وستة في لم يخلقن في ملك ... حلمي وعلمي وإفضالي وتجربتي .
وحسن خلقي وبسطي بالنوال يدي .
وقال ابن الدهان : دخلت على ابن ناقيا بعد موته لأغسله فوجدت يده اليسرى مضمومة فاجتهدت حتى فتحتها وفيها كتابةٌ بعضها على بعض فتمهلت حتى قرأتها فإذا فيها مكتوب الطويل : .
نزلت بجارٍ لا يخيب ضيفه ... أرجي نجاتي من عذاب جهنم .
وإني على خوفي من الله واثق ... بإنعامه والله أكرم منعم .
أبو الحسن المقرئ .
عبد الباقي بن حسن بن أحمد الإمام المقرئ أبو الحسن بن السقاء أحد الحذاق بالقراءات . توفي في حدود التسعين وثلاث مائة .
ابن كتيلة .
عبد الباقي بن أحمد بن الحسين بن إبراهيم أبو الحسين النجاد البغداذي المعروف والده بكتيلة تصغير كتلة . قرأ بالروايات على أبي الحسن علي بن أحمد ابن البناء وسمع من أبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وعبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وغيرهما . قال محب الدين بن النجار : يقال إن سيرته لم تكن مرضية . توفي سنة خمس وعشرين وخمس مائة .
أبو الفضل البغداذي .
عبد الباقي بن حمزة بن الحسين الحداد أبو الفضل البغداذي الفرضي . قرأ الفقه وكانت له يد باسطة في الفرائض والحساب وكان صالحاً ثقة . سمع الحسن بن علي الجوهري ومحمد بن علي بن المهتدي ومحمد بن أحمد بن حسنون الزيني وغيرهم . وحدث باليسير . ولد سنة خمس وعشرين وأربع مائة . وتوفي سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة .
أبو محمد العبرناني .
عبد الباقي بن محمد العبرتاني أبو محمد الكاتب أديب شاعر غلب عليه الخلاعة والمجون . كتب عنه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين قطعة من شعره وعظية تشتمل على تصحيفات في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وأربع مائة . ومن شعره ما وجد في كفنه مكتوباً عند موته : الطويل : .
نزلت بجار لا يخيب ضيفه ... أرجي نجاتي من عذاب جهنم .
وإني على خوفٍ من الله واثق ... بإنعامه والله أكرم منعم .
قلت : وقد تقدم إيرادهما في ترجمة ابن ناقيا آنفاً والله أعلم لمن هما .
أبو يعلى ابن أبي حصين .
عبد الباقي بن عبد الله أبي حصين بن المحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد ابن محمد بن داود بن المطهر إلى أن ينتهي إلى قحطان . هو من بيت يعرفون ببني أبي حصين من معرة النعمان وأخوه أبو سعد عبد الغالب بن أبي حصين عبد الله وأخوه القاضي أبو غانم عبد الرزاق بن أبي حصين وأبو حصين عبد الله وأبو القاسم المحسن والد أبي حصين كل هؤلاء شعراء . فمن شعر أبي يعلى عبد الباقي بن عبد الله الكامل : .
بانوا فجفن المستهام قريح ... يخفي الصبابة مرة ويبوح .
من طرفه وصلت جراحة قلبه ... وإليه فاض نجيعها المسفوح .
لم يبق بعدهم له من جسمه ... شيء فوا عجباه أين الروح .
منها : .
لم يدنني طمعٌ إلى طبع ولا ... شعري لجائزة عليه مديح .
أغلقت باب الحرص خشية وقفة ... بفناء من ما بابه مفتوح .
وعفوت عن جرم الزمان ولم أرد ... منه القصاص وفي منه جروح .
ومن شعره الطويل : .
ولما التقينا للوداع وقلبها ... وقلبي يبثان الصبابة والوجدا .
بكت لؤلؤاً رطباً ففاضت مدامعي ... عقيقاً فصارا الكل في نحرها عقدا .
ومنه في ولد له مات فرآه في النوم : الكامل .
أهلاً بطيف خيالك المعتاد ... شق التراب إلي شق فؤادي .
أهدى الثرى لي في الكرى شخصاً له ... أهديته حملاً على الأعواد .
شتان بين الحالتين قبرته ... في يقظتي ونشرته برقادي .
ومن شعره : المتقارب : .
إذا غبت عن ناظري لم يكد ... يمر به وأبيك الكرى .
فيؤلمني أنني لأراك ... إذا ما طلبتك فيمن أرى .
لقد كذب النوم فيما استقل ... بشخصك في مقلتي وافترى .
وكيف وداري بأرض الشآم ... ودارك أرضٌ بوادي القرى .
وبعد فلي أمل في اللقاء ... لأني وإياك فوق الثرى .
قلت شعر جيد متمكن .
ابن عبد المجيد