فبلغ ذلك معاوية فحلف لا يرضى عنه حتى يرضى عنه زياد فخرج عبد الرحمن إلى زياد فلما دخل عليه قال : إيه يا عبد الرحمن أنت القائل : .
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... . الأبيات .
فقال : أيها الأمير ما قلت هذا . ولكني قلقت : الوافر .
ألا من مبلغ عني زياداً ... مغلغلة من الرجل الهجان .
من ابن القرم قرم بني قصي ... أبي العاص ابن آمنة الحصان .
حلفت برب مكة والمصلى ... وبالتوراة أحلف والقران .
لأنت زيادة في آل حرب ... أحب إلي من وسطى بناني .
سررت بقربه وفرحت لما ... أتاني الله منه بالبيان .
وقلت أتى أخو ثقة وعم ... بعون الله في هذا الزمان .
كذاك أراك والأهواء شتى ... فما أدري بغيب ما تراني .
فرضي عنه زيادٌ وكتب له إلى معاوية برضاه عنه . فلما دخل بالكتاب وقال : أنشدني ما قلته لزياد فأنشده فتبسم ثم قال : قبح الله زياداً فما أجهله لما قلت له أخيراً حيث يقول : .
لأنت زيادة في آل حرب ... البيت .
شر من القول الأول ولكنك خدعته فجازت خديعتك عليه .
؟ ؟ عبد الرحمن الأوسط .
عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الأموي وهو عبد الرحمن الأوسط الأمير أبو المطرف صاحب الأندلس . كان عادلاً في الرعية بخلاف أبيه جواداً فاضلاً له نظر في العلوم العقليلة وهو أول من أقام رسوم الإمرة وامتنع عن التبذل للعامة وهو أول من ضرب الدراهم بالأندلس وبنى سور إشبيلية وأمر بالزيادة في جامع قرطبة وكان يشبه بالوليد بن عبد الملك وكان محباً للعلماء مقرباً لهم وكان يقيم الصلوات بنفسه ويصلي إماماً بهم في أكثر الأوقات . اسم أمه حلاوة . وتوفي سنة سبع وثلاثين ومائتين وهو ابن اثنتين وستين سنة ومدته إحدى وثلاثون سنة وخمسة أشهر . ومن شعره : الطويل .
وهل برأ الرحمن من كل ما برا ... أقر لعيني من منعمة بكر .
ترى الورد فوق الياسمين بخدها ... كما فوف الورد المنور بالزهر .
فلو أنني ملكت قلبي وناظري ... نظمتهما منها على الجيد والنحر .
ومنه : مجزوء الرمل .
ما تراه في اصطباح ... وعقود القطر تنثر .
ونسيم الروض يختا ... ل على مسك وعنبر .
كلما حاول سبقاً ... فهو بالريحان يعثر .
لا تكن شبهاً له واس ... بق فما في البطء تعذر .
وقيل أنه ولد لسبعة أشهر . وجهز إلى البلاد في طلب الكتب . وهو أول من أدخل كتب الأوائل إلى الأندلس وعرف أهلها بها . وكان حسن الصورة ذا هيئة وكان يكثر تلاوة القرآن ويحفظ حديث النبي A وكان يقال لأيامه أيام العروس وافتتح دولته بهدم فندق الخمر وإظهار البر وتملا الناس بأيامه وطال عمره وكان حسن التدبير في تحصيل الأموال وعمارة البلاد بالعدل حتى انتهى ارتفاع بلاده في كل سنة ألف ألف دينار . واتفق أن بعض علماء سرق له بدرة وهو يلمحه فلما عدت البدر نقصت فأكثروا التنازع في من أخذها فقال السلطان : أخذها من لا يردها ورآه من لا يتم عليه ولا يفضحه فإياكم والعودة فإن كبير الذنب يهجم على استنفاد العفو .
ومن توقيعاته : من لم يعرف وجه مطلبه كان الحرمان أولى به .
أبو سلمة العنبري .
عبد الرحمن بن حماد بن شعيب أبو سلمة العنبري البصري . روى عنه البخاري وروى الترمذي عن رجل عنه . قال أبو زرعة : لا بأس به . وقال أبو حاتم : ليس بالقوي . توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين .
أبو محمد الجلاب .
عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان الهمذاني أبو محمد الجلاب الجزار . كان أحد أركان السنة بهمذان . توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة .
عبد الرحمن الدوني الزاهد .
عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن الدوني الصوفي الزاهد من بيت زهد . روى كتاب السنن لنسائي عن ابن الكسار وهو آخر من حدث به عنه قرأه عليه السلفي سنة خمس مائة . قال السلفي : كان سفياني المذهب ثقة بليغاً . توفي سنة إحدى وخمس مائة .
أبو محمد ناظر الديوان