره وقلمه أتيا بما ألفيا في الفيافي وكل بيت منها بديوان كما أن قائلها إنسان يعد بألف إنسان كما أن قلمه قصير فما جدع أنفه إلا ليأخذ ثأر القلم من السنان .
ومنه : وارتحت لما امتحت على بعد أرضي من غمامه وداويت القلب الدوي من آلامه بلمامه وأعاد علي زمن رامة كما هو بآرامه وأطلع علي مطالع الأهلة وما الأهلة وهل هي إلا قلامة أقلامه .
ومن كلامه : وأنتم يا بني أيوب لو ملكتم الدهر لأمطيتم لياليه أداهم وقلدتم أيامه صوارم ووهبتم شموسه وأقماره دنانير ودراهم وأيامكم أعراس وما تم فيها على الأموال مآتم والجود في أيديكم خاتم ونفس حاتم في نقش تلك الخاتم .
ومنه : ونزلنا قلعة كوكب وهي نجم في سحاب وعقاب في عقاب وهامة لها الغمامة عمامة وأنملة إذا خضبها الأصيل كان الهلال لها قلامة .
ومنه : والفضل والفصل اللذين وردا بالإسهاب والإيجاز والجميل المخلد الذكر فإنه تنجيز وعد الخلود وإن جاز فيه إنجاز .
ومنه : وعرفت الإنعام بالخلع ومن تكفل في مواقف المناظرة بطي لسانها تكفلت له المملكة بأن يزهى بطيلسانها وأحلته من سواد الخلع في خلعة إنسانها .
ومنه : واطلعت شرف الأربعين وما تركت سرف العشرين وقلت للنفس إنساني نيسان ما تشرين لتشرين .
ومنه : وأوحشني قوله : إني بعثت بالكتاب مستأذناً وكيف يرى في معشر طلبته بالحقوق لأستاذنا .
وأما شعره فكثير وتقدم التنبيه عليه وكله قصائد مطولة ومعانيه معاني الكتاب لا معاني الشعراء فلذلك قل دوره على الألسنة . ومن شعره ما هو مشهور : السريع .
بتنا على حال يسر الهوى ... وربما لا يحسن الشرح .
بوابنا الليل فقلنا له ... إن نمت عنا هجم الصبح .
ومنه : الكامل .
بالله قل للنيل عني : إنني ... لم أشف من ماء الفرات غليلا .
وسل الفؤاد فإنه لي شاهد ... إن كان جفني بالدموع بخيلا .
يا قلب كم خلفت ثم بثينة ... وأعيذ صبرك أن يكون جميلا .
ومنه : البسيط .
وكيف أحسب ما يعطي العفاة وما ... حسبت الذي ما زال يعطيني .
الكتب تشكره عنا ولا عجب ... ما تشكر السحب إلا بالبساتين .
ومنه : الكامل .
للناس أغصان وقد يجنونها ... وعلقت غصناً دونها وجنان .
ويد النسيم كريمة عندي بما ... شرع التعانق في غصون البان .
وعلى الأحبة من عداهم رقبة ... وعلى الحمائم رقبة الأغصان .
والريح تحت الطير تجري خيلها ... والطير يمسك غصنه بعنان .
ويهزني كالغصن خمر غنائه ... فأقول هل غناه أو غناني .
ومنه : المتقارب