عبد الله بن محمد بن الخلف أبو محمد الصدفي البلنسي يعرف بابن علقمة وأبوه الكاتب أبو عبد الله هو صاحب تاريخ بلنسية وكتب أبو محمد هذا للقاضي أبي الحسين بن عبد العزيز وفيه يقول أبو العباس بن العريف الزاهد C تعالى : من السريع .
من عجب الدهر وآياته ... سكرةٌ تعزى إلى علقمه .
خيف عليها العين من طيبها ... فهي بأضداد الكنى معلمه .
بقية المعنى لذي فطنةٍ ... لأنها في اللفظ علقٌ ومه .
ومن شعر أبي محمد يخاطب الأستاذ أبا عبد الله بن خلصة عقيب إبلاله من مرضٍ أرجف فيه بموته : من الطويل .
نعوك وقاك الله كل ملمةٍ ... وما هو نعيٌ بل مصحفه بقي .
وينعٌ لزهر الجسم بعد ذبوله ... وبالضد من معناه يبدو لنا الشي .
فهذا صحيح الزجر بادٍ دليله ... ولله فينا الحكم والأمر والنهي .
فأجاب ابن خلصة بأبياتٍ منها : من الطويل .
لثن كنت منعياً فما الموت وصمةً ... لقد نعيت قبلي الرسالة والوحي .
ليغض عدوٌّ أو ليظهر شماتةً ... فعما قليلٍ يتبع الميت الحي .
قلت : أحسن من الأول قول الأول : من الطويل .
تمنى رجالٌ أن أموت وإن أمت ... فتلك طريقٌ لست فيها بأوحد .
ابن أبي روح المغربي عبد الله بن محمد بن أبي روح أبو محمد . من أهل الجزيرة الخضراء . رحل منها إلى المشرق سنة سبعين وخمسمائة أو نحوها ولم يعد إليها فقال يتشوقها : من الطويل .
أعلل يا خضراء نفسي بالمنى ... وأقنع إن هبت رياحك بالشم .
إذا غبت عن عيني يغيب منامها ... وكيف ينام الليل ذو الوجد والهم .
تذكرت من فيها ففاضت مدامعي ... فلله من فيها من الخال والعم .
أحن إلى الخضراء من كل موطنٍ ... حنين مشوقٍ للعناق وللضم .
وما ذاك إلا أن جسمي رضيعها ... ولا بد من شوق الرضيع إلى الأم .
قلت : شعر مقبول .
المغربي المهري عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن المنخل المهري من أهل شلب أبو محمد بن أبي بكر . ومن شعره : من الكامل .
شرف الخلافة أن ملكت زمامها ... وغدوت من عقب الإمام إمامها .
وافتك تبتدر الرضا إذ رمتها ... ولشد ما امتنعت على من رامها .
طبع الإله لها حساماً صارماً ... يحمي جوانبها فكنت حسامها .
ورأت عداة الله أن حمامها ... من قيس عيلانٍ فكنت حمامها .
منها : .
فعلى رماحك أن تشق جيوبها ... وعلى حسامك أن يفلق هامها .
ملكٌ يجير من الزمان فإن يضم ... حراً بوادية الليالي ضامها .
قسطاس عدلٍ لا يميل فإن رأى ... ميل الخلافة أمها فأقامها .
ما الجود إلا ما تفيض بنانه ... لا ما تفيض العرب فيه سهامها .
ما البأس إلا ما تضمن سيفه ... لا ما تضمن بعضه صمصامها .
ما الزجر إلا ما يجر خلافه ... ليس الذي وسمت به أيامها .
يطفي الحروب إذا توهج جمرها ... ولربما خمدت فشب ضرامها .
وإذا أسود الحرب هاج غرامها ... عانى بحد المشرفي عرامها .
وإذا بروق المزن لحن كواذباً ... صدقت بروق نواله من شامها .
ومنها : .
لما رأيت الدين أظلم وجهه ... والحرب قد سدلت عليه قتامها .
أقبلتها شعث النواصي شزباً ... جرداً تباري في الفلاة سمامها .
من كل مشرفة التليل كأنما ... عقدوا بباسقة النخيل لجامها .
وأغر وضاح الحجول مطهمٍ ... يجلو إذا خاض الغمار ظلامها .
منها : .
يلقى العداة الرعب قبل لقائه ... فيزل قبل قتالها أقدامها .
وقال مسلياً من هزيمةٍ : من الكامل .
لا تكترث يا ابن الخلفة إنه ... قدرٌ أتيح فما يرد متاحه .
قد يكدر الماء القراح لعلةٍ ... ويعود صفواً بعد ذاك قراحه .
قلت : شعرٌ جيد .
أبو محمد المرسي الكاتب