وأغيد لما رجا عتبنا ... تبدى على الخد منه شفق .
صفا فوق خديه خمر الصبا ... فكان الحباب عليه العرق .
إلى الله أشكو فكم حادث ... طرا في هواه وخطب طرق .
ضعيفين من جفنه والوداد ... فليت الضعيف لضعفي رق .
وصعبين من لوعتي والوصال ... فلا تلك هانت ولا ذا اتفق .
وماءين من وجهه والعيون ... وهذا أقام وذاك اندفق .
ونارين في خده والقلوب ... سناها لغيري وعندي الحرق .
ومنه : البسيط كم بت أسري على ظهر الكؤوس إلى أن أصبح الدن في آثارها طللا .
فاسأله لا تسأل الأطلال حادثه ... فالدن من أنطق الأطلال أن يسلا .
أما الشباب فأبكاني برحلته ... فقال : إن كنت تنعي فابك من رحلا .
فقلت : هل بعدك الأيام واسعة ... أو لا فقد جاءني ما ضيق السبلا .
ومنه من وصف قصيدة : الطويل .
يد الجود عندي من يديك عظيمة ... وأعظم منها عندي الحمد والشكر .
ومجلسك الأعلى المطهر مسجد ... فما قلت خذها خيفة أنها خمر .
ومنه : الكامل المجزوء .
والمدن إن رجع المسا ... فر أو إذا خرج المسافر .
ما استقبلته وودعت ... ه المدن إلا بالمقابر .
ومنه : الطويل .
فلا تمكن الأيام من أن تمسني ... فمهما تمس الحر مسته بالضر .
وأنت بحمد الله أعدل حاكم ... فلا ترفعن الحجر عن سفه الدهر .
ومنه : الطويل .
وما ألسن الراوين إلا صوارم ... كما أن أعراض اللئام رقاب .
فلا تنكروا الأنفاس فهي دماؤهم ... ولا تنكروا الأقلام فهي حراب .
ومنه : الطويل .
تلق ضياء الصبح فهو أرايحي ... وشم نسيم الروض فهو سلامي .
وإن زاد ماء النيل فهو مدامعي ... وإن هاج وقد القيظ فهو ضرامي .
ومنه في وصف الخمر : الطويل .
لها منن تصفو على الشرف أربع ... وواحدة لولا سماحتها تكفي .
سرور إلى قلب وتبر إلى يد ... ونور إلى عين وعطر إلى أنف .
ولما رأينا ياسمين حبابها ... مددنا يمين القطف قبل يد الرشف .
ومنه : الكامل .
من لي بوجهك والشباب وثروة ... والأمن من دهري ومن أبنائه .
ويح المحب وقلبه وحبيبه ... ورقيبه والدهر من أعدائه .
ويموت بالداء الذي في قلبه ... ويخاف من علم الطبيب بدائه .
وعذوله وكفاه هم عذوله ... والموت منه ومن تفلسف رائه .
جرى عنده يوماً ذكر حب الصغير فإن القلب للضيق ربما ضاق عنه فارتجل في الحال وقال : السريع .
طفل كفاه القلب داراً له ... كأنما القلب له قالب .
كيوسف الحسن وقلبي له ... سجن وما ثم له صاحب .
أصبح والقلب لباس له ... لا قاصر عنه ولا ساحب .
وهو كعيني وهو إنسانها ... وهي له من خارج حاجب .
ومن شعره : السريع .
يبش من هون لأقدارهم ... والسيف في الروع يرى هشاً .
كأنما أسيافه في الوغى ... طير ترى الهام لها عشا .
ومنه : الخفيف .
عللوني عن الشآم بذكرى ... أن قلبي إليه بالأشواق .
مثلته الذكرى لسمعي كأني ... أتمشى هناك بالأحداق .
قلت : هو من قول الشريف الرضي : الخفيف .
فاتني أن أرى الديار بعيني فعلي أرى الديار بسمعي .
وهذان البيتان غريبان من القاضي الفاضل فإنه ما كان يؤثر الشام ولا يحبه وله في نثره عجائب من ذم دمشق لكن هذا المعنى من معانيه وهذا النفس من أنفاسه . ومنه : الطويل .
أفيكم لهذا الحسن بالله منكر ... فإن كان فالأعمى الذي ليس يبصر .
تودي إلى قلب الفتى نغماته ... هوى غير ما كانت به العين تشعر .
هي الكأس ما دارت بكف على فم ... فبالسمع نسقاها وبالقلب نسكر .
فيا لك من در من اللفظ مقتنى ... ويا لك من خمر من اللحظ تعصر