وكان قليل المثل وفيه ديانة وتعبد أجاز للشيخ شمس الدين مروياته وروى عنه ابن العطار وابن الخباز وابن تيمية والمزي والبرزالي وخلق .
أبو عامر القيسي .
عبد الرحمن العقدي أبو عامر القيسي من حفاظ أهل البصرة توفي سنة خمس ومائتين وروى له الجماعة .
البيلماني الشاعر .
عبد الرحمن البيلماني الشاعر روى عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وابن عباس وعمرو بن عنبسة وابن عمر وغيرهم وتوفي في حدود المائة وروى له الأربعة . ومن شعره .
عبد الرحمن الشيخ رسول أحمد بن هولاكو .
عبد الرحمن الشيخ رسول الملك أحمد بن هولاكو . كن من مماليك الخليفة المستعصم وكان اسمه قراجا فلما أخذت بغداذ تزهد واتصل بالملك أحمد وعظم عنده إلى أن كان ينزل إلى زيارته وإذا شاهده ترجل وقبل يده وامتثل جميع ما يأمره به فأشار عليه أن يتفق مع الملك المنصور فندبه لذلك وسير في خدمته جماعة كثيرة من المغل فحضر إلى دمشق في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وست مائة وأقام بمن معه في دار رضوان ورتب لهم من الإقامات ما لا مزيد عليه وقدم السلطان الشام فعند وصوله بلغه قتل أحمد وتملك أرغون فاستحضر الشيخ عبد الرحمن ليلاً بالقلعة وسمع رسالته ثم أخبره بقتل مرسله وعاد السلطان إلى مصر وبقي عبد الرحمن ومن معه معتقلين بالقلعة واختصر أكثر تلك الرواتب فلما كان في آخر شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وست مائة توفي الشيخ عبد الرحمن ودفن بسفح قاسيون وقد نيف على الستين وبقي من معه على حالهم وتطاول بهم الاعتقال وضاق بهم الحال في المطعم والملبس فنظم النجم يحيى شعراً وبعث به إلى ملك الأمراء حسام الدين لاجين منه : الكامل .
أولى بسجنك أن يحيط وتقتفي ... صيد الملوك وأفخر العظماء .
ما قدر فراش وحداد ونق ... اط وخربندا إلى سقاء .
خدموا رسولاً ما لهم علم بما ... يخفى وما يبدي من الأشياء .
لم يتبعوا الشيخ الرسول ديانة ... وطلاب علم واغتنام دعاء .
بل رغبة في نيل ما يتصدق ال ... سلطان من كرم وفيض عطاء .
ويؤملون فواضلاً تأتيه من ... لحم وفاكهة ومن حلواء .
تفروا من الكفار والتجأوا إلى ال ... إسلام واتبعوا سبيل نجاء .
فيقابلون بطول سجن دائم ... وتحسر ومجاعة وعناء .
أخبارهم مقطوعة فكأنهم ... موتى وهم في صورة الأحياء .
إن كان خيراً قد مضى أو كان ش ... راً قد أمنت عواقب الأسواء .
وإذا قطعت الرأس من بشر فلا ... تحفل بما يبقى من الأعضاء .
فلما وقف عليها أطلق أكثرهم وبقي منهم ثلاثة قيل إن صاحب ماردين أشار بإبقائهم في الاعتقال . وكانت مقاصد الشيخ عبد الرحمن جيدة وباطنه وظاهره منصرف إلى نصرة الإسلام واجتماع الكلمة وله سفرات عديدة إلى مصر والشام والحجاز . ولما قدم في الرسلية كانوا يسيرون به في الليل وينزلون به في النهار .
قال الشيخ شمس الدين : وكان يعرف السحر والسيمياء . رأيت في تاريخ أنه كان رومياً من فراشي السدة وأخذ من الدور وقت الكائنة جوهراً نفيساً وأسر فسلم له الجوهر ثم صار من فراشي القان ثم تزهد وتنمش وطمر الجوهر وصار إلى الموصل فاتصل بعز الدين أيبك أحد نواب القان وكان مهوساً بالكيمياء فربطه وصار معه إلى أبغا ودخل إليه فقال : رأيت في النوم في مكان كذا وكذا جوهراً مدفوناً فبعث معه جماعة فقال لهم : احفروا هنا فوجدوا ذلك فخضع له أبغا ثم ربطه بأمر الجن . ثم إنه عمل خاتمين نفيسين على هيئة واحدة فأظهر الواحد وأعطاه لأبغا ففرح والشعبذة به فقال له : إن رميته في البحر أنا أخرجه فرماه فقال له : اصبر إلى غد ثم عمل هيئة سمكة خشب مجوفة وملأها ملحاً مع الخاتم الآخر وقال : هذه تأتي بالخاتم ورماها في البحر فغرقت فما تحلل الملح طفت وفح أبغا فمها فإذا الخاتم فانبهر واعتقد فيه وخضع له الملك أحمد أيضاً .
أبو زيد السالمي